غزة تُزلزل قيادة جيش الاحتلال.. قيادات كبيرة تستعد للتنحي عن مناصبها هذه أبرز الأسماء بيع محمد صلاح ضمن 4 خيارات أمام ليفربول لحسم مستقبل الفرعون المصري اختبار جديد يكشف عن السرطان خلال دقائق قيادي حوثي يتحدث عن جولة مفاوضات جديدة مع الحكومة الشرعية أوّل حكم على ترامب في قضية الممثلة الإباحية.. كم سيدفع؟ مؤسسة رصد لحقوق الإنسان تطلق أول تقرير حقوقي وفيلم وثائقي يوثقان جرائم اغتصاب الأطفال في اليمن الاعلان عن دعم أمريكي لـ صنعاء الكشف عن معلومات هامة تؤكد فشل المليشيات في معالجة مشكلة العملة التالفة وأزمة السيولة - لماذا العملة الجديدة لا توجد في أسواق صنعاء ؟ رعب تحركات أمريكية طارئة تطال رأس مشاط الحوثيين والاخير يستنفر اعضاء مجلسه الانقلابي ويوجه إهانات غير رسمية لجناح مؤتمر صنعاء مركز الملك سلمان يقدم مواشي لـ50 اسرة نازحة فقدت معيلها بمحافظة الجوف لتمكينها اقتصاديا
كان اكتشافاً هاماً بالنسبة لي في ختام عملي الذي استمر شهوراً كخبير لحملة توعية المرأة والحامل بأضرار القات؛ أن أدرك أن الجميع - إلا من رحم- هم مع القات قلباً وقالباً وإن زعموا خلاف ذلك في العلن.
لقد كانت هذه الحملة التي دشنتها منظمة سول لتنمية المرأة والطفل بالتعاون مع جمعية قطر الخيرية مناسبة ثمينة لنا كي ندرك أن نبتة القات قد تجذرت في النفوس تجذراً لا يدانيه تجذرها في الأرض بعد الغرس، وأن مصالح كثيرة أصبحت تشكل الغشاء الأكثر سمكاً أمام إدراك أخطارها على أمننا القومي وسلامة أجيالنا القادمة.
فلم يعد تناول القات مجرد عادة فقط يضيع معها الوقت أو ينقضي، أو كذلك مجرد ممارسة يمكن السيطرة عليها، بل أصبحت ظاهرة اجتماعية ترتبت عليها عوامل ثقافية واقتصادية ونفسية وصحية، وتغلغلت في المجتمع بدرجة تستدعي دق أجراس الخطر.. وطبعاً لم نأت بجديد بقولنا هذا، فهي الأجراس ذاتها الذي تدق منذ عقود دون أن يصغي إليها أحد.
فعلى مستوى الأفراد لا نفاجأ بعامل فقير يذهب نصف دخله في شراء القات؛ يزعم موقناً أن "ما عاد معه إلا القات"، وكأن القات هو السلوى والمأوى لكل أحزانه ومشاكله، وحلاً سحرياً لفقره وحالة بؤسه التي تزداد يوماً بعد آخر حسب ارتفاع سعر "قاته" أو رخص ثمنه، فيما أطفاله يأكلون الحصرم.
وعندما فكرنا أن نوصل رسائل حملتنا إلى " المخزنين" أنفسهم مباشرة؛ كانت الطريقة الأمثل حسب اجتهادنا في التوعية عبر ملصقات قوارير المياه المعدنية، ولم ندرك سوى متأخرين أن هذا يتعارض تماماً مع مصالح كثير من الشركات التي يستند إنتاجها أساساً على عادة تناول القات في الأفراح والمناسبات وغيرها، لم يتبق سوى أن يصرخوا في وجوهنا:" دعوا الناس يخزنوا .. نحن نريدهم أن يفعلوا ذلك"!!.
لقد ولّدت حملة التوعية في نفوسنا في آخر أيام الإعداد لها حالة من الإشفاق والإحباط شديدة، فالإشفاق ولّده اطلاعنا القريب على الآثار الخطيرة للقات والسموم والآفات التي تنعكس سلبا على صحة المواطن اليمني، خاصة الطفل جنيناً ورضيعاً، وأن مستقبل هؤلاء المساكين الصحي ربما أصبح منذ زمن بعيد على المحك، أما الإحباط فلئنّ لا حياة لمن تنادي، فالجميع يعلم مدى ضرر القات وأنه قاتل فعلاً كما التدخين، لكن تبقى الإرادة المسلوبة هي القاسم المشترك بين المدخّن و المخزّن لا فرق .
ومما واجهناه خلال فترة التحضير للحملة كذلك سيولاً من الدعاوي العجيبة التي تبرر تعاطي القات اقتصاديا واجتماعياً وحتى صحياً، فلم يتركوا شيئا إلا أفتوا فيه، والأعجب أن هذه المبررات تنطلق أيضاً من أفواه مثقفين ومتعلمين ومتعلمات بكل يقين وإيمان، في مغالطة صريحة للنفس أو اعتقاد خاطئ بممارسة خاطئة.
إن اكتشافنا لما سبق هو في الواقع إعادة اكتشاف مقرون بالدلالات لأمر يدركه كثيرون، وهو أن القات يظل لدى الناس الرفيق الأول ويظل الرفيق الأخير ومن بعده فليأت الطوفان، وفي اليمن لن يأتي الطوفان أبداً فاطمئنوا؛ مادام القات يستحوذ "عيني عينك" على ثلاثة أرباع المائدة المائية في البلاد أو يزيد.
• خبير إعلامي ومدرب
n.sumairi@gmail.com