فنانون .. في مواجهه الرئيس
بقلم/ موقع محيط
نشر منذ: 17 سنة و شهرين و 23 يوماً
الخميس 30 أغسطس-آب 2007 07:26 م

يبدو ان اللبنانيين سئموا من مواقف الفرقاء السياسيين ورفضهم الدائم لأية مبادرات تؤدي الى حلحلة الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ حوالي تسعة أشهر خاصة مع بدء العد التنازلي لموعد انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان المقررة في 25 سبتمبر/ ايلول المقبل.

وازدادت معركة الرئاسة سخونة مع استمرار مأزق طرفي الأزمة وانقطاع سبل الحوار بينهما إلا بوساطة دولية شكلية. وأدى الانقسام الحاد بين المعارضة والأكثرية حول اسم المرشح لمنصب الرئاسة، إلى قيام الكثير من الشباب اللبناني بالبحث عن بديل لرئيس الجمهورية الحالي إميل لحود ولكن على طريقتهم.

وتتلخص طريقة هؤلاء الشباب في قيامهم بالبحث عن وجه لبناني يحظي بالشعبية ويلتف حوله الجميع بعيدا عن دهالي ز السياسة وحساباتها المعقدة وذلك من خلال الاستعانة بشوارع بيروت ومقاهيها وبعض المواقع علي شبكة الانترنت.

قائمة المرشحين

جاء علي رأس الذين نالوا نسبة كبيرة من الثناء، الموسيقي الشهير مارسيل خليفة صاحب المقطوعات الموسيقية وملحن ومغني القصائد الوطنية والعاطفية والدينية المثيرة للجدل ومنها تلحين مقاطع من سورة يوسف عليه السلام. ويحظي مارسيل بشعبية طاغية في الشارع اللبناني.

كما رشح العديد من اللبنانيين المطرب وديع الصافي ليكون خلفا لإميل لحود وهو المطرب الذي قدم ما يزيد علي خمسمائة أغنية العديد منها أعمال وطنية تدعو للوحدة ونبذ الخلاف وقد نأي الصافي بنفسه عن الدخول في صراعات مذهبية واكتفي بأن يعمل علي أن يؤلف بين القلوب وقد أشار الي أنه لا يرغب في أن يختم حياته في دروب السياسة المهلكة.

وذكرت جريدة "الوفد" المصرية ان الملحن زياد الرحباني حظي بنسبة متقدمة في التصويت الذي أجرته جمعية أسسها مجموعة من هواة الموسيقي فضلا عن موقع علي النت حيث صوت آلاف الشباب دون الخامسة والعشرين من العمر لصالحه.

يذكر أن زياد سبق له أن قام بالالتحاق بأحد الأحزاب اليسارية اللبنانية واستخدمه الحزب في الدعاية لنفسه وفي تقديم أعمال فنية تهاجم الطائفية والتشرذم السياسي الذي يشهده لبنان.

ولم تخل قائمة المرشحين من بعض نجوم الفيديو كليب حيث رشح عدد من المراهقين نانسي عجرم وهيفاء وهبي لنفس المنصب علي اعتبار أن كلتيهما تحظي بشعبية يفتقر إليها صناع القرار السياسي وأكد أنصار نانسي وهيفاء قدرة كل منهما علي حل مشكلة البطالة.

معركة الرئاسة تزداد سخونة

في هذه الأثناء، بدأت الساحة اللبنانية في الاستعداد لمعركة جديدة مع بدء العد العكسي لموعد انتخابات رئاسة الجمهورية في ظل الصراع القائم بين الأكثرية والمعارضة منذ شهر ديسمبر الماضي.

وذكرت تقارير إخبارية ان المرشحين المعلنين في فريق 14 آذار حتى الآن هم النائب بطرس حرب والنائب السابق نسيب لحود والنائب روبير غانم والنائبة نايلة معوض، فيما يجري تداول اسم الرئيس أمين الجميل مرشحاً غير معلن بعد في هذا الفريق.

أما في فريق المعارضة، فثمة مرشح واحد حتى الآن صاحب برنامج هو العماد ميشال عون الذي تقول أوساط المعارضة ان ترشيحه رسمياً هو محور مناقشات بين قواها من حيث اختيار التوقيت الملائم لاعلانه.

ونقلت جريدة "النهار" اللبنانية عن مصادر مطلعة قولها ان رئيس مجلس النواب نبيه بري سوف يطلق غدا مبادرة تتصل بالاستحقاق الرئاسي واعتباره مفتاح الحل للأزمة السياسية وذلك خلال الخطاب الذي سيلقيه غداً احياء للذكرى الـ 29 لتغييب الامام موسى الصدر، في مهرجان حاشد تقيمه حركة "أمل" في بعلبك.

وتوقعت تلك المصادر ان يشكل خطاب بري خطوة اضافية متقدمة لملاقاة مواقف البطريرك المارونية الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير من الاستحقاق الرئاسي، بحيث يرسمان الاطار المبدئي لتسوية سياسية يمكن ان تؤمّن عبوراً آمناً للاستحقاق واسقاط كل الخيارات التصعيدية الأخرى.

قلق فرنسي من مواجهة محتملة في لبنان

من ناحية أخرى، توقعت مصادر سياسية لبنانية ان تسعى باريس الى العمل لتقريب وجهات النظر بين اللبنانيين وبين الدول المعنية بالأزمة اللبنانية، عبر محاولة إيجاد جوامع مشتركة حول انتخابات الرئاسة.

وانتقل القائم بالأعمال الفرنسي في بيروت اندريه باران الى العاصمة الفرنسية أمس للبحث مع وزارة الخارجية في الخطوات المنوي اتخاذها لتفعيل التحرك الفرنسي من اجل الوصول الى مخرج من المأزق اللبناني الحالي، وسط المخاوف من عدم حصول انتخابات الرئاسة.

لكن مصادر في باريس قالت لجريدة "الحياة" اللندنية ان هناك اختلافاً في الرأي في تقويم الوضع في لبنان، بين فرنسا والولايات المتحدة، خصوصاً حول موضوع انتخابات الرئاسة.

وتتخوف المصادر في الخارجية الفرنسية من مواجهة محتملة ومن خطورة قيام حكومتين، بينما يبدو الأميركيون أكثر استعداداً لدعم قوى الأكثرية و14 آذار لفرض مرشحها.

جنبلاط يصف نصاب الثلثين بالبدعة

في غضون ذلك، وصف رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط نصاب الثلثين للانتخاب الرئاسي بأنه "بدعة فقط اخترعها بعض من المعارضة وبعض من الموالاة". وشدد جنبلاط على الحق الدستوري للأكثرية بأن تجتمع حيث تشاء لانتخاب رئيس للجمهورية اذا استمرت المعارضة بتعطيل واغلاق المجلس النيابي.

وفي حديث الى تلفزيون الجزيرة دعا جنبلاط الى عدم تحريف كلام البطريرك صفير، لأنه كان واضحا، وقال ان مقاطعة الانتخابات مقاطعة للوطن، وان من حق الموالاة ان تنتخب رئيسا في نهاية المطاف، ووصف جنبلاط نصاب الثلثين ب البدعة التي اختلقها بعض افرقاء المعارضة والموالاة، واكد انه لن تقبل الاكثرية بتعديل الدستور لمصلحة اي شخص، كونها دفعت الكثير لرفضها التمديد للرئيس لحود.

واضاف جنبلاط، المعارضة هي من اختلقت الفوضى وعطلت المؤسسات واقامت الحروب، وما تقوم به الموالاة ديموقراطي سلمي، لذلك فالتوافق والتسوية صعبة مع فريق لا يؤمن بالكيان اللبناني، اذ ان سوريا وايران تستخدمان لبنان لمصالحهما في المنطقة.

عن / محيط