انتصار ساحق للجيش السوداني ينتهي بالسيطرة على مدينة استراتيجية قوات الجيش تخمد هجوماً حوثياً غربي تعز عبّرت عن استنكارها لتصريحات مسؤول حكومي.. الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب تصدر بياناً هاماً قيادي حوثي يشق عصا سيّدة ويعلن تمردة على قرار إقالته مأرب: إشهار مؤسسة جرهم للإعلام والتنمية. رئيس الحكومة ينتصر لنقابة الصحفيين اليمنيين ويلغي أي اجراءات تستهدفها 24 لاعباً في قائمة منتخب اليمن استعداداً لخليجي26 ''الأسماء'' الآلاف من قوات كوريا الشمالية المحتشدة في روسيا تستعد ''قريباً'' لخوض القتال ضد أوكرانيا قريباً.. رحلات جوية بين مطاري القاهرة والريان و مباحثات لاستئناف رحلات المصرية إلى مطار عدن تأجيل موعد انتخابات اتحاد كرة القدم اليمني
قصة قصيرة
يقولون في قريتنا :
" لا أحد فجأة أغتني إلا أحمد عبد الغني " .
وأحمد عبد الغني غادر القرية في صباح خريفي فقيرا وعاد في المساء أغنى أهل المنطقة ، غادر بثوب مرقع وحذاء مقطع وعاد بسيارتين مليئة بالبضائع وفور وصوله أشترى أرض وبنى فيها مؤسسة تجارية ضخمة ولم يمض حدث كهذا في قريتنا دون ضجة وتساؤل فقد سأله الناس : من أين جئت بالمال ؟
فقال : من فضل ربي .
وكل من يسأله يرد عليه بأنه " من فضل ربي " ولم يستطع أحد أن يخرج منه بإجابة مقنعة ، أنشغل أحمد عبد الغني بالتجارة وترك الناس يخوضون في شأنه ، البعض قالوا بأنه قد عثر على كنز والبعض قدروا أنه أقترض أموال من تاجر صديقه بينما والبعض قالوا بأنه أقترض أموال من البنك بضمانة تاجر يعرفه ، وظل الناس يقولون ويخوضون في شأنه حتى ملوا من الحديث عن مصدر ثروته المفاجئة .
ظل أحمد عبد الغني صندوق مغلق على سر لا يعلمه أحدا غيره إلا الله لأكثر من ثلاثين عاما حتى باح لي بسره ذات مساء ، قال :
في أواخر السبعينات خرجت أهيم على وجهي لا أدري إلى أين أذهب ، لم يكن في منزلي حتى كيلو دقيق ، قلت : سأذهب إلى العدين لأشتغل في أي عمل يوفر لي ولأولادي لقمة العيش الضرورية حتى لو عملت حمالا في السوق ، توكلت على الله ومضيت وقبل أن أصل نهر عنة وجدت سيارة فارهة قد اعترضت الطريق ونزل منها رجل وما غن رآني حتى صاح في :
ـ أنت من البروليتاريا ؟
قلت في ذهول :
ـ أنا من أكمة العسيق
أنهار الرجل من الضحك وأرتمى على الأرض يتقلب من شدة الضحك وأنا في غاية التعجب منه ، تركته يضحك ومضيت فصرخ في :
ـ أنتظر قف عندك
توقفت مكاني فمد يده إلى السيارة وأخرج حقيبة ثم فتحها أمامي فإذا هي مليئة بالمال ، أغلقها وسلمها لي قائلا :
ـ أنت من البروليتاريا الرثة خذها
فتحت فمي من الدهشة وتسمرت مكاني ولم استطع الحراك من شدة المفاجئة فاقترب مني وهزني قائلا :
ـ هذه الحقيبة سلمها لي الرفاق في عدن لأسلمها لقيادة الجبهة الوطنية التي تحارب الرجعية لكنك أولى بها .
وأضاف :
ـ لكنك من البروليتاريا الرثة ومظهرك يؤكد أنك رث الثياب كادح فخذها .
شممت من رائحته أنه سكران فأمسكت بالحقيبة وأعدتها لسيارته فأخرجها وسلمني إياها بالقوة ، وحين وجدني لم أتحرك أخرج المسدس وأطلق رصاصة جوار رأسي مباشرة ، جف ريقي وأحسست أن قلبي قد سقط بين أقدامي ، أيقنت أنني ميت لا محالة وأن الرصاصة قد نزعت جانبا من وجهي وأطارت أذني ، بعد لحظات ابتلعت ريقي وتحسست وجهي فوجدته لم يصب بأي خدش ، أذني أيضا مازالت سليمة لكنها تصفر من صوت الرصاصة ، أخذت الحقيبة ومضيت وأنا أتوقع أن يطلق الرصاص علي في أية لحظة ، قطعت نهر عنة وأنا أنتظر رصاصة منه تخترق ظهري ، مضيت ، دخلت الحقول ومضيت باتجاه العدين وأنا غير مصدق ما يحدث لي كأنني في حلم ، أمشي وأتعثر حتى وصلت إلى الخط الرئيسي فجاءت سيارة فركبت معها إلى العدين ومن العدين ركبت إلى مدينة إب وهناك ذهبت إلى أحد الأصدقاء واشتريت السيارات والبضاعة وعدت إلى القرية وأنا غير مصدق ما يحدث لي ومن يومها وأنا متحير ما معنى البروليتاريا الرثة ؟
قلت مازحا :
ـ البروليتاريا الرثة يا عم أحمد تعني الرزق الكثير ساعة الصبح .!