يمن جديد ..غاز أوفر
بقلم/ فاروق مقبل الكمالي
نشر منذ: 14 سنة و 8 أشهر و 22 يوماً
السبت 27 فبراير-شباط 2010 08:11 م

25 فبراير بالنسبة لي شخصيا هو الذكرى السنوية لوداعي حياة العزوبية والخميس الماضي حلت الذكرى التاسعة وكان برنامجي لهذه المناسبة أن أقيم احتفال مصغر على قدر الحال المهم وردة حمراء قطعة تورته لكن ما أن حل صباح الخميس حتى كنت مرغما أن أخرج من البيت بحثا عن أسطوانة غاز من التاسعة صباحا حتى الواحدة ظهرا رجعت إلى البيت حاملا اسطوانة دفعت ثمنها 1600ريال في أمانة العاصمة المهم وصلت البيت حاملا الإسطونة وما أن فتحت شريكة العمر الباب بادرتها قائلا مبروك ياعروسة كل سنة وأنت الحب وهذه الهدية ..

لست أمزح حين كنت واحد من عشرات الأشخاص شباب وأطفال تركوا مدارسهم ونساء تركن منازلهن وجميعهم بين وقف وجالس ونائم إلى جوار اسطواناتهم المتراصة في طابور وقعت عيني على بقيا ملصق انتخابي لم أعد أتذكر هل كان للمرحوم بن شملان أم للرئيس علي عبد الله صالح المهم كانت العبارة المتبقية على الملصق تقول " يمن جديد ..مستقبل أفضل " حينها لم أتمالك نفسي فصرخت يمن جديد .. غاز أوفر .

والحقيقة أن حياتنا تنتهي دائما إلى هكذا حال لا مستقبل نلمسه ولا يمن يتجدد وفقط أزمات تتكرر تضل تلاحقنا كأنها قانون مفعل بعكس كل القوانين والقرارات الحكومية اليومية والموسمية وتحديدا ما يتعلق منها بالمستهلك وكأننا قطاع طرق يجب إلقاء القبض علينا دون تأخير حتى وحين يفكر المرء منا أن يجدد حياته اليومية الرتيبة داخل المنزل ولو بوردة حمراء تلاحقه الأزمات وربما تلقي القبض عليه أزمة غاز لا يجد منها فكاكا كما هو الحال معي , وتحول بينه وبين تذكر اليوم الوحيد المميز في عمره الذي أراد من خلاله أن يؤسس لنفسه عهد جديد ومستقبل أفضل .

"يمن جديد .. غاز أوفر " في سبتمبر 2009م زعم وزير النفط والمعادن أمير سالم العيدروس أن اليمن ستكتفي من الغاز المنزلي ذاتيا بحلول العام 2010م لم يحل العام 2010م فقط بل إن ربعه الأول على وشك الرحيل فهاهو شهر مارس على الأبواب وأزمة الغاز الخانق في كل حي في كل حارة في كل مديرية في كل بيت ومسئولينا على المستويين المحلي والمركزي يؤكدون ويحذرون وينوهون إلى أنه يجب بيع الغاز بالسعر الرسمي المعتمد مركزيا وأنهم لن يترددوا عن محاسبة المخالفين ..ببساطة الغاز لا يوجد وما يتم توفيره من كميات في أمانة العاصمة وحدها لا يغطي جزء بسيطا من الطلب اليومي لماذا لأن مندوبي شركة الغاز الذين ينزلون إلى المعارض برفقة الكميات الواصلة لايحرصون على الرقابة بقدر ما يصيرون جزاء من عملية البيع والشراء بواسطة الهاتف وهذا ما لمسته بنفسي في 2 من المعارض الواقعة في منطقة السنينة بأمانة العاصمة صباح الخميس وحين تنتهي الكمية ويغلق المعرض وتتدحرج اسطوانات الغاز الخاوية في طريق العودة الخائبة إلى المنزل يبرز سماسرة شباب يقتربون منك ويهمسون في أذنك وكأنهم يروجون ممنوعات تشتي غاز الاسطوانة بقيمة 1600 ريال تذهب وراءهم مضطرا نحو منزل بعيد تفاجئ أنه في الجهة الخلفية للمعرض الذي كنت بجواره ليس إلا والمنزل ملئ بالغاز وهذه ليست قصة بل الحقيقة التي عشتها من التاسعة صباحا وحتى الواحدة ظهرا في منطقة السنينة وتحديدا في معرض الغاز الواقع خلف محطة توفيق مطهر على مقربة من مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا بعد الجري في ثلاثة معارض حول مدرسة الرسالة الأساسية الثانوية في المنطقة ذاتها .

أين وزير النفط من حلول العام 2010م و أين مدير شركة الغاز من وعد إنها الأزمة خلال يومين فقط في أواخر شهر يناير الماضي حين التقى مكافحة الفساد ؟

"يمن جديد .. غاز أوفر" أولنجعلها متوافقة مع بشارة الاكتفى الذاتي من الغاز لصاحبها معالي وزير النفط

فتكون" بداية عام جديد ..غاز أوفر " فاليمن هوهو وفقط المستقبل يأتي كل يوم ملئ بالأزمات من السياسة إلى المجاري من السلم إلى الحرب وأية أزمة ليس بمقدورها الوصول باكرا ثمة مطبخ جاهز ومستعد على تحضيرها وفق أرقى المواصفات والوصفات وأية أزمة ليس لديه طول نفس وليس بمقدورها الاستمرار ثمة قبائل وعساكر وضباط مستعدون أن يطولوها وأن يمدوا لها أسباب البقاء تماما كما حدث مؤخرا قبل أيام حين قام ضابط برتبة عقيد بمعاودة التقطع لقاطرات الغاز في طريق مأرب صنعاء .