آخر الاخبار

5 فوائد صحية مذهلة في تناول فص ثوم واحد كل ليلة ‏رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي يوجه بسرعة العمل على فتح الطرقات وتقديم المساعدة لمحافظة المهرة قوات عسكرية ضخمة روسية تقتحم قاعدة للجيش الأمريكي في النيجر مدن بأكملها معزولة عن العالم.. فيضانات البرازيل تحصد 37 قتيلا و74 مفقودا بتوجيهات مباشرة من أبو خرشفة.. عناصر حوثية تقتحم صالة اعراس وتعتقل 3 فنانين تحرك خارجي جديد للشرعية سعياً لدعم الاقتصاد اليمني والإصلاحات المالية والمصرفية في اليوم العالمي للصحافة مؤسسة الشموع تكشف عن خسائر بالمليارات و تدين تجاهل المجلس الرئاسي عن تعويضها وتدين احتلال ونهب ممتلكاتها في صنعاء وحرق مطابعها في عدن وزارة الداخلية تكشف عن احصائيات الحوادث غير الجنائية في المناطق المحررة صحفي يطالب الحوثيين بتسليم طفله المخفي قسراً منذ عشرة أشهر. عاجل : اتفاق سعودي أمريكي في المجال النووي .. وواشنطن تسعى للملمة المنطقة المضطربة بعد انفرط عقد الأمور

هل يجوز بيع دم القتيل؟
بقلم/ د.عائض القرني
نشر منذ: 17 سنة و شهر و 11 يوماً
الجمعة 23 مارس - آذار 2007 07:09 ص

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة العفو عن القاتل مقابل ملايين من الريالات قد تصل إلى العشرة أو أقل أو أكثر، وما أدري كيف تُسمى هذه الطريقة عفو لوجه الله؟ إن الإسلام أوجب القصاص أو الدية أو العفو، فإما قصاص تذهب فيه النفس بالنفس؛ ليأمن المجتمع وتنكسر شوكة القتلة وتُصان الدماء وتُحفظ الأنفس «ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون» وإما دية محددة يأخذها ولي الدم ويتفق عليها من قبل الدولة ويرعى تحديدها ولي الأمر ب ما يراه العلماء مناسباً للعصر، وإما عفو لوجه الله لا يأخذ فيه ولي الدم قطميراً أو نقيرا بل له الأجر من الله وحده .

 كيف نفهم العفو من ولي دم يقول: عفوت لوجه الله مقابل 8 ملايين ريال وأربعة جيوب لكزس 8 سلندرات!. وآخر يقول عفوت لوجه الله مقابل مخطط في شمال الرياض ودار سكنية في مكة ومزرعة للعيال!، فكيف يكون هذا من أهل العفو والصفح؟! وقد أشرفتُ على قضايا طلب بعضهم الستة والسبعة والثمانية ملايين وهو عند نفسه قد عفا لوجه الله وقد تفضل مشكوراً على القاتل وأهله، ومن أين يجمع ولي الدم هذا المبلغ الذي تعجز عنه القبيلة بأسرها؟ فيركبه هم الدين وشماتة الشحاذة أمام الناس، وهنا واجب الدولة التدخل السريع أمام هذا البيع العلني لدم القتيل ومخالفة الشريعة لأن ولي الدم لم يأخذ بالقصاص ولا بالدية المحددة ولم يعف لوجه الله وإنما انتقل إلى المزاد العلني في بيع دم القتيل، هل دماء المسلمين تُباع بهذا الرخص؟ إن قطرة من دم الإنسان أفضل من كنوز الدنيا، فلماذا نترك الحبل على الغارب أمام الجشع والطمع لأناس لـمّا قُتل إخوانهم وأبناؤهم أخذوها فرصة لجمع الملايين وأخذ المخططات والفلل واشتراط سيارات المرسيدس مع تحديد الموديل والمواصفات، ولماذا يتدخل بعض الأعيان والتجار في غياب الدولة لبذل أموالهم وأحدهم لا يستحي من الله وجاره يبيت جائعاً بجانبه، وآخر يرى الأطفال الأيتام يتسوّلون في الشوارع فلا يرفُّ له جفن ولا تفيض منه دمعة ولا تجود يده بريال، نحن إذاً أمام مشكلة اجتماعية كبرى غاب عنها المسؤولون والعلماء وهي: المزايدة في بيع دم القتيل تحت مسمى العفو لوجه الله وهذا تضليل للمصطلحات الشرعية، وأعرف بعض القضايا باع فيها أهل القاتل دورهم ومزارعهم؛ ليدفعوها لولي الدم الذي عفا بزعمه لوجه الله، أي عفو يا أخي ورصيدك وصل العشرة ملايين ريال وبعض الأسر عجزت أن تجد ألف ريال تشتري به لحماً وخبزاً، إذاً لنعد إلى الشريعة في القصاص أو الدية المعروفة أو العفو بلا مقابل ولترعى الدولة المسلمة هذه الأحكام التي فيها صلاح العباد والبلاد، أما أن تترك الأمور لتخمينات الطامعين والجشعين الذين لا يعرف بعضهم نواقض الوضوء فهذا إهمال وتفريط، إن الشريعة عظيمة لأنها ربّانية ولهذا حدّدت المسارات في القصاص والدية والعفو وحثت على العفو والمسامحة، ولكنها لم تترك الأمر نهباً مشاعاً للقبائل والعشائر يحددونه هم بل أوجبت على ولي الأمر أن يرعى تنفيذ هذه الأوامر الشرعية، ثم أقول لمن يدعي أن في القصاص همجية: تبَّتْ يدك وسحقاً لك، والله لقد رأينا الأمن استتب، والقاتل ارتدع، وعصابات الجريمة دُمِّرت، وأمِنَ الناس على دمائهم وأموالهم «أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون» ولقد عادت بعض الدول الغربية الكبرى إلى مسألة إعدام القاتل؛ لأنهم وجدوا أن القتل انتشر وأنه لا يردع القتلة إلا قتل النفس بالنفس، فسبحان الله الخالق الحكيم ما أعدله في خلقه وما أعلمه بما يصلح الدولة والأمة والمجتمع والفرد:

* من بلادي يُشرقُ الحقُ ولا                                           ـ يشرقُ الحق من الغير الغبي

* وبها مهبطُ وحي الله بـلْ ـ أرسل اللهُ بها خيـرَ نبـي    
 قل: هو الرحـمن آمنا به ـ واتبعنـا هادياً مـن يثربِ
 

 

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
د . عبد الوهاب الروحاني
الكوتشينا ...على الطريقة الايرانية
د . عبد الوهاب الروحاني
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
سيف الحاضري
خطر داهم يهدد بانهيار العملة ومنظومة الدولة
سيف الحاضري
كتابات
كاتب صحفي/محمد الغباريصعدة والأفق السياسي المسدود
كاتب صحفي/محمد الغباري
د.رياض الغيليقال لي صاحبي ( 3 )
د.رياض الغيلي
مشاهدة المزيد