إنهيار متواصل للعملة المحلية أمام الريال السعودي في عدن اليوم بقنابل وصورايخ خارقة للتحصينات… ضربة جوية قوية في قلب بيروت وترجيح إسرائيلي باغتيال الشبح عربيتان تفوزان بجوائز أدبية في الولايات المتحدة قوات كوريا الشمالية تدخل خط الموجهات والمعارك الطاحنة ضد أوكرانيا هجوم جوي يهز بيروت وإعلام إسرائيلي: يكشف عن المستهدف هو قيادي بارز في حزب للّـه مياة الأمطار تغرق شوارع عدن خفايا التحالفات القادمة بين ترامب والسعودية والإمارات لمواجهة الحوثيين في اليمن .. بنك الاهداف في أول تعليق له على لقاء حزب الإصلاح بعيدروس الزبيدي.. بن دغر يوجه رسائل عميقة لكل شركاء المرحلة ويدعو الى الابتعاد عن وهم التفرد وأطروحات الإقصاء الانتحار يتصاعد بشكل مخيف في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.. طفل بعمر 14 عاما ينهي حياته شنقاً تقرير دولي مخيف....الإنذار المبكر يكشف أن اليمن تتصدر المركز الثاني عالميا في الإحتياج للمساعدات الإنسانية
ما أغربنا نحن العرب؟ قبل أيام كانت الدنيا تضج نواحاً وبكاء على الشهداء الذين سقطوا في المجزرة الإسرائيلية الجديدة التي اُرتكبت في المياه الدولية ضد مدنيين عزّل، لأنهم فقط يحملون شعور الرحمة على المُحاصرين في غزة؛ واليوم تضج الدنيا صفيراً وتصفيقاً وابتهاجاً بمباريات كاس العالم.
قبل أيام كان العرب والمسلمون يرفعون صور “ طيب أردوغان” واليوم يرفعون صور “ميسي”..!
بعيداً عن السياسة.. ومما يضحك ويبكي في آن واحد فيما يخص تأثيرات كأس العالم على الشباب؛ علمنا أن أحدهم وهو ـ للأمانة ـ من المتفوقين علمياً، والمُتميزين خُلقياً؛ قد عاقب نفسه بحلق شعر رأسه “صفر” لأن الفريق الذي يشجعه قد هُزم..!
وآخر ـ أخبروني عنه ـ أنه قد اعتزل أهله وجيرانه وأصدقاءه وحتى زوجته، لأن الفريق الذي يشجعه قد خرج من المونديال مهزوماً مدحوراً..!
ويا للعجب..! بل يا للعار.. اليوم هناك من يبكي لأن إيطاليا صاحبة البطولة السابقة خرجت من المونديال في بداياته.. ولكنه لم يدفع زكاة عينيه ويدمع على حال أهلنا المشردين النازحين من منازلهم ومزارعهم جراء فتنة الحوثي في اليمن..! لم يتأثر أو يتألم على حال إخواننا المُحاصرين في غزة والذين لا يملكون ما يأكلونه أو يشربونه أو يلبسونه..!
يقول البعض: لماذا تحقدون على الناس؟ لماذا لا تريدوهم أن يبتهجوا؟ لماذا تريدون الحياة مظلمة؟ لماذا تبخلون على الناس بشهر من المرح والسرور والنشوة الرياضية؟ ولا أدري، هل البكاء على هزيمة فريق رياضي، نوع من أنواع البهجة؟ هل التنكيل بالنفس نوع من أنواع السرور؟ بل هل مُجرد الإحساس بالمسؤولية تجاه إخواننا المضطهدين والمحرومين في المناطق المحرومة والمحتلَّة؛ يجعل من حياتنا مُظلمة؟ يذهب البعض إلى القول بما قالته “نانسي عجرم” في أغنيتها الخاصة بمونديال كاس العالم 2010م: (دي أحسن فرصة عشان نتجمّع.. قوتنا في لمّتنا.. بنحب بعض أوي ونتجمّع). أي بمعنى أن العالم يتوحد ويتجمّع ويحب بعضه بعضاً عن طريق كرة القدم، أو كأنها تقول (الرياضة تصلح ما أفسدته السياسة)..!!
هذه الكلمات حقاً أضحكتني.. فالظاهر يدل على أن لعبة كرة القدم باتت تُفرّق الناس إلى شيع وجماعات، أي نعم ليست طائفية دينية أو حزبية سياسية، ولكنها شيع رياضية ربما لا تقل وطأةً عن تلك التي توقد الحروب وتُسفك الدماء بسببها، وما حدث بين الجزائر ومصر ليس ببعيد.
لاشك أن ممارسة لعبة كرة القدم أو حتى مُتابعتها شيء رائع، لكن أن تتحول هذه المُتابعة إلى “هوس” ينسينا اهتماماتنا ومصالحنا كما نلاحظ اليوم؟ فهذا شيء مُخجل.. مُخجل جداً.