المعركة القادمة في صعدة....هي الأهم !!
بقلم/ سلطان الذيب
نشر منذ: 14 سنة و 8 أشهر و 23 يوماً
الإثنين 01 مارس - آذار 2010 03:23 م

استقبل الشعب اليمني بكل أطيافه قرار توقيف الحرب بالارتياح الكبير نظرا لما سببت تلك الحرب المشئومة من ضرر بالأبرياء المستضعفين وما شردت ألاف من قراهم ومزارعهم.

ولاشك أن الحرب مهما كان أسبابها وأهدافها إلا أن هناك ضحايا لها ليس لهم فيها لا ناقة ولا جمل، وهذا شأن الحروب التي لا يعرف أربابها ماذا يريدون والى أي نقطة سيوصلون.

 والمتابع لحرب الحوثيين مع الحكومة اليمنية من بدايات الحرب الأولى 2004 م إلى الحرب السادسة يرى شيئا مختلف عن أي حرب أخرى، إذ إن الحرب تتوقف فجأة وتشتعل فجأة ،وأحيانا باتصال بين الطرفين والملاحظ أيضا أنها تعود جولة أخرى وبوتيرة اقوي وبتسلح اقوي من جانب الحوثيين ، فهل توقف الحرب معناها جمع قوى الحوثيين بعد أن أنهكتهم ضربات الجيش اليمني والسعودي العنيف أم إن المسالة مسألة ضغوطات إقليمية ودولية لإيقاف الحرب .

يدرك الجميع أن الحوثيين مع كل حرب خلال الحروب الخمس الماضية يخرجون شبه منتصرين، ليبدءون الحرب التالية على نطاق جغرافي أوسع؛ فرغم الهزيمة المباشرة التي تلقاها الحوثيون في الحرب الأولى التي بدأت في 18 يوليو 2004 ومقتل مؤسس الجماعة وقائدها حسين الحوثي، إلا أنهم تمكنوا من التوسع إلى خارج منطقة تواجدهم القوي.

وتسود مخاوف من اندلاع حرب سابعة على خلفية نكث الحوثي التزاماته وتعهداته في الحروب السابقة ،واستغلال الأخطاء الفادحة من قبل بعض قواد الجيش، واستغلاله أيضاً كل هدنة لإعادة ترتيب أوضاع أتباعه في الجبال والوديان والقرى وخوض حرب عصابات ضد القوات الحكومية ومضاعفة المآسي لأبناء محافظة صعدة والمناطق المجاورة .

الكل يريد إيقاف الحرب لكن إيقافها إلى الأبد وليس فقط لاستراحة المحاربين والتقاط الأنفاس ثم مواصلتها بعنفوان أقوى واشد ، فيجب على الحكومة اليمنية في فترة الهدنة عدم السماح لهم بإعادة ترتيب أوراقهم ومراقبة تحركاتهم ومتابعة التحويلات المالية ،والتنسيق مع الأشقاء في السعودية أمنياً وسياسياً لرصد تحركات هذه الجماعة، ومن جهة أخرى يتحتم الإسراع بوتيرة إعمار صعدة وإعادة النازحين إلى قراهم وتعويضهم.

إن كانت المعركة العسكرية انتهت إلى حد ما وإن كان هناك (بعض الخروقات) لكن المعركة القادمة هي الأهم والأصعب والأجدى نفعا في نظري وهي معركة ليست لقطع الرؤوس وفصل الجماجم وإنما لإصلاح الخلل الذي أصاب تلك الجماجم .

وهذا المعركة اقصد الفكرية في نظري ونظر الكثيرين هي الأجدى والأكثر نفعا من المعركة العسكرية ،وهي لا تقل شانا عن المعارك الأخرى فما دام الفكر موجود فسيولد من يتبناه ويحارب من اجله، إذاً فلابد من خوض هذه المعركة لكي نأمن أن لا تشتعل فتيل الحرب مرة ومرات عديدة.

فعلى كاهل الحكومة اليمنية والمخلصين من أبناء الشعب اليمني واجب كبير من تبني الخدمات للمواطنين من تعليم وبناء البيوت المهدمة وإصلاح المزارع ومشاريع المياه وبث الأمان في أوساط المجتمع، والأهم من هذا كله هو نشر الفكر النظيف ليحل محل الأفكار المشبوهة والدخيلة، والبدء بحملة دينية وثقافية شاملة في أوساط الشباب للتعريف بانحرافات هذه الأفكار لضمان عدم انجراف الشباب إلى الإعجاب بها ومن ثم اعتناقها.

هناك كلمة للملك فيصل -رحمه الله - حيث قال عندما أراد منه البعض البطش بأحد الكتاب " أن الفكر يُقارَع بالفكر. "ويا ليتنا نلتزم بهذا المبدأ الآن، وندع الفكر يقارع الفكر، وتلك (المقارعة) هي خير من ألف رصاصة ومدفع .

أيضا على الحكومة تجنيد رجال العلم والمثقفين من يحملون الأفكار الوسطية ومن لهم تأثير في المجتمع اليمني، والبعد عن المماحكات الحزبية الضيقة فالوطن فوق الجميع وأهم وأغلى من المصالح الحزبية الضيقة.

على علماء المذهب الزيدي الذي هو اقرب المذاهب إلى السنة والذي يتعايش هو والمذهب السني منذ ماءت السنيين أن يتيقظوا وان لا يدعو لأشخاص متهورين قليلي المعرفة يداروا من خلف الحدود أن يختطفوا المذهب وان يدخلوا عليه ما ليس فيه وان يشوهوا بتاريخه وعلمائه الإجلاء .

إن الفكر لا يعالج إلا بالفكر وليس بالدبابة أن الكلمة لا تسكتها إلا كلمة فليعلم أرباب الحروب وتجارها أن معركتنا التي ندعو إليها هي الأصلح لبلادنا وأهلها المستضعفين .

إن الحوار الهادئ ومقارنة الحجة بالحجة هي الأجدى والأصلح بدلا من الرصاصة والقذيفة والصاروخ وبهذا الحوار سنعرف كل شخص ماذا يريد وأي هدف يقصده .

إن نشر العلم الصحيح الوسطي وفتح مؤسساته هي الوسيلة الأنجع لإصلاح الخلل الفكري بل بمثابة صمام أمان للمجتمع ويعلم الجميع أن المناطق التي كانت تحتضن المعاهد العلمية سابقا هي الأهدأ في كل ربوع اليمن والكل يعرف هذا .

أخيرا هناك عبأ كبير على الجميع تجاه الأفكار المنحلة والمتطرفة وأي فكر خارج إطار تعاليم الدين السمح ووسطيته وخارج على القوانين والأعراف للمجتمعات فلابد من مجابهة تلك الأفكار أي كانت بمختلف الوسائل والإمكانيات وتكثيف الجهود ونشر الوعي عند كافة فئات المجتمع والقيام ببرامج مكثفة في عملية الإصلاح وحماية الشباب من وصول الأفكار المتطرفة لعقولهم .

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
  أحمد الجعيدي
حرب المسيّرات.. التكنولوجيا التي أعادت تشكيل وجه النزاعات العسكرية
أحمد الجعيدي
كتابات
د. عبدالخالق هادي طوافهمي همك..!
د. عبدالخالق هادي طواف
عبيدلي العبيدلياليمن.. الحل بيد أبنائها
عبيدلي العبيدلي
عبد الرزاق الجمللاقط البوري
عبد الرزاق الجمل
مشاهدة المزيد