الإعلام الأمريكي يكشف عن أوجه الاختلاف بين إستراتيجيتي بايدن وترامب الموجهة ضد الحوثيين؟ الإفتراض الخاطئ
الحوثيون يجددون تحديهم للإدارة الأمريكية وترسانتها العسكرية في المنطقة.. عاجل
أول أديب يمني تترجم قصصه للغة الكردية وتشارك في معرض أربيل للكتاب
وكيل قطاع الحج والعمرة ينهي الترتيبات النهائية بخصوص موسم الحج لهذا العام مع نائب وزير الحج السعودي
وزارة الأوقاف اليمنية تعلن صدور أول تأشيرة حج لموسم 1446هـ
منصة إكس الأمريكية تتخذ قرارا بإيقاف حساب ناطق مليشيا الحوثي يحيى سريع
قرابة ألف طيار ومتقاعد إسرائيلي يقودون تمردا بصفوف جيش الاحتلال.. رسالة تثير رعب نتنياهو
سفير جديد لليمن لدى أمريكا بلا قرار جمهوري مُعلَن
موانئ عدن تعلن جاهزيتها الكاملة لاستقبال السفن تزامناً مع القرار الأمريكي بحظر دخول النفط إلى الحديدة
اللجنة الأمنية بحضرموت تتوعد كل من يتعاطى مع التشكيلات العسكرية خارج إطار الدولةوتحذر المساس بأمن المحافظة
لقد ظن كثير من العلماء أن العلوم الإسلامية قد ضعفت في العصور المتأخرة ضعفا عظيماً وأنه سادها الجمود وعدم الابتكار كما سادها التقليد بتحريم الاجتهاد المطلق في مسائل الشريعة المحمدية وأصحاب التقليد لأحد الأئمة المتقدمين ولا سيما في العصر العثماني الذي يبتدئ بالسيطرة التركية على العالم العربي وينتهي بالاستعمار الفرنسي للديار المصرية الذي أعقبه استقلالها عن السيطرة العثمانية استقلالا ذاتيا ثم كانت النهضة العلمية الحديثة التي كان من أبطالها السيد جمال الدين الأفغاني وغيره من العلماء والمصلحين الذين قاموا بتنبيه الأفكار إلى الحرية الفكرية وترك التقليد للأسلاف في كل مسألة علمية بدعوتهم الإصلاحية هكذا ظنوا لعدم وقوفهم على ما أنتجته أقلام علماء اليمن في العصر العثماني الراكد فهم في ظنهم معذورون.
* من علماء اليمن المجتهدين:
الواقع أن اليمن وهي التي أنجبت السيد محمد بن إبراهيم الوزير مؤلف كتاب (( إيثار الحق على الخلق )) ذلك المجتهد المطلق وأمثاله من العلماء المستقلين الذين أنجبتهم اليمن فكانوا علماء الإسلام المجتهدين وفقهاء الشريعة المجددين ولا سيما في عصرها الذهبي الزاهر بعد أن تم لها الاستقلال التام أيام الدولة القاسمية التي ولدت دعوتها في فجر القرن الحادي عشر من الهجرة بهمة مؤسسها البطل خالد الذكر ( القاسم بن محمد بن علي ) والتي شبت وترعرعت في بحر ذلك القرن نفسه عندما تولى الإمامة المتوكل على الله إسماعيل وذلك عقب انتهاء الحكم التركي الأول في بلاد اليمن بجلاء جميع القوات العثمانية في آخر مدة أخيه الأكبر الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم ولقد كان الحامل للواء هذه النهضة العلمية التي كان مبدؤها الأول: (الحرية الفكرية) و(الاجتهاد المطلق) هو القاسم بن محمد نفسه فقد كان من دعاة الاجتهاد كما كان من أبطال الجهاد ومكافحي الاستعمار وقد كان من جملة مؤلفاته القيمة كتابه الذي أسماه (الإرشاد إلى تيسير الاجتهاد) وقد شاركه في دعوتيه الإصلاحيتين الدعوة للاجتهاد في العلم والدعوة للجهاد في سبيل الاستقلال جميع أولاده الأشبال وأحفاده الأبطال فقد كانوا جميعا رجل علم وجهاد وأرباب سيف وقلم وهل ينسى التأريخ اليمني ورجل التاريخ اليمني أن القاسم بن محمد أخرج لأمته أعظم كتاب ألف لهم في علم الأصول أيام جلوسه بقرية "حدة" ( كانت قرية حينها) أثناء محاصرة القوات العثمانية التي كانت يومئذ تسيطر على العاصمة صنعاء سيطرة عسكرية وهل سمع التأريخ الإسلامي وفي عصوره المتأخرة مثل هذا أو قريبا من هذا ؟!!
*من ثمار النشاط العلمي في الدولة القاسمية:
ولقد كان من نتائج هذا النشاط العلمي العظيم الذي ظهر في شباب هذه الدولة العظيمة وكهولتها حركة علمية عظيمة سارت على مبدأ الحرية الفكرية في جو يسوده التسامح والإنصاف وكان استمدادها من كتاب الله والسنة وغايتها رضا الله تعالى في طلب الحق وخدمة الإسلام ونشر العلم.
*من رجال النهضة والعلمية والحرية الفكرية:
وقد كان من أبطال هذه النهضة العلمية والحرية الفكرية والاجتهاد المطلق السيد الحسن بن أحمد الجلال والشيخ صالح المقبلي والسيد محمد بن اسماعيل الأمير الصنعاني وشيخ الإسلام القاضي محمد بن علي الشوكاني وغيرهم من المصلحين الذين لا يعرف قدر علم مهم واجتهادهم إلا من درس مؤلفاتهم ولا يعترف بحريتهم الفكرية إلا من شرب من معين علومهم وحسب القارئ الكريم أن يطلع على ما قد طبع من مؤلفاتهم ليعرف أن شمس الحرية الفكرية قد طلعت على اليمن في العصر العثماني بعد أن غربت في سائر الأقطار تاركة علمائها يتخبطون في ظلمة التقليد وديجور الجمود تحت كابوس الاحتلال العثماني الذي ظل جاثماً على الأقطار العربية حوالي ثلاثمائة عام وليعرف أيضاً أن علماء اليمن قد قاموا بدعوة الإصلاح في هذه العصور الراكدة قبل أن تخلق النهضة العلمية الحديثة والتي أشرقت على العالم الإسلامي في بحر القرن الثالث عشر الهجري وكان من أبطالها الأفغاني وغيره من المصلحين.
توفي العلامة الجلال سنة 1084 هـ وتوفي المقبلي في بداية القرن الثاني عشر ولكنه كان قد أخرج بعض مؤلفاته التي أعلن فيها اجتهاده المطلق ككتاب "العلم الشامخ" وذلك في آخر القرن الحادي عشر وبالتحديد سنة 1088هـ ولهذا نقلت أنموذجا من أفكارهما في آخر مقالي هذا أما ابن الأمير الصنعاني فهو من رجال القرن الثاني عشر وتوفي سنة 1182 هـ وأما الشوكاني فهو من رجال القرن الثالث عشر وتوفي سنة 1350وسأفرد لهما مقالاً مستقلاً إن شاء الله .
***************************
تكرم الأستاذ محمد مصطفى العمراني فأرسل لنا بهذا المقال النادر لفضيلة القاضي العلامة محمد بن إسماعيل العمراني والذي خص به "مأرب برس" والشكر هنا لفضيلة شيخنا سماحة القاضي محمد بن اسماعيل العمراني وللصحفي محمد مصطفى العمراني....مأرب برس