في فقه الحوثي النصر والتمكين من صفات المقاتلين الملازمة لهم في كل حين والهزيمة عنهم يستحال تحقيقها على أرض الواقع، هكذا ظل السيد يبيع وهمه على أتباعه وبه يشتري ولاءهم وتأييدهم المطلق فهم معصومون من الهزيمة ومنصورون بروح السيد أو هكذا ظنوا.
فبعد تلقيها الصفعات المؤلمة ظهرت مليشيا الحوثي وصالح كالمجنون في الوادي المكشوف ينادون الناس بمكبرات الصوت ويطالبونهم بالنزول الى الشوارع طالبين العون والمدد من مجاهدي الدفع المسبق.
في صورة تعكس تماما الحالة التي وصلت إليها المليشيا من الهزيمة والإنكسار في صفوف مقاتليها اللذين لاقا معظمهم مصيره في كمآئن جهنم المترصدة لهم في كل الشوارع وفي ميادين القتال في تعز وعدن ومأرب وغيرها.
حالة إنهزامية تتضح جليا حين يفر جنود المليشيا خوفا من ملاقاة مصير زملائهم وفرارا من كماشات الأبطال وأنيابهم القاتلة، حالة لم يكن سيد الكهف يتصور الوصول إليها وهو في كهفه يُتخيل له أنه ملك العالم بأسره وأن مليشياته وعصاباته أصبحت أكثر قوة وإنتشارا في الأرض ليفيق على وقع الصدمة الكبرى والصورة الواقعية التي قدمتها له تعز وأخواتها ’’أن القوة الإلهية ليست سوى وهم صبياني تولّدَ في ذهن السيد ذات ليلة مظلمة وأن الفئة المنصورة بروح الله العصية على الإنكسار والهزيمة ليست سوى فقاعة هوائية أُفرغ في جوفها كميات هائلة من الزيف والوهم وصناعة الأساطير الخرافية’’
حالة جعلتهم يخرجون على حقيقتهم ويتخلون عن كل الرسميات التي إبتدعوها وأختلقوها لأنفسهم فالرسميات أبعد ماتكون على هيئة مليشيا ،،جعلتهم يخرجون الى الشوارع راكظين حفاة عرات من كل الشكليات التي كانوا عليها صارخين مولولين كالنسآء الثُكالى بحرقة الهزيمة والإذلال \" أيا أهل المدينة هلموا إلينا إنقذونا وأدفعوا عنّا’’
هذا ماتلخصه حادثة خروج سيارة تابعة للمليشيا عليها مكبرات صوت ’’شحجآء’’ تنادي آهالي صنعاء وتسترجيهم الخروج للجهاد في تعز وعدن حد وصف المليشيا
لتعلن للعالم عن حالة الإنحسار والإنحصار التي وصلت اليها مؤذنين ببداية النهاية ليس إلا.