رحماك...يا مكسر الأحزاب
بقلم/ كاتب صحفي/خالد سلمان
نشر منذ: 16 سنة و 6 أشهر و 26 يوماً
الثلاثاء 18 سبتمبر-أيلول 2007 09:54 م

مأرب برس - خاص

حين وقف عبدالقادر باجمال..ذات صيف لعين ينايري ساخن , في قفص الاتهام , يذرف الدمع المالح‘ ويقسم بالسماء وبأطفاله وأبويه ،انه لم يقاتل، وأن الكلأشنكوف ضد تكوينه المدني وعلومه وأصول تربيته السياسية ،حينها حصد دمع باجمال تعاطفا لا بأس به،وندت من الجميع صرخة حكم مشترك:رأفة بعينيه المتقرحتين اتركوا الرجل.. اتركوه فليس من يبكي هو من يحمل صفات التمرس القتالي.. ثم انه فائض هامشي في معادلة الصراع حينذاك.. حبا في الله أتركوا الرجل. 

باجمال في حديثه المعاد نشره على موقع (مأرب برس) خذلنا. أطاح بعواطفنا الينايريه في ذلك الصيف الكئيب.. وأعلن انه خاض حرب شوارع..وكأنه يحمل قفصا صدريآ مطرزا بالأزرار، يضغط على زر الدمع فينكمش وجهه وتفيض ملامحه بالحزن ؛ وشهقات الرعب، ثم يضغط (كما حدث في لقائه الأخير) على زر البطولة فاذا نحن في حضرة تشي جيفارا بطل العصابات ، آو هو شي منه بطل التحرير والوحدة.

السيد باجمال مشروع قاص أحبطته السياسة.. يستطيع ان يقنع نفسه بما يشاء، يستطيع ان يلبسها درع الحديد وأخلاق الفرسان النبلاء.. وقت الرخاء، ويستطيع ان يغسل ضعفه بماء المقُل وقت الشدة .. يستطيع ان يتبرأ من لعنة البندقية من خلف قفص الاتهام.. ويخوض من كرسي الامانه العامة للحزب الحاكم خوارق وبطولات حرب الشوارع.. اقتحام الدُشم ودك الحصون.

صدقاً حتى لا نظلم الرجل.. علينا اولاً أن نتيقن من مضمون مقاصده من شوارعية حرب باجمال أ و ربما هو تعبير مجازي ذات صلة بشوارع أخرى.. وربما هذا (المدمعكي) وليس (المدفعجي)..لم يعني الدلالة المباشرة للحرب: أي رصاص وبارود وقتلى وهزيمة وانتصار.. ربما الحرب لديه شيىء آخر.. مثل شتيمة الصحف وملاسنة لجنة الحوار.. أو حركات غير حصيفة (أي نص كم) لا يهم..المهم أن يخرجنا السيد الناضورجي المحارب.. من وهدة الحيرة وعمق الارتباك.. بين بكائيته التاريخية تلك.. وفروسيته هذه المنشوره على الورق.. وحتى يفعل ذلك سيظل باجمال متآرجحآ بين الاثنين.. ممتدا على حبل غسيل حكاويه.. مستلقيا بمساحه زمنيه: زمن أللعنه الينايريه.. وأزمنة راهن البطولات الحربية ألخارقه ألحارقه..(الساقعه).. الفاقعة.

والحال هكذا.. لم نعد نعرف الرجل وهو يعتلي منصة الجنرال هل السيد باجمال شخصية مدنيه .. أدار حكومة بائسه .. ثم اعتلى عرش الحزب الحاكم ..مخلفاً الغبار والحرائق والحطام ..وكيف وهو البطل رحل بكبسة(زر) تلفون محمول..وبرسالة استغناء قيمتها في تعرفه الاتصالات ريالات عشره!! فقط لا غير.. ام أنه باجمال كما وصف نفسه هو السياسي الشيطاني المحترف.. يحمل في راسه طقم أسنان يفتت به الأحزاب ..يهدم ويؤسس .. يمنح ويسحب ملكه السياسي لمن وعمن يشاء..ام هو الميداني المندفع الى ساح الوغى .. دفاعاً عن الوحدة .. من على شرفة القصر.. يستمطر الدماء من خارج أوردة وشريين سلالته.. المصونة المقدسة .. دماء الملايين من ضحايا جرعة القاتلة. 

الم اقل لكم ان السيد المدمعكي لا المدفعجي.. خارق في تقمص وظيفة شخصية تحت الطلب.. كأن يكون ضحية بائسة.. بطل استثنائي.ٍ.ناطق باسم الحقيقة..ورزنامة تاريخ ناطق حسب التكليف الرئاسي على النحو التالي :

هذا الطود باعوم: عميل للشعب الحالم الحافي .

قتلى حضرموت: نهابة (صومال) لاجئين في وطن مسروق لأجيء.

الحكام لصوص الوحدة:أكليروس وآلهة

تنظيف الوحدة وإعادة الحياة الى جسمها الميت : خيانة عظمى .

ارهاب القاعدة محط حوار معتبر .. مدنية اعتصامات أبناء المناطق الجنوبية والمشترك ..نصل رمح يستهدف قلب الوطن ..ونظام حزبه الرشيد. وامام كل هذه الكراكيب والخرداوات المكنونة في قعر تجويف رأس السيد باجمال..

خذوا مني هذا القسم:

آقسم بالله والوطن وجميع الأنبياء والرسل ..وبالقران والأنجيل والزبور والتوراة، لو ان هذه البلاد خاليه من كل عتاولة وحيتان وقطط الفساد.. ووجد وحده بطل حرب الشوارع.. الفارس مكسر الأحزاب..مفرق الجماعات موحد الفقاعات ..لو كان باجمال وحده يسوس ويصول ويجول في الوطن ..لكفى مبررآ يسوغ للناس طلب الانفصال ..يشرعن لحق تقرير المصير ..فكيف الحال وهو مجرد ترس صغير في مكنة تدمير جهنمية.

وايآ كان الحديث عن الوحدة المعمدة بالدم آو أحمر شفاه الخطابة ..فإننا ندرك ان الجملة سقطة كلام وحسب.. من فم سياسي لا يعرف سوى وحدة الأرقام السرية ..المعمدة بدم بنكنوت الأصفار العشرة.

ورحماك يا مكسر الأحزاب ..ويامهندس الحرب الشوارعيه..واليك افرداً واحزاباً تتوب..

ارنستوتشي باجمال...رحم الله مقاتيلك.. وصبراً يا شعب على هذا لابتلاء ..هذا القرف العظيم.