عاجل : السعودية تشارك في تطوير وتصنيع مقاتلات الجيل السادس مع ثلاث دول أخرى
أعضاء في الكونجرس الأمريكي يقدمون للرئيس ترامب مقترحا حاسما للقضاء على تهديد مليشيا الحوثي .. عاجل
تحرك رئاسي لإجراء مشاورات مع الفاعلين الاقليميين والدوليين حول مستجدات الاوضاع
المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يكشف عن توقعاته بوضع الطقس في المحافظات الشماليه والجنوبية خلال الساعات القادمة
ملتقى الفنانين والأدباء يُحيي عيد الفطر المبارك بفعالية ثقافية وفنية بمحافطة مأرب
الحكومة اليمنية توجه انتقاداً لاذعاً لزيارة غروندبرغ إلى إيران
العراق يتعهد بمنع أنشطة الحوثيين على أراضيه ... ويقيد حركتهم
العليمي يغادر عدن في مهمة ومصدر في الرئاسة يكشف التفاصيل
وزير دفاع الحوثيين يخاطب الإدارة الأميركية: ستدفعون الثمن باهطاً وستهزمون فنحن قوة جبارة يُصعب النيل منها وتسليحنا متطور لا مثيل له على مستوى جيوش المنطقة وقد أعددنا انفسنا لمواجهتكم. عاجل
بعد عودته من إيران.. المبعوث الأممي يوصي بمقترحات جديدة عقب الضربات الأمريكية على مليشيا الحوثي
من المعروف أن درجة رقي وتقدم اي شعب من الشعوب يقاس بمستوى التطور الثقافي والحضاري الذي يملكه هذا الشعب ، وكذا بمدى التقدم الفكري والعلمي الذي وصل اليه ، وتبعاً لذلك فإن تأثره بأي ثقافة خارجية أخرى سيكون تأثراً بسيطاً وسطحياً لتمسكه بثقافته الاصيلة وإيمانه بضرورة الالتزام بقيمه واخلاقه ومعتقداته وموروثه الحضاري .. أما الشعوب التي تعاني من ركاكة في ثقافتها وضعف في تمسكها بقيمها وموروثاتها فإنها ستكون عرضة للانسلاخ عن ثقافتها والتماهي في ثقافات ومعتقدات اخرى دخيلة عليها ، ما يجعلها تظل حائرة وتصل الى مرحلة الانعدام الثقافي الامر الذي يؤدي الى وهنها وضعفها وفقدانها لمكانتها أمام الشعوب والحضارات الاخرى ..
ومن المعلوم ايضا ان الثقافة العربية هي ثقافة متأصلة وراسخة رسوخ التاريخ العربي الاصيل ، وقد استمدت ذلك الرسوخ من اللغة العربية القوية والمتجذرة في كيان الحضارة العربية ، وقد برع العرب في فنون الكلام وعلم العروض والاوزان الشعرية والبلاغة والفصاحة ، ولم يكن احد قادرا على مجاراتهم في تنميق الكلام وترتيبه وتأليفه في جمل منسقة تسمعها الآذان وكأنها تستمع الى مقطوعة موسيقية عذبة الالحان ، ونتج عن اهتمام العرب البالغ بلغتهم وثقافتهم العربية واعتزازهم بها ان اصبحت في احدى الحقب التاريخية هي الثقافة المسيطرة على العالم ، وهذا لم يحدث الا بوجود علماء نوابغ ارسوا قواعدا للغة العربية وابدعوا فيها وقدموا الثقافة العربية للعالم في أبهى صورها وفنونها ..
ولكن المتأمل فيما آل إليه وضع الثقافة العربية في العصر الراهن يجد ان هناك هوة سحيقة بين الامس واليوم ، وهذه الهوة ليست ناتجة عن ضعف في اللغة العربية او في الموروث الثقافي العربي ، ولكنها في حقيقة الامر نتجت عن انسلاخ العرب عن هويتهم وابتعادهم عن لغتهم وثقافتهم واستهانتهم بها ،وبكل تأكيد فإن تلك الهوة حدثت نتيجة لعوامل عدة ، ابرزها : الاغتراب الثقافي الذي تعاني منه كل الشعوب العربية ، فنحن نعيش في زمن العولمة وهيمنة الثقافة الغربية على العالم ، تلك الثقافة التي صدرت الينا قواعدها ونظمها بدعوى التطور والتقدم والحداثة ، وهي في حقيقة الامر ثقافة مبنية على أسس مادية بحتة وعلى ثورة المعلومات وثقافة الصورة وما الى ذلك من المصطلحات الثقافية الجديدة التي اصبحنا نعايشها ونتعايش معها شئنا أم أبينا ، وذلك يأتي في تعمد مقصود وواضح من الغرب في تصدير ثقافتهم وجعل كل شعوب العالم تتأثر بها ليسهل لهم السيطرة على العالم وتمرير استراتيجاتهم والهيمنة الكاملة على الثروات البشرية والطبيعية التي تمتلكها تلك الشعوب .
كل ذلك اثر على الانسان العربي الذي يعاني من تبعات تلك الثقافة الدخيلة ، وشيئا فشيئا بتنا نصارع الحياة بفاهيم مغلوطة ، وسيطرت علينا ثقافة اللاقيم ، واللاهوية ، واللاأخلاق .. وبالتالي " اللا ثقافة " و " اللاحضارة " ...
إغتراب ثقافي لامتناهي يعاني منه المثقف العربي في المقام الاول ، فزمن العباقرة والمفكرين العرب ولًى ورحل ، فلم نعد نرى نماذج للمفكرين والمثقفين الرواد أمثال : الرافعي ، الكواكبي ، المنفلوطي ، طه حسين ، الزبيري ، عبدالله البردوني ، وغيرهم ممن مثلو منارات للحضارة العربية في أرقى مستوياتها ، وكل المتواجدين في الساحة الثقافية اليوم لم يتمكنوا من الوصول الى ما وصل اليه اولئك المثقفون الاوائل ، وهذا لا يعود الى تقصيرهم او الى عدم حبهم وإعتزازهم بثقافتهم العربية ، ولكن السبب يعود الى حالة التشويش الذي نتعرض له جميعا بتأثير من الغزو الثقافي الغربي ، وكذلك فإن ايقاع الحياة العصرية المادية التي نعيشها فرضت علينا أنظمتها المتحكمة في ثقافتنا والمسيطرة على حياتنا بكل تفاصيلها.