بعد تصفية الحوثي زعيمهم القبلي .. القبائل تعلن الزحف إلى ميدان السبعين وكيل أمانة العاصمة يزور مركز العاصمة الإعلامي" ويكرّم طاقم المركز وفاة قائد اللواء الرابع إحتياط بمريس في الضالع إثر حادث مروري. حوثيون قتلة .. رصاص قناصة مليشيا الحوثي تنتزع أرواح البرئيات من النساء .. العنف قنصا وزارة الداخلية تعلن إطلاق نسخنها الجديدة لبوابتها الإلكترونية قبائل محافظة إب تنصب خيامها في ميدان السبعين للإعتصام والمطالبة بتسليم قتلة الشيخ صادق أبو شعر الشيخ حسين القاضي لمارب برس: مواقف مأرب الوطنية والتاريخية ستسمر في التقدم بخطوات ثابتة ومؤتمر مأرب الجامع يجمع تحت مظلته غالبية القوى السياسية والاجتماعية تفاصيل جديدة حول المباحثات السعودية الإيرانية في الرياض أول دولة أوروبية توقف مساعداتها التنموية لليمن بسبب الحوثيين إيران ما زالت تهدد إسرائيل برد غير متوقع.. والجديد تصريحات لـ ''باقري''
كان مرأى الأسود في حديقة الحيوان في صنعاء يبعث على الأسى، وفي الوقت نفسه كان يبعث على السخرية أيضا بطريقة جعلت تعليقات الزوار الساخرة تطفر من أفواههم من باب "شر البلية ما يضحك"، فحتى الأسود باتت تعاني ربما من حمى ارتفاع الأسعار فخفّ لحمها ووهنت قوتها وبرزت عظامها، ولا شفيع لها عند إدارة الحديقة.
لم يمض على زيارتنا الأخيرة لحديقة الحيوان سوى عام أو أكثر بقليل، وكانت زيارتها بالأمس مخصصة كي يرى طفلي الصغير حيوانات الغابة عن قرب وخاصة الأسد ملك الغابة، لكن صدمته وأخوته كانت شديدة لأنهم لم يروا سوى "قططاً" كبيرة الحجم قد التصق جلدها بعظمها وهي تزأر على استحياء كي لا تفقد الذاكرة في أنها في الحقيقة ليست سوى أسوداً وليست قططا أو ما شابه.
كما لم يكن فضولي قويا للدرجة التي تجبرني على ترك أطفالي لبعض الوقت كي أستفسر من إدارة الحديقة عن سبب تردي الوضع فيها رغم كثافة أعداد الزوار التي لمسناها، واكتفيت بإطلاق العنان لخيالي متصورا رد القائمين على شؤون الحديقة فكان السبب الأقرب والأقوى ربما هو أن الموارد المالية للحديقة بالكاد تفي بمتطلبات التشغيل وأجور العمال والموظفين والبدلات الأخرى التي نص عليها القانون، فكيف بإطعام الحيوانات بالترف التي تنتظره؟
سيؤكدون أيضا أن الحديقة سعيا منها لترشيد النفقات قررت ابتكار سبق عالمي بترويضها الأسود على ترك عادة أكل "اللحم" السيئة والمكلفة واستبدالها بعادة تناول " الكدم" لأنها من أغنى أنواع الخبز فائدة وأشهاها وطنياً، كما أن بعض الأسود باتت نباتية لأنها تعاني من فقد الأسنان الذي ألحق ضررا كبيرا بقدرتها على تناول اللحوم بسبب التقدم في العمر.
وتخيلت أيضا حماس القائمين على إدارة الحيوان في صنعاء وهم يشرحون لي نعمة الأمن التي تنعم بها حيوانات الحديقة مقارنة بما تعرضت له حديقة حيوان غزة من قتل وتشريد على يد الطيران الإسرائيلي حتى أبيد 90% من حيواناتها، وأصيب ما تبقى منها بأزمة نفسية جعلها تعزف حتى عن الرغبة في سماع صوت الإنسان لصدمتها من قدرته على التدمير وقتل أخيه الإنسان .. وضيوفه من الحيوان.
وحدها القرود كانت محظوظة بالغذاء فقدرتها على الاستجداء كانت واضحة ونوع طعامها كان غير مكلف فلم نلحظ سوى تكاثرها وصحة أجسادها رغم قذارة محيطها، لكن ما أحزننا كان مرأى التماسيح وهي مكوّمة على بعضها في سخطٍ واضح، وتخيلت لو أن إنسانا أراد الانتحار بتقديم نفسه طعاما لها لما قويت حتى على إخافته.
لم نسر على الإطلاق في واقع الأمر بما شاهدناه من تراجع في مستوى الخدمات التي توقعنا أن نجدها في الحديقة، ونحن نراقب بكل أسف الإهمال الذي كان واضحا مقارنة بآخر زيارة لنا إليها قبل عام، كما أن النقص كان ملحوظاً في أعداد بعض الأنواع من الحيوانات، فلم يبق على سبيل المثال سوى غزال واحد بات يستجدي الزائرين إطعامه وكذا نمرين من أصل خمسة تقريبا نتذكرها، في حين كان بعض الأسود يرقب بشهية وحيرة الزائرين ويتابع حركاتهم بالتحرك جيئة وذهابا لعلها رغم الحواجز تفكر في الوصول إلى بعضهم لتسد رمقها.
هزال الأسود في حديقة الحيوان الأشهر في اليمن لم يكن هذه المرة بسبب تناول القات والتدخين حسب النكتة المشهورة ومن يدري فقد يكونا السبب؟ وأيا كان الأمر فلا بد من التحرك لإعادة الأمور إلى نصابها قبل أن تضطر إدارة الحديقة إلى عرض جثث الأسود والحيوانات الأخرى بعد موتها جوعا وتحنيطها فقط لتذكر محبي الحديقة وزائريها أنه كان هنا أسود لا قطط.
n.sumairi@gmail.com