كلب أوباما معركة انتخابية جديدة للشعب الأمريكي
بقلم/ موقع محيط
نشر منذ: 15 سنة و 11 شهراً و 24 يوماً
الأربعاء 26 نوفمبر-تشرين الثاني 2008 06:59 ص

رغم انشغال العالم أجمع بالحديث عن فوز أوباما برئاسة امريكا والتغيرات المحتملة في السياسة الأمريكية إلا ان الشعب الأمريكي كان له تصور مختلف تماما, فكل ما يشغله هو تحديد نوع "الكلب الأول" أو كلب أوباما الذي سيدخل معه إلى البيت الأبيض.

ولأن الأمر هام جدا ـ بالنسبة للشعب الأمريكي ـ فقد كان السؤال السابع لأوباما في أول مؤتمر يعقده بعد فوزه بالانتخابات متعلق بمعرفة نوع الكلب الذي سيهديه الرئيس الجديد لابنتيه كهدية دخوله البيت الأبيض.

وبدأ الاهتمام بموضوع "الكلب الأول" حتي قبل أن يتم تحديد الرئيس القادم, فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "أمريكان كينيل كلوب" في أغسطس الماضي أن "الكلب الكانيش" ذو الفراء السميك كان اختيار 42 ألف ممن شاركوا في الاستطلاع لكلب أوباما المرتقب.

ولفت النادي على موقعه الإلكتروني إلى أنه "في هذه المنافسة التي تضاهي بشراستها المنافسة بين هيلاري كلينتون وباراك أوباما أثناء الانتخابات التمهيدية، فاز الكانيش فقط بفارق بسيط من الأصوات عن باقي أنواع الكلاب".

وقالت المتحدثة باسم النادي ليسا بيترسون إن اختيار "الكلب الكانيش" لم يكن بالشئ المفاجئ، فهو يحظي بمكانه كبيرة في قلوب الأمريكيين منذ أكثر من 20 عاما ومعروف "بذكائه الحاد والرياضي"، ومن ثم يستحق أن يحصل علي لقب "الكلب الأول".

ولم يجر أي استطلاع مماثل للمرشح الجمهوري، لان جون ماكين يملك كما قال النادي 24 حيوانا أليفا بينهم أربعة كلاب.

شروط أوباما لنوعية الكلب

في أول مؤتمر صحفي للرئيس المنتحب في شيكاغو, أراد أوباما أن يفي بكل الوعود التي قدمها أثناء حملته الانتخابية, فقال أوباما لابنتيه ماليا (10 سنوات) وساشا (7 سنوات) "أحبكما أكثر مما يمكنكما تصوره... ولقد حصلتما على الجرو الجديد الذي سيأتي معنا إلي البيت الأبيض". ليكون هذا أول وعد يفي به الرئيس الجديد.

وخلال المؤتمر الأول للرئيس الجديد لم تكن كل الأسئلة التي وجهت إليه حول الأزمة المالية والسياسة الخارجية وكيفية التعامل مع قضايا العراق وفلسطين وإيران ، فالكثير من الأمريكيين أبدوا اهتماما بمعرفة نوع الكلب الذي ستقتنيه ابنتيه.

وكان السؤال السابع في أول مؤتمر صحفي يعقده أوباما بوصفه رئيسا منتخبا يوم الجمعة عن نوع الكلب الذي ستحصل عليه العائلة.

وكان تعليق أوباما "فيما يتعلق بالكلب فهذه مسألة مهمة، أعتقد أنه أثار اهتماما كبيرا على موقعنا على الإنترنت أكثر من أي شيء آخر تقريبا".

وأضاف "لدينا معيارين يتعين التوفيق بينهما؛ أحدهما أن "ماليا" شديدة الحساسية لذا يتعين أن يكون الكلب غير مسبب للحساسية.. فهناك عدد من السلالات غير المسببة للحساسية".

 

وقال ساخرا "نفضل أن نحصل على كلب من ملاجىء الكلاب لكن من الواضح أن كثيرا من كلاب الملاجىء هجينة مثلي". في إشارة إلي أنه من أم أمريكية وأب من أصل كيني.

كلب بيرو الأصلع!

مثلما احتفلت كينيا بوصول أوباما إلي البيت الأبيض, أرادت بيرو أن تحظى علي ثقة الرئيس الجديد فعرضت عليه إرسال جرو غير مثير للحساسية, ويتميز هذا الكلب الذي تشتهر به بيرو منذ ثلاثة ألاف عام أنه أصلع وودود وعادة يكون بلا أسنان .. "أي أنه لا يهش ولا ينش".

وقالت كلوديا جالفيز 38 عاما مديرة اتحاد أصدقاء الكلب البيروني الأصلع "نريد أن نمنح جروا ذكرا لابنتي أوباما حتى يكتشفا كل متع اقتناء كلب لكن بدون أي أمراض".

سلمت جالفيز خطابا يحمل تفاصيل عرضها للسفارة الأمريكية في ليما وتأمل أن يوافق أوباما عليه. وتملك جالفيز جروا أصليا يبلغ من العمر 4 أشهر لإرساله إلى عائلة أوباما. وتطلق عليه اسم ايرز ears وذلك لان له أذنين كبيرتين.

ولم تكن بيرو هي المشارك الوحيد في سباق التقرب للرئيس الجديد , فقد أطلقت قناة تليفزيونية أسبانية حملة أعلامية لإقناع الرئيس الأمريكي المنتخب بتبني كلب من أحد ملاجئ الحيوانات بأسبانيا.

وحددت القناة كلبا بإحدى مؤسسات رعاية الحيوانات الإسبانية كي يتبناه أوباما ، وأطلقوا عليه اسم ''جود مورنينج'' أي صباح الخير. وهو كلب تم العثور عليه جريحا في إحدى الحدائق العامة بمدريد خلال يونيو الماضي.

كلب بوش مستاء من مغادرة البيت الأبيض

يبدو أن بارني "الكلب الأول"في البيت الأبيض حزين لفقدانه هذا اللقب مع قرب مغادرة بوش, وأبي بارني, الذي يقول عنه بوش أنه ابنه الذي لم ينجبه, أن يتنازل عن مكانته إلا بعد أن يترك أثرا تتحدث عنه الدنيا, فقد فاجئ بارني مراسل وكالة رويترز للأنباء جون ديكر، بغرس أنيابه في أصبع السبابة أثناء محاولة ديكر مداعبته في حديقة البيت الأبيض.

ولأنه الكلب المدلل فقد وجُهت الاتهامات لمراسل رويترز بأنه أساء التعامل مع بارني, لكن ديكر أكد أنه لم يسبب أي إزعاج لبارني، قائلا "لا أعرف ما الذي أصابه بالاستياء، ربما بسبب هزيمة الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية، أو ربما بسبب أنه لن يصبح الكلب الأمريكي الأول".

الكلاب شغف رؤساء أمريكا

بدأ عشق رؤساء الولايات المتحدة للكلاب منذ بدأ نشأة الدولة الأمريكية, فقد حرص الرئيس الأول جورج واشنطن في عام 1770 علي جلب عددا من كلاب الصيد من انجلترا, وفي عام 1785 استلم عدد من كلاب الصيد الفرنسية من الماركيز دي لافيت, واعتنى واشنطن بهذه الكلاب حتي أصبحت حاليا هي أصل كلاب الصيد الأمريكية, ليحظي واشنطن بذلك بلقب أبو الاتحاد وأبو كلاب الصيد.

ولم يقتصر هذا الولع بالكلاب بالرئيس واشنطن حيث انتقل إلى لاحقيه من الرؤساء, وبدأ عشق توماس جيفرسون الرئيس الثالث للولايات المتحدة بالكلاب منذ كان يعمل وزيرا في فرنسا, وهناك اشتري أنثي كلب حامل وأطلق عليها اسم "بيزي" وبدأ في الاهتمام بنسلها, وقام المركيز دي لافيت أيضا بإهداء جيفرسون كلبين من سلالة نقية لاستخدامها لحمايه أغنامه.

ويبدو أن عشق الرؤساء الأمريكان للكلاب كان لأغراض سياسية أيضا فقد أطلق جيمس جارفيلد علي كلبه اسم "فيتو" في رسالة تحذير غير مباشرة للكونجرس الأمريكي.

أما عائلة الرئيس الأمريكي جورج بوش فقد شاركها في البيت الأبيض قط، وكلب من سلالة English spinger spaniel ، إلى جانب آخرين من نوع Scottish Terriers ، تمتعوا جميعهم بوجود صفحات خاصة بهم في الموقع الإلكتروني للرئيس.

وهكذا أخذ جميع الرؤساء بمقولة هاري ترومان (1945 -1952 ) "إذا أردت صديقا في واشنطن فعليك أن تحصل علي كلب", لكن لم يقتصر الأمر علي الكلاب, فقد عرف البيت الأبيض حيوانات أليفة أولى في كافة الأشكال والأحجام والأنواع.

ويعرف عن الرئيس توماس جيفريسون اقتنائه لدبين داخل قفص في حديقة البيت الأبيض، وذهب جون كوينسي آدامز إلى أبعد من ذلك باحتفاظه بتمساح.

لماذا كل هذا العشق للكلاب؟

الكلب الأول أو الكلبة الأولى في الولايات المتحدة كثيرا ما يكون سببا أما لكسب الرئيس التعاطف أو حصد الكراهية من خلال مراقبة الشعب لطريقة معاملته لكلبه قبل وبعد وأثناء الانتخابات. وقد عرفت الولايات المتحدة 42 رئيسا أكثر من نصفهم امتلكوا كلابا في البيت الأبيض، كان أولهم جورج واشنطن الذي امتلك 30 كلبا، وآخرهم جورج بوش الذي يمتلك كلبين اثنين.

أكدت مؤسسة "أمريكان كينيل كلوب" أنه ليس غريبا أن يهتم الشعب الأمريكي بمعرفة نوع الكلب الذي سيدخل أشهر بيت في تاريخ الأمة الأمريكية, فالكلاب تعطي حبها بلا حدود كما أنها تساعد الرئيس علي تقليل مستويات توتره.

وقال جيل ميلر، مدير العلاقات الإعلامية AKC " أنه من وجهه النظر الإعلامية فليس هناك شيئا يجعل المرشح الرئاسي في صورة أكثر إنسانية من رؤيته وهو يداعب كلبه في حديقة البيت الأبيض."