إلى كل الموظفين الشرفاء.. الحكومة لا تحترمكم
بقلم/ محمد الحذيفي
نشر منذ: 14 سنة و شهرين و يوم واحد
الأحد 19 سبتمبر-أيلول 2010 06:49 م

هذا نداء نوجهه إلى كل موظف حر نزيه شريف صالح وخال من أي تلوث أو فساد , إلى كل من ذاق مرارة العيد وقسوته , إلى كل من تمنى أنه لم يخلق ولم يوجد في الحياة في هذا العيد , إلى من فضل الموت على الحياة والجُنان على العقل في هذا العيد من الموظفين .

إلى كل موظف حر شريف فكر أن يتسول في أبواب المساجد وعلى أزقة الحارات لتوفير احتياجات العيد لأبنائه ليفرحوا بهذا العيد مثلهم مثل أبناء المسئولين والوزراء والتجار , إلى كل هؤلاء جميعا هذه فرصتكم أن تتحدوا وراء تحالف النقابات المهنية والمدنية التي هددت بتفعيل احتجاجاتها السلمية بعد عيد الفطر المبارك للمطالبة بحقوق الموظفين المطحونين , وهذا حق مكفول للجميع كفله الدستور والقانون , وفرصة ثمينة لأن توجهوا رسالة قوية لهذه الحكومة لتعرّفوها بأنفسكم كموظفين مظلومين لم يحصلوا على أدني حقوقهم التي كفلتها لهم القوانين .

وأن توجهوا لها رسالة قاسية كالقساوة التي عشتموها وعانيتموها أيام العيد لأنها حكومة لا تعترف إلا بالأقوياء , ولا تتحاور إلا مع قطاع الطرق وعصابات الاختطاف , ومع من يرفعون السلاح في وجهها , ولا تلبي سوى مطالب من يصب الرصاص في وجهها ويهدد بقاءها .

أما المسالمون معها , والوحدويون , والشرفاء , والخاضعون للقانون فهؤلاء في نظرها مجرد كائنات زائدة في هذه الحياة لا يستحقون العيش , ولا يجب أن ينظر إليهم أو إلي مطالبهم هذا هو منطق تعاملها معكم أيها الموظفون وهذه هي فلسفتها في النظر إلى مطالبكم.

 وإلا لو كانت حكومة تحترم نفسها وتعيير موظفيها ولو ذرة من احترام وتستشعر مسئوليتها القانونية والأخلاقية لما تركتهم بدون مصاريف العيد وكأنها لو صرفت لهم نصف راتب من رواتبهم أو حتى إكرامية كأنها ستخرجها من النفقة الخاصة لمسئوليها أو من جيوبهم الخاصة وليست من أموال هذا الشعب المسكين المعرض للجباية ليلا نهار ومن ثروات هذا الوطن المسلوبة سيادته والمنهوبة ثرواته .

لو كانت هذه الحكومة تضع لموظفيها أدنى قيمة لساوتهم ليس بمسئوليها الكبار الذين يقضون عطلهم وإجازاتهم على سواحل لبنان وشواطئ أوروبا , وإنما لساوتهم بالشركة الكورية التي وهبت لها الغاز المسال وبالمجان , أو بشركة دبي العالمية التي وهبتها ميناء عدن وبأ بخس الأثمان , أو حتى النظرة إليهم كما تنظر على السفن التي تنهب ثروتنا السمكية من مياهنا وسواحلنا دون أدني رقيب .

إنكم أيها الموظفون لو تخاذلتم أو خفتم من أحزابكم أو حتى من خصم رواتبكم يوم أو يومين أو حتى ثلاث أيام فإن هذه الحكومة ستتمادى وستتجرأ على ترككم بدون رواتب وفي كل المناسبات .

ونحن هنا نريد أن نستفتي رئيس هذه الحكومة وأعضائها المحترمين بفتوى كيفية تقسيم راتب شهر واحد لا يتجاوز الخمسين ألف ريال بل أقل من ذلك على مناسبتين دينيتين وموسم دراسي جديد تزامنت في وقت واحد , استقبال شهر رمضان بكل متطلباته , وعيد الفطر المبارك بكل احتياجاته , والعام الدراسي الجديد بكل مستلزماته , وما هي النظرية الحسابية الجديدة التي اخترعوها لنا وأضافوها إلى علم الرياضيات في عملية القسمة كي يستفيد علماء الرياضيات وكبار التجار والمستوردين من هذه العملية الحسابية الجديدة , أسلوب أو طريقة حرمان الموظفين من أبسط حقوقهم طريقة لم تستخدمها أي حكومة وعلى مر التأريخ وخاصة عند المناسبات الدينية .

 

ولذلك فلا بد من وقفة شجاعة وحازمة وحاسمة أيضا لانتزاع حقوقكم , لأن الحقوق لا توهب وإنما تنتزع انتزاعا والأمر إليكم فأنتم من ستجبرون هذه الحكومة التي أهانتكم هذا العيد على إعطائكم كامل حقوقكم المنهوبة منكم طيلة الأعوام الماضية , أو من ستشرعون لها سلب رواتبكم متى ما شاءت بل وسلب إرادتكم إذا لم تقفوا وقفة رجل واحد في وجه هذه العنجهية واللامبالاة .