إنهيار متواصل للعملة المحلية أمام الريال السعودي في عدن اليوم بقنابل وصورايخ خارقة للتحصينات… ضربة جوية قوية في قلب بيروت وترجيح إسرائيلي باغتيال الشبح عربيتان تفوزان بجوائز أدبية في الولايات المتحدة قوات كوريا الشمالية تدخل خط الموجهات والمعارك الطاحنة ضد أوكرانيا هجوم جوي يهز بيروت وإعلام إسرائيلي: يكشف عن المستهدف هو قيادي بارز في حزب للّـه مياة الأمطار تغرق شوارع عدن خفايا التحالفات القادمة بين ترامب والسعودية والإمارات لمواجهة الحوثيين في اليمن .. بنك الاهداف في أول تعليق له على لقاء حزب الإصلاح بعيدروس الزبيدي.. بن دغر يوجه رسائل عميقة لكل شركاء المرحلة ويدعو الى الابتعاد عن وهم التفرد وأطروحات الإقصاء الانتحار يتصاعد بشكل مخيف في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.. طفل بعمر 14 عاما ينهي حياته شنقاً تقرير دولي مخيف....الإنذار المبكر يكشف أن اليمن تتصدر المركز الثاني عالميا في الإحتياج للمساعدات الإنسانية
برعاية صندوق الأمم المتحدة للديمقراطية، بالإضافة إلى مركز المعلومات للحقوق الإنسان، ومركز الشركاء- الأردن، زرت وبعض الزملاء مدينة بيروت، نجمة بلاد لبنان، مدينة الألوان وعاصمة الجمال.
عدنا بفضل الله بعد انتهاء مهمتنا في تمثيل وطننا الحبيب، وعلى إثر ذلك، طلب مني أحد الأصدقاء الإعلاميين بأن أكتب بيروت في أحد مقالاتي الأسبوعية، ربما لأني لا أجيد سرد الأحداث ووصف الأشياء شفوياً..!!
عندما وصلنا بيروت، أيقنا بأن تلك المدينة تستحق اسم لؤلؤة الأبيض المتوسط، تستحق شعر الشعراء فيها، وكلمات الكُتّاب عنها، وتغنّى المغنين بها.. تستحق تلك المدينة الجميلة الاحتفاء معها في أفراحها، والبكاء عليها في أتراحها..
رائعة تلك الأرض، بأهلها الراقين، وبحرها الساحر، وجبالها الخضراء، وأشجارها السامقة، ونسيمها المنعش.. صدق الشاعر معروف الرصافي حين قال عنها:
كأنما جبال المتن حدبة عابد
هوى ساجداً شكراً وبيروت رأسه
تزوج صنين الفتى بنت جاره
فأضواء بيروت الوسيطة عرسه
بيروت.. تلك المدينة، ذات الجمال الرباني، الممزوج بالحداثة وإبداع الإنسان البيروتي الأنيق؛ أضافت إلى مخزوننا المعرفي الكثير، كيف لا وهي عاصمة الكتاب العربي، ومدينة المشرعين، وحمى العدالة كما وصفها بعض المؤرخين والفلاسفة..
بيروت، نقطة لقاء الشرق بالغرب، ودليل دامغ على إمكانية الانفتاح على التطور والتقدم الغربي، مع الحفاظ على الأصالة العربية.. بيروت اليوم، نموذج رائع للتآخي والتعاضد وامتزاج الألوان، فهي حاضرة التعايش والتسامح الديني والمذهبي، وكما يُقال: بيروت قِساً يُصافح بالمحبة مُسلما.
اختلطنا كثيراً مع لبنانيين زملاء لنا في البرنامج، ولم نعرف أنهم مسيحيون إلا في آخر يوم لنا في بيروت..! هذا الأمر جعلني أتذكر مدى سطحية وعنصرية بعضنا في اليمن وعموم شبه الجزيرة العربية في التعامل مع الآخرين..
في بيروت، دخلنا الكنائس المُجاورة للمساجد، تبادلنا أطراف الحديث مع الراهبات، وأسبلنا الصلوات على نبي الله عيسى ابن مريم عليهما السلام، وأشعلنا شموع التمني وتمنينا. وقتها، ذكرتنا هذه المواقف، بمدى جهل (بعض) من يعتبرون أنفسهم رجال دين وورثة أنبياء.. المتشددين الذين لا يعرفون من ديننا الإسلامي السمح السهل إلا اسمه وبعض النصوص، وهم بتشددهم وتزمتهم هذا ينفّرون ويفرقون الناس، لا يقربونهم ويجمعونهم على دين الله.
رائعة تلك المدينة بما تحمله من تفاصيل وعِبر، فحفظها الله وحفظ أهلها متوحدين متآخين راقين نابذين للطائفية والعصبية والمذهبية.. حفظ الله أهلها مسلمين كانوا أو مسيحيين، عرب كانوا أو أرمن، شيعة كانوا أو سنة..
في الأخير لا يسعني إلا أن أشكرك بيروت.. شكراً لنسيمك، لشجرك، لبحرك، لجبلك، لشمسك وقمرك، لقهوتك، شكراً لكرمك، شكراً لحفاوة وترحاب أهلك، شكراً على دروسك لنا نحن اليمانيين الزائرين لأرضك.
Hamdan_alaly@hotmail.com