بقنابل وصورايخ خارقة للتحصينات… ضربة جوية قوية في قلب بيروت وترجيح إسرائيلي باغتيال الشبح عربيتان تفوزان بجوائز أدبية في الولايات المتحدة قوات كوريا الشمالية تدخل خط الموجهات والمعارك الطاحنة ضد أوكرانيا هجوم جوي يهز بيروت وإعلام إسرائيلي: يكشف عن المستهدف هو قيادي بارز في حزب للّـه مياة الأمطار تغرق شوارع عدن خفايا التحالفات القادمة بين ترامب والسعودية والإمارات لمواجهة الحوثيين في اليمن .. بنك الاهداف في أول تعليق له على لقاء حزب الإصلاح بعيدروس الزبيدي.. بن دغر يوجه رسائل عميقة لكل شركاء المرحلة ويدعو الى الابتعاد عن وهم التفرد وأطروحات الإقصاء الانتحار يتصاعد بشكل مخيف في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.. طفل بعمر 14 عاما ينهي حياته شنقاً تقرير دولي مخيف....الإنذار المبكر يكشف أن اليمن تتصدر المركز الثاني عالميا في الإحتياج للمساعدات الإنسانية حرب المسيّرات.. التكنولوجيا التي أعادت تشكيل وجه النزاعات العسكرية
إذا كانت مأرب قد خصت ذاتها بمقاومة طوفان العتمة والتقهقر وحمل شعلة الضوء والاستنارة كمركز حضاري مضيء- في اللحظة التي غرقت اليمن قاطبة في نفق مظلم- متوشحة زمام البطولة والقيادة لتغدو قِبلة وحائطاً آمناً أوت إليه جموع يمنية غفيرة من أرجاء الوطن؛ فكان من الطبيعي أن تنتصب من بين عمرانها ونهضتها مؤسسة علمية رائدة توجت باسم " جامعة إقليم سبأ" كأحد أهم الشواهد التنموية الضخمة التي تثير الأنظار، وتدهش الألباب بزخم معرفي وإصرار علمي ونظام تعليمي إستثنائي كأن الزمن أفرغ حظوظه في المكان ومنحه طاقات هائلة للتفوق والتميز .
يمكن احتساب إصرار الأرض والإنسان هنا كدافع وجودي على خوض غمار التحدي ومسابقة الزمن والعوامل الديمغرافية وجعل مأرب بوصلة لليمن، فهذا يكاد يكون التفسير الأجدر لفهم القفزة الهائلة التي أستأثرت به مأرب وحطت رحالها في أفق الحلم وسماء الطموح.
فجامعة إقليم سبأ عنقاء المدينة وطائرها الجامح، وبرجها الشاهق الذي اتخذ من استثمار العقول طريقأً للنهوض ودرباً للتخلص من الجمود والانكماش، فمن كلية يتيمة منسية تابعة لجامعة صنعاء " كلية التربية والآداب والعلوم" إلى جامعة مستقلة وصرح علمي حيوي يضم بين دفتيه سبع كليات متوازية، تحتوي على ثلاثين قسماً ونيف باستراتيجيات معرفية ولوائح أكاديمية ونظم حداثية ومناهج تنويرية ثاقبة تمنح طلابها ثقلاً علمياً وتأهيلاً متخماً بالمعرفة والموهبة والحيوية والقدرة على مباشرة العمل باقتدار واحترافية، إذ لا مناص من الاعتراف بأن الجامعة بنيت على أساس علمي متين وعزيمة فذة في إرفاد المجتمع بجيل حقيقي مشرف، صاحب خبرة وتأهيل وموهبة وعقلية أكاديمية مغايرة للمعتاد في احترافيتها وتأهليها ونشاطها الملفت .
السمات العامة الأبرز التي يمكن أن ننعت بها جامعة إقليم سبأ " التحول / التمدد/ الاتساع/ التطور/ التجديد " باعتبارها المنطلقات التي تدور في فلكها الجامعة وترسخ حضورها يوماً بعد آخر، فهناك الكثير من الإضافات المستمرة والتطورات الملموسة والمكاسب الجديدة التي منحت هذا الصرح العلمي زهواً وثباتاً وكياناً مهيباً، فعلى سبيل المثال: اعتماد سبعة برامج دراسات عليا في سبعة أقسام علمية وإنسانية لاستغلال طاقات الشباب في البحث العلمي وتهيئة المناخ الأكاديمي للطلبة المتفوقين الراغبين باستكمال مشوارهم العلمي، علماً بأن هذه الخطوة الجليلة لم يقتصر أثرها على طلاب الجامعة فحسب، بل توافد الكثير من الطلاب من الجامعات اليمنية المختلفة للالتحاق ببرامج الدراسات العليا هنا، نظراً لما يجدونه من تحفيز وتشجيع وتقدير وتحقيق لأحلامهم البحثية ، كما أن تزويد الجامعة بالعديد من المراكز العلمية المتخصصة كمركز اللغات والترجمة، ومركز خدمة المجتمع ومركز الحاسوب ، ودعم الطلاب بدورات جانبية تأهيلية في الحاسوب واللغات ودورات صحية لجعلهم نموذجاً للخريجين النموذجيين المحترفين .
ولذا كان من اللازم لهذه الطموحات الأكاديمية من اتساع رقعة البنية التحتية للجامعة من قاعات حديثة تتناسب مع الطاقة الاستعابية والوفرة الطلابية الضخمة، فحركة التضخم تزداد دوماً وتفرض مزيداً من التدابير الإنشائية والعمرانية في القاعات والمكتبات وأماكن مخصصة لإقامة حفلات التخرج، وتخصيص مركز للنشاطات الشبابية الثقافية والإبداعية، وفتح الآفاق المتنوعة لامتصاص طاقة الطلاب وتنميتها وإبرازها وخلق أجواء معرفية ملائمة .
ويحسب لجامعة إقليم سبأ إفساح المجال أمام الفتيات للالتحقاق بالتعليم الجامعي وتوفير وسائل نقلهن داخل المدينة ومن خارجها، إذ كان هذا الأمر العائق الأكبر الفاصل بينهن وبين الجامعة؛ مما حفز أهاليهن على الدفع بهن نحو الجامعة ومنافسة شقيقهن الرجل بثبات ومثابرة، وبات حضور المرأة فاعلاً ونشاطها لافتاً يبعث الفخر والاعتزاز ويذيب التصورات المعيقة لضرورة إسهامها في تطوير المجتمع ومشاطرة أشقائها في التعليم وأسواق العمل .
ولك أن تتصور ما يحتاجه سبعة عشر ألفاً من الطلبة الملتحقين بجامعة إقليم سبأ بتخصصات مختلفة وكليات عدة وملاحق إدارية ومراكز خدمية وتأهيلية ومتطلبات ضرورية يستدعيها السياق الجامعي الحديث الطامح بتصدير مناخ معرفي استثنائي في ظرف قياسي، وفي ظل تحديات جسيمة تواجهها مأرب بشكل خاص واليمن بشكل عام، فكابوس الحرب وتهديد الموت المحيط بأطراف مأرب ليل نهار لم يقف في طريق التنوير والنجاح والعلم، بل كان ذلك التهديد أكبر محفز لبلوغ غايات تتجاوز الواقع ولا تأبه بمخاوفه ولا تنظر إلى الوراء أبداً لتنتظر مصيرها وإنما سلمت أقدارها للمجد ورهنت نفسها للتفوق وغامرت بإرادة لا تعرف الاستسلام والرضوخ ولا تقنع بغير المراتب المتقدمة ومنافسة الكبار وتقليص الهوة بين الجامعات اليمنية العريقة وجامعة حديثة العهد فاقت تاريخ أسلافها وتغلبت على مكانتهم .
لا يمكن النظر لجامعة إقليم سبأ إلا من الأعالي ولا يجوز ملامسة نجاحها إلا من دائرة المعجزات اليمنية الحديثة وإمكانية حدوثها؛ كونها أثبتت بالفعل أن المستحيل لا وجود له في بلد التاريخ والحضارة، وإن الإنسان قاهر الاستحالة والتحديات وصانع الأمجاد والبطولات ولعل جامعة إقليم سبأ إحدى الشواهد الماثلة واقعياً على النجاح والإنجاز المتجاوز للمأمول والمتوقع، وعما قريب ستصبح جامعة إقليم سبأ أول مدينة جامعية في اليمن وموطن إقبال وأحلام شباب اليمن من أقصاه إلى أدناه ومن شرقه إلى غربه .