صحيفة أمريكية تتحدث عن تورط دولة كبرى في تهريب قائد في الحرس الثوري من صنعاء أردوغان يكشف ما تخبئه الفترة المقبلة وأين تتجه المنطقة .. عاصفة نارية خطيرة اجتماع حكومي مهم في عدن - تفاصيل بن مبارك يشن هجوما لاذعا على موقف الأمم المتحدة وتعاطيها الداعم للحوثيين وسرحد فتاح يكشف عن نتائج تحركات المستوى الوطني والدولي وزير الدفاع يقدّم تقريرا إلى مجلس الوزراء بشأن مستجدات الأوضاع الميدانية والعسكرية قطر تقدم تجربتها الأمنية في إدارة الجوازات والخبرات والتدريب لوزير الداخلية اليمني إسبانيا تُواجه كارثة هي الاولى من نوعها... حداد وطني وعدد الضحايا في ارتفاع المليشيات تستكمل «حوثنة» الوظيفة العامة بقرارات جديدة لماذا تعرقل إيران انضمام تركيا إلى البريكس؟ إغتصاب الأطفال.. ثقافة انصار الله في اليمن
عشنا قبل أيام فعاليات أسبوع المرور تحت شعار "التجاوز الخاطئ .. مستقبل مجهول" ومع أننا نؤمن بواقعية الشعار السابق إلا أن هناك أسبابا أخرى للحوادث المرورية أخطر من التجاوز تتمثل في الجهل وعدم تطبيق النظام،
لقد لمسنا نشاطا مميزا لإدارة المرور في أسبوع المرور؛ تمثل في النزول الميداني إلى التجمعات المدرسية والجامعات،والشوارع والميادين العامة للتوعية بالقضية المرورية..
القضية المرورية خطيرة، لكن المجتمع لا يهتم بها بالقدر الكافي، بالرغم من أنها تخلف مشكلات لا حصر لها للمجتمع اليمني بكافة شرائحه..
ويتزايد خطر المشكلات المرورية لسببين اثنين أساسيين هما: قلة الوعي المروري لدى كل الناس حتى المثقفين منهم، وعدم تطبيق النظام بحزم على المخالفين على اختلاف مستوياتهم وانتماءاتهم..
إذا كان الوعي ناقصا لدى الناس فليس ذلك مبررا للخوف من كبار المخالفين، أو لرحمة الضعفاء منهم والتعاطف معهم، لأن الجهل بالقانون لا يعفي من المسئولية، ولنا في الأردن مثال
إذا استمر الحال على ما هو عليه؛ فنحن أمام تنامي ظاهرة مرعبة تهدد حياة الناس(الراكبين والمشاة على السواء) .. وربما الأرقام المرعبة التي تطالعنا بها إحصاءات المرور تعد مؤشرا خطيرا لتزايد حوادث المرور في المستقبل ، إن لم يتكاتف المجتمع بكل فئاته لوقف نزيف الدماء على الطرقات.. (فالحوادث
المرورية المسجلة في اليمن-حسب إحصاءات المرور- خلال العام 2008 قد أودت بحياة 2833 شخصاً ؛ بينهم 537 من الأطفال
و389 من النساء، وتجاوز عدد المصابين 20 ألف شخص بإصابات مختلفة معظمهم من الأطفال
والنساء ، وتم تسجيل 16 ألف
حادث مروري، وبلغت الخسائر المادية الناجمة عن الحوادث 3 مليارات و208 مليون و588 ألف ريال، خلال الفترة نفسها في عموم محافظات الجمهورية)
تخيلوا كم أسرة تضررت من هذه الحوادث!!
وربما النظرة الأولى لهذه الأرقام يوضح لنا الحقيقة المأساوية التي تعيشها اليمن، فهي تعيش حالة حرب استنزاف مخفية وغير مبررة على الطرقات، وستتضاعف إذا لم ننتبه لها ونتعاون مع رجال المرور، وتهتم المؤسسات المختلفة بتشجيع الباحثين على دراسة هذه الظاهرة، وتقديم حلول علمية لها.
رجال المرور لا يستطيعون أن يحلوا مشكلات المرور بعيدا عن تكاتف المجتمع معهم ودعمهم، نحن بحاجة إلى أن يتبنى القادرون ماديا دعم الثقافة المرورية في المجتمع اليمني، والمجتمع اليمني بحاجة إلى إثارة الخوف لديه من مخالفة النظام قبل أي شيء، حتى يعي ما يفعله بنفسه في الطرقات، ويمكن أن يدرك المجتمع خطر التجاوز وعدم الالتزام إذا ما تم تبني أشكال توعوية تثير حواس الإنسان المختلفة في كل الأماكن وكل الأوقات، كالأفلام والتمثيليات، والصور والمجسمات والنماذج، وألا نقتصر التوعية على أسبوع واحد..
فمثلا : ينبغي أن تقدم إدارة المرور صور الحوادث المرورية الكبيرة، وتقوم إحدى المؤسسات بتمويل تكبيرها ووضعها على لوحات ثابتة عند كل المنعطفات الخطيرة في الطرقات الطويلة، وتستطيع إدارة المرور أن تستعين بأية مؤسسة هندسية حكومية أو مدنية، لتصميم مواقع خاصة في الجزر في المحافظات المختلفة وتثبيت بعض السيارات التي تعرضت لحوادث كبيرة عليها بشكل فني ؛يحفظ جمال الجزيرة ، ويرسل للمواطن رسالة مرورية تحذيرية قوية ، وممكن أيضا أن تتم الاستعانة بمطابع الدفاتر المدرسية، والتنبيه عليها بأن يوضع على الغلاف الأول للدفتر النشيد الوطني وعلى الغلاف الأخير صورة لرجل مرور يمارس دورا مروريا ملفتا للناس، وسيكون تكريما حقيقيا للكفاءات، حينما تكون الصور لرجال مرور مختلفين، ومن كل المناطق اليمنية وأن يتم اختيارهم من الجنود المثاليين الذين أثبتوا حبهم للخير وكفاءتهم في الميدان، ونظافتهم من الرشوات..
رجال المرور بحاجة إلى التكريم؛ فهم يحرصون على تنظيم حركتنا في كل الأوقات، ويكفي أنهم يظلون في حالة استنفار جسدي وعصبي لا يهدأ في مختلف أحوال الطقس، ينظمون الحركة وسط شارع يمني( قيادة السيارات فيه حرب ضارية) حسب مقولة أحد الأخوة الزائرين لليمن، ويزيد من إرهاقهم الجسدي والعصبي تحدي بعض السائقين ممن لا يتمتعون بأي ذوق أخلاقي لأنظمة المرور بجراءة مقززة ، ثم يزيد الطين بلة تعاون بعض الناس مع المخالفين بالتحليق على المخالف والتوسط له بكافة أشكال الوساطة، حتى لو لم يعرفوه بطريقة تكره الجندي بوظيفته، وترغمه على الإسهام في زيادة الحوادث بدلا عن التخفيف منها عملا بقول المثل الشعبي: ( من صوبه من ايده الله يزيده)..
* كلية التربية - جامعة صنعاء