ورحل الحاج الشيباني صانع الفرحة الحياتية وحبيب الفقراء
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: أسبوعين و ساعة
الثلاثاء 24 يونيو-حزيران 2025 03:35 م
 

التجار في اليمن أكثر من الهم على القلب، لكن الذين يجمعون بين العمل التجاري والعمل الخيري المؤسسي هم القلة القليلة منهم، ومن هؤلاء القلة المتميزة رجل الأعمال الحاج أحمد عبد الله الشيباني الذي توفي اليوم بالعاصمة المصرية القاهرة بعد حياة حافلة بالجهود التنموية والخيرية.

 

برحيل الحاج أحمد عبدالله الشيباني خسرت اليمن واحدا من صناع الحياة فيها فهذا الإنسان تبنى الكثير من المشاريع الخيرية والتنموية، وجهوده في دعم الفقراء والمحتاجين وتبني الحالات الإنسانية معروفة للجميع..

 

عمل الشيباني على تأسيس الكثير من المصانع والشركات التجارية في قصة نجاح تستحق أن تروى لتكون حافزا للأجيال ودرس عملي بأن لكل مجتهد نصيب..

 

أتذكر من المشاريع التي لفتت انتباهي تبنيه إنشاء مجمع تعليمي مهني مجاني لتحفيظ القرآن الكريم ودراسة علومه والتدريب المهني في تعز.

هذا المشروع الذي اعلن عنه في 12 أبريل 2023م بلغت تكاليفه "ثلاثة مليار ريال يمني"، وقد كان المشروع الإستراتيجي الأول من نوعه، حيث سيتكون المشروع المسمى بـ"مجمع الحاج أحمد عبدالله الشيباني التعليمي"، من ثلاثة مباني مستقلة وكل مبنى أربعة طوابق مع الملاحق"، كما شمل المجمع "عدد من الفصول الدراسية وصالة للتدريب والتأهيل ومعمل للحاسوب ومعمل خياطة وورش صيانة ونورانية للأطفال ومركز للتحفيظ النسوي ومكتبة عامة وعدد من الملاحق الداخلية التابعة للمجمع".

 

هذه هي المشاريع الاستراتيجية التي تستحق الإشادة والتي تعد نموذجا ينبغي على رجال الأعمال أن يحذو حذوها، حتى يتم تعويض النقص الناتج عن غياب الدولة بمشاريعها الاستراتيجية التنموية.

 

صحيح ليس على التاجر بناء المدارس والمستشفيات وشق الطرقات وغيرها من المشاريع الخدمية فهذه وظيفة الدولة، وهذا صحيح ولكن حتى اذا افترضنا جدلا وجود الدولة في اليمن وأنها تقدم كل المشاريع فإن هذا لا يعفي رجال الأعمال من حق المجتمع عليهم فلا يكفي أن يقدم رجل الأعمال من أصحاب المليارات في رمضان سلال غذائية لأبناء قريته، أو يبني لهم مدرسة، أو مستوصف بل يجب أن يكون عطاءه بحجم الوطن اليمني ككل . 

وحتى في البلدان المتقدمة والتي تقوم الحكومات فيها بتقديم كل الخدمات ووسائل الرفاهية للمواطنين فإن لرجال الأعمال والمشاهير والاثرياء جهودا خيرية تتجاوز بلدهم إلى المحتاجين والمنكوبين في شتى بقاع الأرض. 

وجود الدولة وخدماتها لا يعفي أصحاب الأموال من تقديم العطاء لمن يستحق من أبناء المجتمع إذ عليهم تبني مشاريع تساهم في تنمية المجتمع والنهوض بأفراده وتضميد جروحه كيف لا ونحن في بلد منكوب غابت فيه الدولة بخدماتها وأدت الحرب إلى وجود الملايين ممن يقتربون من حافة مجاعة حقيقية وهذا ما يضاعف من المسؤولية الأخلاقية على أصحاب الأموال في هذا البلد . 

رحمة الله تغشى الحاج أحمد عبد الله الشيباني وجزاه الله عن أبناء اليمن خير الجزاء على هذا الجهد الكبير الذي قدمه لبلده، نسأل الله أن يجعله في ميزان حسناته وأن يكرم نزله ويوسع مدخله ويغسله بالماء والثلج والبرد، وينقه من خطاياه كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس..

 

كما نسأل الله العلي القدير أن يتقبله في الصالحين والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا وأن يسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون. 

والعزاء موصول لكل أفراد أسرته وأقاربه ومحبيه.