التقرير المتناقض للمبعوث الخاص!!
بقلم/ محمود الحرازي
نشر منذ: 10 سنوات و شهرين و يوم واحد
السبت 30 أغسطس-آب 2014 02:45 م

Mahmoud.harazi@gmail.com

لم تكن باكثر من دعوة لانعقاد مجلس الامن الدولي لاستصدار بيان ادانة ضد اعمال الحوثي السابقة, حيث تجنب هذا البيان الحديث عن تطورات الاوضاع التي آلت اليها الاحداث حاليا من حصار للعاصمة صنعاء وربما الدخول في اشتباكات مسلحة قبلية او طائفية مدمرة. وكأن تقرير بنعمر مغاير للوضع المتفجر اليوم, او ان التقرير ليس اكثر من كونه مجرد اعمال احتجاجات فقط, مستبعدا انها قد تؤدي الى انزلاق خطير او نشوب حرب ما.

المثير للسخرية ان يخرج مجلس الامن خلال انعقاده امس بمثل هذا البيان السخيف بعد جلسة سابقة لمجلس الامن اثارت الرعب لمعرقلي مسار التسوية السياسية في اليمن. الامر الذي يظهر ان ما يهم مجلس الامن من هذا الانعقاد هو تذكير الدولة بمكوناتها السياسية والمدنية بالعملية الديمقراطية فقط, غير آبها بما قد تؤول اليه التطورات نتيجة الحصار المسلح للعاصمة صنعاء.

كما ان هذا انما اثبت التناقض الغريب الذي مارسه وما يزال يمارسه جمال بن عمر كمبعوث خاص للامين العام للامم المتحدة, فخلال زيارته الأخيرة لصنعاء عبر عن قلقه البالغ, بل ووصف الوضع بالخطير, الا انه وحتى الامس يصرح بان الازمة الحالية ما تزال قابلة للحل بواسطة الحوار.

وبالنظر الى بيان انعقاد مجلس الامن امس بشأن اليمن يظهر ان تقرير بن عمر خلا من خطورة الوضع وانهياره, فيما يبدو وكأنه لم يقدم تقريرا مفصلا عن الوضع المتأزم واسبابه والنتائج والابعاد المحتملة في حال تزايدت التصعيدات بما يرافقها من احتمالية عدم اتفاق قد يفضي الى نشوب حرب خاصة وان اعتصامات الحوثي تحمل في طياته السلاح بمختلف انواعه.

فضلا عن ان التقرير يبدو انه خلا من المعرقلين السابقين الذين شملهم القرار 2140 كتجميد الارصدة مثلا. فقد شهدت الاحداث الحالية بتورط الرئيس السابق كمتحالف وداعم رئيسي لازمات اليمن وسبب لتدهور الوضع والذي يثبت ان "صالح" يبدو كأنه يلعب بالبيضة والحجر.

كنا نتوقع ان يخرج انعقاد مجلس الامن بشأن اليمن امس بقرارات اقوى كتجميد ارصدة المتورطين في حصار العاصمة كخطوة اولى لانهاء التحالفات, ولكن التناقض الغريب قد جعل دور مجلس الامن غير ذي جدوى وفائدة يرتجى منها لحل ازمات اليمن الا بواسطة الدولة نفسها.

وللتذكير فلم يشهد التاريخ لمجلس الامن الدولي قدرته على حلحلة ازمات الدول, كما لم يشهد التاريخ ان استطاع مبعوث الامم المتحدة ان يكون حل لدولة على وشك الانهيار. ما شهده التاريخ هو ان تدخلات مبعوثي الامم المتحدة ومجلس الامن بشأن دولة ما قد زاد اوضاع اكثر الدول سوءا كالعراق مثلا.

بالاضافة الى ان قرارات مجلس الامن الدولي لا تخرج في اغلبها عن قرار وضع الدولة "شبه المنهارة" تحت البند السابع, او المناداة بالديمقراطية, او التحدث باسم هذه الدولة في تحذير الدول الاخرى من التدخل في شؤون الدولة "تحت الوصاية", وغير ذلك, ولم تصل قرارات مجلس الامن الى مستوى القرارات الملزمة الا بعد انهيار كثير من الدولة بشكل شبه كامل.