القضاء الأعلى يقر انشاء نيابة ابتدائية ''نوعية'' لأول مرة في اليمن إسماعيل هنية يصدر بيانا هاما حول مفاوضات التوصل إلى اتفاق بشأن غزة إسرائيل تقرر إغلاق قناة الجزيرة الرئيس العليمي يعزي في وفاة شخصية جنوبية بارزة ويشيد بمناقبه النجم ميسي يحقق 3 أرقام قياسية ويقود إنتر ميامي لاكتساح نيويورك ريد بولز بسداسية بحضور قيادات بارزة … مكتب الاوقاف بمأرب يكرم الدفعة الاولى من الحافظات والحافظين المجازين بالسند المتصل للنبي فوز تاريخي وغير مسبوق .. أول عمدة مسلم في لندن يفوز بولاية ثالثة وانتكاسة كبيرة للمحافظين بالانتخابات حرب المظاهرات الجامعية يشتعل وبقوة وجامعات جديدة حول العالم تنضم إلى الحراك الطلابي المناصر لغزة روسيا تقلب موازين المعارك وتعلن التقدم والسيطرة وقرية أوكرانية تتحول لأنقاض مع فرار سكانها من التقدم الروسي تفاصيل فضيحة ثانية تهز ألمانيا في اختراق 6 آلاف اجتماع أمني للجيش
يااالله, إنا لله وإنا إليه راجعون, حسبنا الله ونعم الوكيل, حسبنا الله ونعم الوكيل, هذه أول كلمات قلتها عندما رأيت صورة الشهيد محمد بن علي بن جلال, هذه الصورة المحببة إلى نفسي, وما فتئ لساني من الدعاء له والترحم عليه, ولا أستطيع أن أصف هول الصدمة التي أصابتني لأني لم أكن أعلم أنه هو الجريح وإذا به قد مات..,, ولم أجد ما أعزي به نفسي وأنا في البلد الحرام إلا أن أهدي له عمرة وأدعو له ما حييت ضمن كوكبة أحبابنا الذين سبقونا إلى ربنا,,, عرفت أخي محمداً منذ عشرين سنة ولا تزال ابتساماته ماثلةً أمامي, ولا تزال ضحكاته تنبض حيةً في الخاطر, وكلماته الودودة السريعة أكاد أسمعها ترن في أذني!! وأثر أخلاقه العالية تتمثل شاخصةً في ضميري!! وصداها يتردد في روحي!!, كان يعيش في نفسي وإن فرق بيننا الزمان,, وأحسه قريباً مني وإن باعد بيننا المكان,, عشت معه في محاضن التربية ردحاً من الزمن, التقيت به في بغداد أيام دراسته, وهو هو: الرجل الكريم الذي لا تستطيع أن تتخلص من دعوته لإكرامك بأي عذر, وهو البشوش الذي لا تملك الفكاك من أسر محبته والإعجاب به إذا ما جالسته يوماً, فكيف بمن عاشره سنين؟!! ترى فيه الصدق والوضوح, وتشاهد فيه الحياء والسخاء... ولست هنا في مقام تعداد صفاته وسجاياه, فلا مزيد على ما سطره يراع الأستاذ علي الغليسي في تأبينه المؤثر, ولكن أردت تسجيل كلماتٍ قليلةٍ عن بعض مكنون صدري, وطرفاً مما جاش به خاطري في وداع أخٍ عزيز.
وكلمةٍ يسيرة أخاطب بها أهل الشهيد وأحبابه بعد أن أقدم لهم أحر التعازي وأصدق المواساة, مذكراً لهم بالصبر والرضا كل الرضا عن كل أقدار الله ومنها رحيل الأحباب, ولو كانت الدنيا منتهى الحياة لحُق للقلوب أن تبكي حتى تتقطع على هذا الرجل وأمثاله,,, فكفكوا الدموع لأنكم -ولا شك- تؤمنون وتعلمون أن لحياتنا امتدادٌ آخر هو أطول وأعز وأغلى من هذه المرحلة الفانية التي نحياها, فالمؤمن وإن افتقده أهله ومحبوه بموته فهم يرجون له الحياة الحقيقية الخالدة عند الله أرحم الرحماء وأكرم الكرماء, وهو ينتظرهم هناك. . وتأتيه أخبارهم. . ويستبشر للخير يصيبهم, ويفرح بطاعتهم لربهم.
وكلمةٌ لرفاق دربه أن لا تهنوا ولا تحزنوا ولا تأسوا على رحيل أخيكم, فعزاؤنا أنه بفضل الله على خير وإلى خير, ﴿وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ﴾, فهم أحياء عند ربهم يرزقون لم ينقطعوا عن حياة من بعدهم ولا عن أحداثها، فهم متأثرون بها، مؤثرون فيها، والتأثير والتأثر أهم خصائص الحياة.
ولكن ينبغي أن نجعل من دماء شهدائنا, ورحيل إخواننا وقوداً لنا وزاداً يثبتنا, ويقوي من عزائمنا في طريقنا إلى الله الذي يحتاج إلى زادٍ وإلى صبر,, فنصبر ونصابر كما أوصى الشهيد, والنصر بإذن الله ليس بعيداً, والطريق ليس طويلاً إلا على من لا يرجو الله والدار الآخرة, فاصبروا واعلموا أن دماء شهدائنا جميعاً الذين ارتفعوا ولا أقول سقطوا لأن الله اصطفاهم- نحسبهم والله حسيبهم- في هذه الثورة المباركة ستظل قطرات دمائهم لعناتٍ تتوالى على علي صالح ونظامه البائد, وستبقى تلاحقه في الدنيا ويوم يقوم الأشهاد, عندما يقف الشهيد أمام الحكم العدل جبار السماوات والأرض فيقول: يارب سله لماذا قتلني؟؟؟
نعم إن دمائهم تحاصره الآن حتى لم يعد يجد مقعداً في الأرض ولا مصعداً في السماء, إنه الآن وإن حاول أن يماطل, أو أراد أن ينتقم -في ظنه- ممن لهم دورٌ بارز في زوال ظلمه وجبروته, وعلى الرغم من سعيه الواضح لأنْ ينتقم من الشعب فيدخله في حربٍ أهليةٍ لا تنتهي,, كل ذلك إلا أنه أصبح على يقينٍ لا شك فيه من أنه راحلٌ لا محاله, وهو لا يدري أنه في كل يومٍ بتدبيره غير الموفق إنما يسعى في تضييق الحلقة على نفسه, وفي تضخيم التبعات عليه في الدنيا والآخرة لو كان يُشفق على نفسه, ولكن الله لا يصلح عمل المفسدين, ولله في خلقه شئون, وله في كل تدبيرٍ حكمه.
اسأل الله أن يكتب إخواننا من الشهداء الأبرار, وأن يتقبلهم في عباده الصالحين, وأن يخلفهم في عقبهم بخير, وأن يمن بنصر عاجل كانوا يحلمون به, وأن لا يحرمنا أجرهم ولا يفتنا بعدهم وأن يغفر لنا ولهم. . آمين.