الرائعة تعز
بقلم/ علي بن ياسين البيضاني
نشر منذ: 8 سنوات و 7 أشهر و 8 أيام
الأربعاء 19 أغسطس-آب 2015 05:13 م
" تعز لم ولن تنكسر " أظنها أبلغ من " تعز تنتصر " لأن الإنتصار يكون بعد انكسار وهزيمة ، فتعز غير كل المدن والقرى والمناطق ، تعز عوامل ثباتها وصمودها يسير في دماء أبنائها حقيقة لا مراء فيها ، تعز قاومت عفاش منذ السبعينات والأئمة قبله بكل عنفوان وثبات ، لم أر َ الهزيمة في أبنائها وقد قام عفاش بإحراق ساحة الحرية والمعتصمين فيها ، فجعلوا حينها كل مناطق تعز ساحات للثورة ، لا لشيء يمكن فهمه إزاء هذا الصلف العفاشي المجنون سوى أن عوامل الصبر والنصر كامنة في دواخلهم ، وغير قابلة للإنحناء والإنكسار ..
" الرائعة تعز " أظنها أبلغ من " الحالمة تعز " لأن أحلامها تصنعها كل يوم فلم يكن حلم جميــــــــل إلا حقيقة واقعة تشهدها اليمن بأكملها ، وروعتها أنها تحمل على ظهرها رجال صنعتهم حجم المؤامرات عليهم من سنين ، فكانوا عند قدر المسؤولية في إحباطها والسير نحو طريق المجد الرشيد ..
لم أكن مبالغًا إن سميت تعز صانعة أبطال اليمن وساستها ، ففي ترابها الطاهر تدرّب رجال النضال لتحرير الجنوب فى الستينات ، ويتزودون منها بالسلاح ، كما أنها أيضًا أنجبت وعاش فيها غالبية ساسة اليمن بمختلف تنوعاتهم الفكرية ، فكان لهم دورًا بازرًا في صناعة اليمن الجديد ..
تعز علّمت اليمن كلها أنها أيقونة السلام كما أنها أيقونة الصبر والشموخ ، وأنها نبراس العلم والفقه والدين كما أنها صانعة الأيادي العاملة الطاهرة بمختلف تخصصاتها ، وفوق هذا وذاك أنها " قاهرة عفاش ومزلزلة نظامه وحكمه إلى الأبد " ، فمنها انطلقت الثورة في 2011م لأنها علمت أنها جديرة بالإطاحة به ، وهو يعلم يقينًا أن الثورة عليه بدون تعز مآلها الفشل ، فقد كانت كل ساحات الثورة عليه في كل مناطق اليمن تعج بأبناء تعز ، فهو لم ولن ينسى توكل كرمان ولا فؤاد الحميري ولا وسيم القرشي ولا غيرهم كثير وكثير ممن أشعلوا لهيب الثورة عليه .. ولذلك كان انتقامه منها كبيرًا ومعركته طاحنة فيها ، ليس لأنه يرى فيها عمقه الإستراتيجي ، بل أراد أن ينتقم منها ، ويطفئ لهيب قلبه المحروق لفقدان محبوبته ( السلطة ) بسبب رجالها ..
تعز بحق ظُلمت كثيرًا ، ودعم التحالف لها كان ضعيفًا وبسيطًا ، ولم يكن بالحجم الذي يجب أن يكون مقارنة بحجم الألوية والآلة الحربية العفاشية الحوثية التي كانت تسومهم سوء العذاب ليل نهار ، لكن مع ذلك فقد رسموا لنا أعظم لوحة عرفها تاريخ اليمن مفادها " أن قوة الحق أقوى من آلة الباطل ، وأن النصر يمكن صناعته بقوة الإيمان والصبر " ، فهنيئًا لتعز الرائعة نصرها المظفر ، وهنيئًا لأبنائها شرف الإنتماء اليها ..