إلى الشهيد عبدالرب علوي الباشا ولأخي وصديقي الشيخ علوي الباشا ناصر بن زبع.
ربطتني بهامة الجدعان الشامخة وموئل الكرم والنُصرة والفزعة الشيخ الباشا ناصر بن زبع رحمة الله تغشاه وأنجاله وأحفاده،علاقة أخوية تتجاوز ربع قرن من الزمان، صارت مضرب المثل في الود والوفاء وعرفت كبارهم وصغارهم وعرفت أبناء الأخ والصديق الشيخ علوي بمختلف مراحلهم العمرية، وتلقيت اليوم نبأ الناعي يخبرني بأن شامخهم عبدالرب أكرمه الله بالشهادة في جبهات الذود عن العرض والأرض في مأرب الصامدة، وحلقت نفسه المطمئنة نحو بارئها،وقد أدت الأمانة المنوطة بها، فهنيئا لك أيها الصقر المأربي الذي أبيت الخضوع والإستسلام والعيش في جنبات الجيف والقهر، وحلقت عالياً كعادة الصقور ونلت الشهادة التي تعطيك أعلى مراتب الجنان.
إليك أيها البطل أقدم العزاء مخالفاً المألوف فأعزي نفسي وأباك وأهلك وقومك بك، فلقد أقدمت حين تراجع الناس وصمدت حين تخاذل الناس، وقاومت حين سَلّم الناس، وكنت أنت وإخوتك كواكب درية أول القوم وفي مقدمتهم، لم تغادروا وترحلوا كما فعل الأخرون وكان بإمكانكم ولكم عذركم. إليك أيها الشهيد وإلى أباك وإخوتك المرابطون وأهلك وقومك وإلى عمك الشيخ أحمد الباشا شيخ الجدعان ومرجعيتهم تُرفع التهاني فأنتم تستحقون الفرح لا الحزن وهل هناك فرحة تضاهي فرحة لقائك الله.
لقد ذكرني إستشهادك باستشهاد الدكتور أسامة نجل الشيخ حمود سعيد المخلافي فكليكما قدمتم أروع مواقف الشجاعة والإقدام.
اللهم أرفع إليك أكُفي داعيا متضرعا أن تقبله وكل شهداء الوطن مع الشهداء والصديقين وان تتولاهم برحمتك ومغفرتك وتُسكنهم الجنة.