اليمن .. عزلة دولية واضطرابات داخلية
بقلم/ محمد سلطان اليوسفي
نشر منذ: 9 سنوات و 9 أشهر و 3 أيام
الخميس 19 فبراير-شباط 2015 02:28 م
بعد أن أغلقت أكثر من 15 سفارة ـ عربية وغربية ـ أبوابها في العاصمة صنعاء احتجاجاً على الانقلاب الذي قامت به جماعة الحوثي وتخوفاً من أي اعتداءات محتملة في ضل غياب أجهزة الامن التي يعول عليها الحفظ على السفارات في العصمة صنعاء من أي اعتداءات محتملة قد تتعرض لها هذه السفارات وفي ضل تواجد مليشيات مسلحة ليست مخولة بحمايتها ولا تمتلك أي شرعية ، بل أن تخوف السفارات بالدرجة الأولى هو من هذه المليشيات ثم من تنظيم القاعدة الذي قد يستغل الأوضاع الأمنية للقيام بأعمال إرهابية ، وتأتي هذه الخطوة ـ خطوة اغلاق السفارات ـ في الوقت الذي تشهد فيه مختلف عواصم المحافظات اليمنية احتجاجات تندد بالانقلاب الذي قامت به جماعة الحوثي المتمردة على شرعية الرئيس المنتخب وحكومة الكفاءات ، الا أن جماعة الحوثي حتى الان لا تدرك مدى تأثير اغلاق السفارات ومدى الرسالة التي تحملها هذه الخطوة من عدم الاعتراف بشرعية الانقلابيين ، كم أن التصعيد الشعبي الرافض للانقلاب والذي يمثل اهم محور رادع للانقلابيين يزيد يوما بعد يوم فنحن اليوم نلاحظ توسع الاحتجاجات المطالبة برحيل المليشيات ، وكذلك هناك استعدادات في اكثر من محافظة للمواجهة ميدانياً من بينها محافظة مأرب وشبوة .
وفي حين أن مجلس الامن الدولي اصدر قرارات حيال التطورات الأخيرة في اليمن مطالباً جماعة الحوثي بالانسحاب من العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات والافراج عن الرئيس هادي ورئيس حكومته بحاح والعودة إلى الحوار وتسليم أسلحة الدولة التي استولت عليها المليشيات ، غير أن هذه القرارات التي أصدرها مجلس الامن قوبلت بالرفض من قبل جماعة الحوثي الامر الذي يزيد من تفاقم الأوضاع المأساوية على الساحة اليمنية ويزيد من حدة الصراع الذي قد يدخل البلاد في حرب يكون وقودها الوطن ومقدراته ـ ولا سمح الله ـ في حالة عدم استجابة جماعة الحوثي لقرارات مجلس الامن وعدم الرضوخ للحل عن طريق الحوار وبعيداً عن السلاح وفرض سياسة التسليم بأمر الواقع عن طريق الهيمنة التي تفرضها هذه الجماعة على الأطراف المتحاورة حيث أنه لا يمكن أن يكون هناك ثمة حلولٍ مالم يتم التخلي عن السلاح ونبذ ثقافة التسلط التي لا يمكن القبول بها من قبل كل مكونات المجتمع اليمني الذي لا يقبل بأي سياسة لا تخدم الوطن بل أنها تثقل كاهله وتحمله مالا يطيق ، وإضافة إلى العزلة الدولية التي يعيشها اليمن اليوم فإنه بالمقابل يعيش حالة من التدهور الاقتصادي والأمني وسط مخاوف وتحذيرات دولية من قدوم كارثة إنسانية في اليمن ، فهل تعي هذه الجماعة حجم هذا الخطر المحدق بالوطن ، أم أن كل ما يهمها هو الاستيلاء فقط دون النظر إلى المصلحة الوطنية ؟!!