أخي الحصان ثلاثة نصوص
بقلم/ د.عبدالمنعم الشيباني
نشر منذ: 14 سنة و 4 أشهر و يومين
الإثنين 19 يوليو-تموز 2010 01:57 م

النص الأصلي " مزرعة الحيوانات"

النص الأصلي رواية الكاتب البريطاني جورج أوريل" مزرعة الحيوانات" (1945) قصة سياسية رمزية على السنة الحيوانات،حيث تشتغل عائلة الحصان وتكدح في المزرعة ثم يجني حصاد العمل "الخنازير بنياشينهم العسكرية" يرمز بهم الكاتب الى قادة الحزب والدولة في العهد السوفيتي الشيوعي،يستثمرون عرق الحيوانات الكادحة لبناء امجادهم الشخصية في الحكم تحت شعار العدالة والمساواة للشعب...والرواية تم إخراجها أيضاً كفيلم كرتوني عالمي..

****

  (النص1 ): قصيدة الشاعر اليمني حسن الشرفي "أخي الحصان"من ديوانه "شعاب المرجان"

قصيدة الشاعر اليمني الكبير حسن الشرفي أخي الحصان (1997) نسخة مقلدة- بإسقاط سياسي جديد وسياق جديد- لرواية الكاتب البريطاني جورج أوريل مزرعة الحيوانات تناص فكري وشعوري أو توظيف شعري سياسي" والنص هو:

مرَّ عامٌ وشهورٌ أربعه... وأنا مثلُكَ خلفَ المزرعه

غيرنا يأكل منها ما اشتهى.... من ملذاتِ الفصولِ الأربعه

عثر الحظ بنا حين مضى.... جامحاً بالعيناتِ المبدعه

أي ابداعٍ تراني قلتُه.... أنتَ أدرى باتجاهِ المطبعة

بابُها العالي بعيدُ الصوتِ في ... لغةِ الوقتِ اذاجئتَ معه

مر عامٌ في مهبِّ الريحِ يا.... صاحبي بالخيبةِ المتسعه

مر عامٌ وشهورٌ جغرفتْ.... وطناً رخواً كبطنِ الضفدعه

أنتَ والا صطبلُ فيهِ وأنا... والصناديقُ بقايا زوبعه

أخذ الفنجانُ فيها دورهُ.... مطمئناً في غيابِ الصومعه

أينا كان عظيمُ الذنبِ في.... زفةِ زجتْ بنا في مضيعه؟

صنفتني موجةٌ عارمةٌ.... يومها ثم رمتني قوقعه

صنفتكَ الرمزُ حتى وصلتْ .... فرأتْ منكَ حماراً امَّعه

يا حصانَ الذاتِ اِنْ عدتُّّ الى.... مثلها (وطفتني) بالبرذعه

قل لها سوف تراني حيثُما.... يأخذ الصوتُ المرجَّى موقعه

انني بالشمسِ مسكونٌ ولي.... رئةٌ تبقى(بشمسي)مترعه

مر عامٌ وشهورٌ أربعه.... والزوايا للخبايا مشرعه

أتملاها رصيفاً ذاهلاً.... وزقاقاً يتحسى وجعه

والزنابيرُ ولا أدري لمنْ.... تتحرى كالدبى مندفعه

البيوتُ البيضُ كثرٌ ولها.... في الحواري بصَماتٌ موجعه

صحتُ يا حارسها العالي متى.... تختفي تلك الوجوه البشعه؟

أنتَ في برجٍ بلا أجنحةٍ.... وهمومُ الناسِ حبلى مرضعه

وحدكَ القادرُ أنْ تمنحها..... راحةَ الأمنٍ وأحلامَ الدعه

لا تصدقْ من يراءونكَ أو.... مَنْ يلوحونَ بصفر الأقنعه

أنتَ في القمةِ مشغولٌ بها.... والحواريونَ حول القلعه

يمضغونَ القاتَ والقانونَ لا... فرق حسب العادةِ المتبعه

يلهفونَ الأخضرَ المصقولَ في .... صفقاتٍ سهلةٍ ممتنعه

ياالذي في آخر المرقى لقدْ.... وجدوها سنواتٍ ممتعة

لم تكنْ خيراتها الا لها.... في الطحينِ الجمِّ أو في الجعجعه

في دمي صوتٌ وفي حنجرتي....أتمنى صادقاً انْ تسمعه

مرَّ عامٌ وشهورٌ أربعه.... وزنها مستنقعٌ مستنقعه

****

(النص 2): الشاعر اليمني ابو الشمقمق

الشاعر اليمني ابو الشمقمق في تناص مع قصيدة حسن الشرفي"أخي الحصان" بعنوان "بغل" بعض أبيات القصيدة:

مازال ينهقُ من جوعٍ ومن شظفِ.. في قاع اصطبلهِ او سوءة ِِالصحفِ

منافحاً عن لصوصٍ شلحوا وطناً... من الحياةِ ومعلي كلَّ منحرفِ

يقتاتُ بالدجلِ افاكٌٌ ومرتزقٌ.... وحسبهُ منهمُ بعضٌ من العلفِ

عارٍ بلا خلقٍ فينا ولا شرفٍ.... بغلٌ ويحكي عن الميثاقٍ والشرفِ

****

(النص 3):الشاعر اليمني عبد المنعم الشيباني محاكاة لقصيدة الشرفي أخي الحصان بعنوان (من مذكرات حصان تعزيِّ المنشأ ...الى الرفيق دجَلوف) والنص هو:

يا رفيقي والبلايا مشرعه...أعطبَ المسرحَ (صفرُ الأقنعه)

وجه مَنْ كالشمسِ وجهٌ واحدٌ. ..وأخو الزيفِ وجوهٌ أربعه

وجه مَنْ كالشمس لا يصنعهُ... والتي في برجها مصطنعه

دأبَ الزيفُ على تسويقها...للبرايا صورةً ملتمعه

رب مهجورٍ ومن اضوائهِ..ضجَّةٌ طارتْ به مرتفعه

لا تسلْ أيُّ رصيدٍ واعدٍ...إنما واعدهُ من لمَّعه

سيقولُ الزيفُ بلْ نحسدهُ. ..أنْ غدتْ أركانهُ مجتمعه

ليس من عامٍ ولا أربعةٍ... بل طقوسٌ من عقودٍ أربعه

أعجز التأليفَ أم أعجزهُ...بطلُ الشاشةِ لا يُفدى معه؟

أمْ هو الجمهورقد خدَّرهُ...أمدُ القاتِ وطولُ المولعه؟

طُبعَ البرذونُ مكتوبٌ على ...ظهرهِ شاقٍ بختم المطبعه

يحمل الـكـَلَّ وهل يحملهُ...غير ظهرٍ مارسته الأمتعه

يا رفيقَ الـكَـَلِّ ما طاقتهُ...يطعم (الفيدَ) ويسقي الجرعه

ثمناً من عمرهِ أوكلما...صفَّقَ الجحشُ الأسيرُ الإمَّعه

زاهداً في العيش يبني دولةً...للرعايا في القصور (الورعه)

"تعِزُ العزِّ" التي مدَّتْ لهمْ...من خطاياها حليبَ المزرعه

تسكبُ النيلَ عليهمْ عسلاً...وهي عطشى في صحارى بلقعه

يا رفيقَ الـكَـَلِّ مَنْ يحلبها...من "جبالِ الطورِ" حتى "موقعه"؟

كل شبرٍ كل صرحٍ شامخٍ...من دمي من دمهِ مقتطعه

وجباةٌ من بني الإنسانِ لا...من بني يأجوجَ جاؤا مصََيعه

يا جباةَ الشرقِ كمْ شمَّاعةً..علَّق (الهَبرُ) عليها جشَعه

يحملُ الغرْبُ لكمْ أحمالهُ...هل شبعتمْ؟ما الثرا؟ ما المشبعه؟

ومن الدوليِّ بنكٌ طائلٌ...أكلوا البنكَ وساقوا من معه

قلتُ كم برنامجاً أطهرهُ...يكتري خوانةً مستبضعه

سلَّمتْ أشرفَ ما فيها الى... مَنْ يمنيها لتحيي مخدعه

للخنا كََمْ جلبتْ ويح التي..قد تظنُّ (الإيدز)بعض المنفعه!

ومضَتْ أنَّ الهوى عولمةٌ...ليتَ شِعري كيف صارتْ مبدعه!

قلَبَ الصحنُ عليها فجأةً..وارتمتْ للنزوةِ المصطرعه

ذاتُ بُعْدٍ واكبتُ أحداثها...باقتصادٍ ويلهُ ما أفجَعَه

بعضُ ما أبدتْ خبايا رعبها...في كواليسِ الخيوط ِالمفزعه

ياجباةَ الشرقِ كم دانتْ لكمْ...من رقابِ والأسى من ركُّعه؟

رأسُ بيتِ المالِ هل رأسٌ يُرى...وندى شريانهِ مَنْ قطَّعه؟

يا جباة الشرقِ من أفتى لكمْ؟...يا فقيه السوء بئس المطوعه

بُعثَ الهادي نبياً هادياً...وبُعثتمْ للأذى والسلكعه

نظِّروا للفقر أقسى جرعةً...واحسبوها نزهةً او برطعه

لم يعدْ للفقر ما يُدعى بهِ...بعدما أمسى يسمَّى مُدقِعه

والذي في الشعبِ ما أنبلهُ..."رحم اللهُ زماناً أطلعه"

بدَّلوا ايامَهُ صوملةً...واستباحوا أمنهُ بالفرقعه

طاحَ بالضربةِ هذا دمهُ...وفِّروا كل الحلولِ المزمعه

هذه بعض حروفي زفرةٌ...وأنينٌ كدتُّ أنسى مطلعه

تعزيُ العزِّ طائيُّ الندى...يفتدي حزْنَ الجهاتِ الأربعه

****

إشارة نقدية

في مناهج النقد ونظرياته الغربية الجديدة يعرفون النص الأدبي بأنه "نصٌ مفتوحٌ لا نهاية له" ويقولون أن "النص صدى لما كتب قبله من النصوص" وأن أي نص مكتوب في زمن معين هوامتداد وتتمة لنص ما في زمن ما... يفهم من هذا غياب اواي تفرد او امتلاك للنص الأصلي- حسب منهج الفكر النقدي الجديد..

إشارة نقدية أخرى

الوزن أو البحر لقصيدة الشرفي- لا يخفى على كل دارس ومتخصص أو عاشق للأدب العربي والأندلسي بشكل خاص- هو من وزن وبحر قصيدة ابن زيدون الشهيرة الى محبوبته ولادة بنت المستكفي في الأندلس يودعها ولكن بتوظيف وسياق مختلف،فهي "موشحة سياسية" لا أندلسية غزلية كموشحة ابن زيدون الى ولادة التي مطلعها:

ودَّعَ الصبرُ محباً ودَّعهْ... هائمٌ في سرهِ ما استودعهْ

ويبدو جلياً تأثر الشرفي بسمات الجو النفسي لموشحات ابن زيدون ومنها الموشحة والمعلقة الغزلية العتابية الشهيرة: ( أضحى التنائي بديلاً من تدانينا...ونابَ عن طيبِ لقيانا تجافينا) وكذا موشحة لسان الدين بن الخطيب: ( جادكَ الغيثُ اذا الغيثُ همَى...يا زمانَ الوصلِ بالأندلسِ) هناك تناص في الشكل لبعض أبيات قصيدة الشرفي مع تلك الموشحات المذكورة من مثل الشطر الأول للبيت الثالث للشرفي: ((عثر الحظ بنا حين مضى....على وزن " غارتْ الشُّهْبُ بنا أوربما......." من موشحة لسان الدين بن الخطيب المذكورة آنفاً.....الخ)) وما شابهها وهكذا دواليكْ..أخيراً، أوافق النقاد والمتخصصين والأكاديميين أن الشاعر حسن الشرفي أجمل من كتب-بعد البردوني- شعر العمود بروح التناص مع القديم وبسياق التوظيف الجديد وبمضامين شعرية أجد ..

أما الشاعر أبو الشمقمق(اسم مستعار) له ديوان في الأسواق بعنوان "شمقمقيات" وهو شاعرٌ سياسيٌ مُجيدٌ وناقدٌ عارفٌ بأصول النقد، ويعد من أهم شعراء قصيدة الهجاء السياسي في اليمن ومن أهم النقاد (عربياً) لولم يستهلكه العمل الإداري والصحفي وهو خريج كلية الآداب جامعة الأسكندرية مصر1992.

وهذه إشارة أخيرة الى أهم النقاد اليمنيين بعد العملاق الشاعر والناقد الراحل البردوني، وهم عبد الودود سيف،عبد الله علوان،جمال أنعم،علي المقري،عبد السلام الكبسي،احمد السلامي،عبد الحميد الحسامي ،عبد القوي الحصيني،عبد الواسع الحميري ،محمد ناجي أحمد،أحمد ناجي أحمد،مروان الغفوري،عبد الرحمن الحميدي،محمد عبد الوهاب الشيباني، صدام الشيباني،ريان الشيباني، هشام محمد،هشام سعيد شمسان وياسين الزكري... وآخرون يمنيون بارزون في هذا المضمار من الجيل القديم والجديد لا تحضرني اسماؤهم الآن..

* شاعر وناقد أدبي

a.monim@gmail.com

عودة إلى تقاسيم
تقاسيم
محمد مصطفى العمرانيأشياء غريبة تحدث !!
محمد مصطفى العمراني
د.عبدالمنعم الشيبانيقصيدة هندية من بنجلور
د.عبدالمنعم الشيباني
منير الغليسيحب آخر ..(قصة)
منير الغليسي
فؤاد الحميديمهمله.....
فؤاد الحميدي
مشاهدة المزيد