80 % عون للظالمين .. إلى متى ؟
بقلم/ احمد طه خليفة
نشر منذ: 15 سنة و 11 شهراً و 8 أيام
الأحد 14 ديسمبر-كانون الأول 2008 07:40 م
مات عمر بن عبدالعزيز رحمه الله والرجل يسير في الطرقات لا يجد من يعطي صدقته. مات وقد خصص لكل أعمى خادما يقوم على شأنه ولكل شاب معسر مرتب وعمل يعينه على الزواج بمهر من بيت المال. مات رحمه الله وهو يخاف أن يكون قد قصر هنا أو هناك وقد أعاد كل أمواله وأموال بني أمية إلى بيت مال المسلمين.. وفي هذه الأيام سمعنا وعودا قيل أنه قد تم تحقيق 80% منها. محطة تحلية مياه لمحافظة تعز.. و سكة حديد من المهرة إلى الحديدة.. وكهرباء بالطاقة النويية..وإنشاء معاهد وجامعات متخصصة في ريمة وذمار والضالع وشبوة وغيرها.. وحل مشكلة البطالة خلال عامين.. وتوزيع أراضي الدولة للشباب للاستفادة منها.. وأهم من ذلك كله وقف الجرع وتحميل أحزاب اللقاء المشترك تهمة إثارة الرعب من الجرع لأسباب انتخابية.والكثير الكثير الذي لا يمكن تذكره من شدة كثرته وضخامته .. وعود هنا ووعود هناك .. لكن تعرضي لحادث سيارة منذ أشهر وضعني في حيرة من مسألة ال80% هذه .. هل هي نكتة أم تهكم على فخامته من هؤلاء الذين يزيدون الأمور تعقيدا من حوله.. عندما تسير في طرقات تنعدم فيها الإشارات والتوجيهات وتجد نفسك محمولا من أشخاص لم يتدربوا على أي شكل من أشكال الإسعاف وربما يقتلونك وهم يحاولون إخراجك من سيارتك المحطمة وينقلوك في سيارة لا توجد فيها أي تجهيزات سوى دعاء السفر ملصق على زجاجها الأمامي .. وعندما تنتظر في المستشفى الأول في المحافظة المهمة ولا تجد أحدا يهتم بك وأنت تنزف إلا بعد أن تدفع أو ستعامل كالكلاب.. عندما تنتظر لأكثر من أربع ساعات تبحث عن طبيب عظام يقوم بوضع الجبس لك وتقرير دواء يخفف ألمك ثم يأتي أقاربك لينقلوك إلى مستشفى خاص .. عندما يتعرض أحد أطفالكم في العاصمة عدن لإصابة تضطرك لأخذه لأقرب مستشفى ثم تجد أن هذا المستشفى لا توجد به وحدة مجارحة .. عندما تسمع أن المستشفى يستقبل النساء اللاتي يضعن حملهن في غرفة فيها أكثر من عشرة أسرة وكلهن يلدن في آن واحد وهن يشاهدن بعض.. عندما تشاهد حرائر النساء في تعز يخرجن وهن مضطرات للوقوف في طوابير طويلة بجانب هذا البئر أو ذاك للحصول على المياه التي ربما تكون آسنة .. عندما تنقطع الكهرباء عشرات المرات من الأحياء الفقيرة تحديدا وتزيد سكانها تحطيما.. عندما تعلم أن الفصل الدراسي لا يتسع لأربعين ويحشر فيه أكثر من مئة طالب.. عندما لا توزع الكتب على الطلاب ثم تجدها تباع على الأرصفة بطبعة العام الجديد .. عندما تشاهد الأطفال يموتون لأنهم لا يجدون دواء ومركزا للسرطان .. عندما يتم بيع أدوية هندية أو مجهولة المنشأ في الحديدة لأن الناس بالكاد يستطيعون شراءها .. عندما تتآكل الطرق بعد أيام قليلة من إنشائها.. والبيارات تبتلع كل سنة عددا من الناس والخطر مستمر ومحدق بالجميع ودون تحرك يذكر لصده.. عندما تتحرك القوات المسلحة البطلة لصد هجوم لقوات الطلاب في الجامعة وكتائب المحتلين من دول حلف المشترك و تعجز عن مواجهة مجاميع تحمل السلاح في منطقة قبلية أو تفجر طقما عسكريا هنا أو هناك.. عندها فقط هل ستقول أن 80% من وعود برنامج فخامة الرئيس تحقق وهل تعتقد أن صلاتك وصيامك سيرفع قيد أنملة فوق رأسك .. قيل أن خياطا سأل الحسن البصري يوما هل أكون معينا للظالمين إن أنا خطت ثيابا للحجاج ؟ فقال له الحسن : لا. فقال الخياط فماذا أكون؟ قال الحسن : تكون من الظالمين أنفسهم. هل تظنون فعلا أنه يمكن في سنتين تحقيق ما عُجز عنه في ثلاثين سنة؟؟ بنفس الشخوص ونفس العقول الجواب لا لكن بتغيير حقيقي تشهده بلادنا ستحدث المعجزات لأن الفاسدين يقفون سببا دون وصول رحمة الله وكارثة حضرموت ليست ببعيدة عنا وعن أذهاننا.. والله يرحمنا برحمته.. وكل عام وأنتم بخير..