آخر الاخبار

اليابان تقر ثاني أكبر ميزانية لها والإنفاق على الدفاع أبرز المؤشرات الولايات المتحدة تعرض 10 ملايين دولار مكافأة مقابل معلومات عن القطة السوداء بعد التوترات في البحر الأحمر.. سفن حربية روسية تدخل على الخط معارك شرسة في غزة ليلاً... والضربات الإسرائيلية تسقط 66 قتيلاً بعد 6 مجازر خلال 24 الساعة الماضية .. غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة القصف الإسرائيلي رئيس مقاومة صنعاء الشيخ منصور الحنق يوجه مطالب عاجلة للمجلس الرئاسي بخصوص جرحى الجيش الوطني .. والمقاومة تكرم 500 جريح تفاصيل يوم دامي على الحوثيين في الضالع وجثث قتلاهم لاتزال مرمية.. مصادر تروي ما حدث في باب غلق بمنطقة العود اليمن تبتعث ثلاثة من الحفاظ لتمثيل اليمن في المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته بجيبوتي قصة موت جديدة تخرج من سجون الحوثيين.. مختطف في ذمار يموت تحت التعذيب ومنظمة حقوقية تنشر التفاصيل واحصائية صادمة حملة إلكترونية لإحياء أربعينية مدير دائرة التصنيع الحربي اللواء مهندس حسن بن جلال

ماتت «داعش» عاشت «داعش»!
بقلم/ عبدالرحمن الراشد
نشر منذ: 5 سنوات و يومين
الثلاثاء 26 مارس - آذار 2019 07:46 ص
 

إعلانات الانتصار في كل مكان، وعلى كل لسان معني بالحرب على الإرهاب في سوريا. في رأيي، هذا انتصار مؤقت، ومسألة وقت حتى يظهر تنظيم «داعش» آخر. دولة «داعش» التي أُعلن القضاء عليها الأسبوع الماضي في سوريا، ولدت في 2011 بعد أن أعلن حينها عن نهاية «القاعدة»، التنظيم الإرهابي، وأنه تم تدميره نهائياً، بعد دحره في بغداد وغرب العراق.
عدد الذين تم اعتقالهم، حتى الأيام الماضية في سوريا، بلغ نحو ثلاثين ألفاً، يقال إنهم من منسوبي «داعش». ويقدر عدد الذين التحقوا بالتنظيم خلال سنوات الحرب السورية بأكثر من ستين ألفاً، وفق تقديرات بُنيت على عدد المعتقلين الذين خرجوا من مناطق مختلفة في سوريا بعد بدء هجمات قوات التحالف الدولي عليهم في الصيف الماضي.
«داعش»، مثل تنظيم «القاعدة»، فكرة والأفكار لا تموت بسهولة في بيئة منطقتنا الحالية، بيئة الفوضى والفراغ. فـ«القاعدة» ظهرت أولاً في أفغانستان بعد انهيار الحكم في أفغانستان واستيلاء «طالبان» عليه، بعد الفراغ بخروج القوات الأميركية في مطلع التسعينات. ومن هناك انتشرت أفكار التطرف المسلح عبر الحدود إلى دول المنطقة عبر الإعلام والمساجد والحواضن الأخرى. حتى ظهر بقوة في العراق، بعد انهيار نظام صدام حسين، وقيام نظام حكم ضعيف مؤقت في بغداد تحت الإدارة الأميركية. هزم أخيراً في العراق بعد مقتل الآلاف واعتبرت الأنبار مقبرته الأخيرة. ثم خرج تحت اسم وعلم جديد. وفي عام 2011 قامت الثورة في سوريا سلمية ومدنية، فوجدها أبو بكر البغدادي الذي أقام إمارة سماها «تنظيم دولة العراق الإسلامية» فرصة ليوسع خلافته عبر الحدود إلى سوريا. أسس وجوداً لـ«القاعدة» في سوريا، واختار أبو محمد الجولاني للمهمة، الذي ما لبث أن اختلف مع زعيمه وأسس لنفسه تنظيم «جبهة النصرة»، ويرتبط بـ«القاعدة». وفي عام 2016 قرر الجولاني أن يغيّر اسم التنظيم. ظهر في فيديو معلناً حل «جبهة النصرة» وتسميتها «جبهة فتح الشام»، لماذا؟ برر الجولاني حينها بأنه «من أجل دفع الذرائع التي يتذرع بها المجتمع الدولي، وعلى رأسه أميركا وروسيا في قصفهم وتشريدهم لعامة المسلمين في سوريا بحجة استهداف (جبهة النصرة)». الحقيقة، أنها كانت ضمن لعبة التحالفات مع تركيا وعدد من الفصائل السورية. وظهرت حركات إرهاب أخرى، مثل «حركة نور الدين الزنكي»، و«لواء الحق»، و«جيش السنة»، و«جبهة أنصار الدين». حتى «جبهة فتح الشام» غيّرت اسمها للمرة الثالثة إلى «هيئة تحرير الشام». وليست سوريا وحدها الأرض التي غزتها «القاعدة»، ففروع التنظيم موجودة في مناطق واسعة. هناك «القاعدة في شبه الجزيرة العربية»، و«القاعدة في شبه القارة الهندية»، و«القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، و«تنظيم الشباب»، وكذلك جماعات نائمة في العراق وغيره.
وبالتالي، فإن إعلان الانتصار وتدمير دولة الخلافة الإرهابية حدث محصور في مكانه وزمانه، وسيبقى الإرهاب موجوداً كفكرة، من إنتاج التطرف. لذا؛ فإن محاربة التطرف أهم من محاربة الإرهاب الذي لا يزال يحصر فقط في إطار حمل السلاح. لكن تنظيمات مثل «الإخوان المسلمين» التي، وإن كان بين كوادرها وفروعها جماعات مسالمة وتختلف مع «القاعدة»، تبقى مدرسة كبيرة لإنجاب الأفكار الخطيرة. التطرف لا دين له ويقود إلى الإرهاب، كما رأينا في اليمين العنصري الذي تحول إلى القتل، مثلما فعل في جريمة المسجدين في نيوزيلندا. فالتطرف ملة واحدة يغذي بعضه.