مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل
قبل خمسة أعوام كتب أمبرتو إيكو، الروائي والناقد اﻹيطالي المرموق، عن 12 بروفيسور نالوا عقاب الفاشية اﻹيطالية في العام 1932 في ذلك عام كانت الفاشية تعم إيطاليا، ولم يكن يوجد خارج مجالها سوى الخونة واﻹرهابيين وأعداء اﻷمة اﻹيطالية .
طلب موسوليني من المثقفين الطليان أن يعملوا مخبرين، ففعلوا .. طلب من 1200 أستاذاً جامعياً العمل كمخبرين فوافقوا جميعاً، باستثناء 12 شخصاً .
لقد رفض أولئك اﻷسباط القليلون العمل كخدم للفاشيةً وكتبة عرائض موت ضد زمﻼئهم، فنالوا عقابهم . يقول إيكو : لكنهم كانوا قد حفظوا شرف الجامعات اﻹيطالية إلى اﻷبد . تكاد ﻻ تجد 12 شخصاً في مصر، اﻵن، يمكن أن ينقذوا شرف الثقافة والمعرفة والتاريخ كما فعل اﻷسباط الطليان . ينقذون الشرف والضمير، وليس مصر الفيزيائية، فهذه تغرق اﻵن كسفينة ضخمة في بقعة غير معلومة .
في العام 1999 ، قبل 13 عاماً، كتب إيكو أيضاً مقالة مهمة عن تلك الحقبة الفاشية " فاشية في كل مكان ." حتى إيكو نفسه، كما يروي، فاز في صباه في مسابقة أدبية عن وطنية موسوليني وتفانيه ﻷجل إيطاليا . في لحظة ما يخضع الناس للفاشية تماماً، عن يقين وسعادة، وﻻ يكاد يعلو صوت فوق صوتها . حتى أصوات اﻷطفال تذهب في تمجيد وطنية الفاشي العظيم الذي يعمل كل ما في وسعه لدحر أعداء الوطن .. في تلك الحقبة نفسها كتبت اﻷلمانية الشهيرة " حنا آرندت " تقريراً عن عادية القتل .
عندما يكون القتل مجرد أداء ﻻ جريمة، ويكون القاتل مجرد مؤد، ﻻ مجرم . فتحت تأثير الفاشية الشرسة وتحت ضغط مقوﻻتها وهندستها النفسية تتحول الكتلة البشرية إلى فاشية متجانسة، بﻼ خيال وﻻ خجل . بينما يصبح الموت مجرد عملية " فض " طريق للوطنية الحقة كي تعبر إلى المستقبل . في الحقبة نفسها كانت الصحفية اﻷلمانية مارتا هيللرز تتجول بين البيوت في برلين، مصعوقة، بينما يتدفق الجيش اﻷحمر على المدينة كالسيول .
كتبت هيللرز eine Frau in Berlin امرأة في برلين . ابريل .1945 عن الجيش الروسي ونساء برلين، عن امرأة تلتقي صديقتها فتسألها فقط : كم؟ لترد اﻷخرى : خمس مرات حتى اﻵن . أي حاﻻت اﻻغتصاب . كانت " كم " هي أم اﻷسئلة . انتظرت ألمانيا حتى العام 2008 حتى تحول مذكرات هيللرز إلى فيلم سينمائي . في الفيلم يختبئ مراهق ألماني في غرفة على السطح . يسمع اﻷغراب الروس وهم يغتصبون جاراته ثم أخته . يسأل أخته بذهول : أتعتقدين أن الفوهرر، هتلر، تخلى عنا؟ تشرد شقيقته، ثم ترد عليه بعد ثوان : NIE, NIEMALS . أبداً، لم ولن يحدث أن يتخلى عنا . كانت الفاشية قد تحولت إلى دوغما تجري في الدم، حتى صار من المهم أن تتباعد تلك الحقبة الدموية نصف قرن من الزمن كي يصبح ممكناً أن نراها على حقيقتها، ونرى الفاشيين وكتبتهم وجنودهم على حقيقتهم . كانت ألمانيا تخرج من التاريخ، يفقد 6 مليون ألماني حياتهم، لكن الفوهرر كان ﻻ يزال هو الوطن، وهو الحصون، وهو السياج، وهو العين الساهرة . من الجنون تجاهل ما تفعله أجهزة هندسة المشاعر والوعي والإدراك، ومن الصعب فهم الميكانيز الذي تطوع من خلاله الفاشية ضحاياها . وداعاً يا مصر، لعشرات السنين ..