آخر الاخبار

بمشاركة اليمن والسعودية والأردن ومصر وجيبوتي.. انطلاق تمرين «الموج الأحمر 7» لتعزيز الأمن البحري الحكومة اليمنية توجه طلباً عاجلاً للمجتمع الدولي والأمم المتحدة بشأن التنسيق القائم بين الحوثي والقاعدة أمين عام الندوة العالمية للشباب يبدي استعدادهم تنفيذ تدخلات إنسانية وتنموية في اليمن صحيفة صهيونية :فخ استراتيجي يُعد له السنوار في رفح بعد أشهر من الاستعدادات والتعلم تصرف مارب يوميا على كهرباء عدن اكثر من مليار و200 مليون ريال .. قرابة تسعة الف برميل من النفط الخام كل يوم أغلبهم من النساء.. المليشيات تدفع بالآلاف من قطاع محو الأمية للإلتحاق بالمعسكرات الصيفية وصف ابو علي الحاكم بـ «المقروط».. مواطن في صنعاء ينفجر غضباً وقهرا في وجه المليشيات ويتحدى المشاط والحاكم والحوثي لمواجهته شخصياً بالسلاح الشخصي - فيديو صندوق النقد الدولي يحذر.. ويكشف عن السر الذي ابقى الاقتصاد اليمني متعافيا .. رغم كل مؤشرات الانهيار أول دولة أوربية تعلن خوفها الحقيقي من الحرب العالمية الثالثة وتكشف عن خطوة واحدة لتفجير الوضع إسرائيل توقف عمل قناة الجزيرة والعمري يتوعد برد قانوني

اليمن: مُكرَهٌ أخاك لا بطل !
بقلم/ د. غسان اسماعيل عبدالخالق
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و 9 أيام
الجمعة 24 فبراير-شباط 2012 04:42 م

ماذا ستفعل حينما تدرك تماماً أن العين بصيرة لكن اليد قصيرة؟ أغلب اليمنيين سوف يجيبونك قائلين: عليك أن تنتخب المرشّح التوافقي الوحيد لمنصب الرئيس عبدربه منصور هادي! وأغلب اليمنيين سوف يضيفون قائلين: نعرف أن هذا الخيار لا يترجم معظم طموحات وآمال اليمنيين الذين هبوا شيباً وشباباً لتغيير واقعهم والإسهام في صياغة مستقبلهم، وقدّموا في سبيل ذلك مئات الشهداء وآلاف الجرحى لكننا نعرف أيضاً أن اليمن الآن هي أسيرة واقع أنصاف الحلول وإلا فعلى اليمنيين السلام.

اليمن الآن على شفير الهاوية، انهارت اقتصادياً وسياسياً و تفككت اجتماعياً، وأقوى ما فيها -وهو الرابطة القبلية- يمكن إذا صعّد أو تصاعد أن يزيدها ضعفاً جرّاء تعدّد المرشّحين الذين سيستدعي تلقائياً اصطفافات قبلية لن تفعل أكثر من انها ستقسّم المقسّم، ولذلك فإن التصويت لمرشح التوافق بنعم أو لا يمثل إجراء واقعياً من شأنه المحافظة على التفاهم السياسي الهش قدر الإمكان من جهة، وأن يتكفل بالإنهاء الدستوري لحقبة علي عبدالله صالح من جهة ثانية.

رغم أن أغلب اليمنيين يدركون أن إزاحة علي عبدالله صالح شخصياً لا تعني إزاحة النظام، إلا أنهم يدركون أيضاً أن هذا الانجاز ليس قليلاً، بل قد يكون هدفاً كبيراً في حد ذاته، لأن علي عبدالله صالح أثبت فعلاً وليس مجازاً أنه قط بري بسبعة أرواح! وأن لديه من الإرادة والتصميم على البقاء في الحكم أمثال ما لدى المعارضة بأطيافها من الإرادة والتصميم على خلعه، ورغم كل المحاولات التي بذلك لإنهائه جسدياً أو سياسياً، إلا أنه استطاع الإفلات دائماً من الحصار السياسي ومحاولات الاغتيال، بل هو استطاع أن يؤمن لنفسه خطوط سفر آمن لعواصم الخليج ولعاصمة الولايات المتحدة الأميركية واشنطن. ولم يتوقف لحظة عن الظهور الإعلامي وعن تسجيل أعلى درجة من درجات الاستفزاز الحقيقي لمعارضيه وحلفائه في آن واحد.

قلنا وكتبنا سابقاً، إن المعادلة الذهبية والواقعية التي ستتكفل بإخراج اليمن من عنق الزجاجة تتمثل في صيغة (لا غالب ولا مغلوب) لأنها الصيغة الوحيدة التي يمكن أن تستوعب العامل الداخلي اليمني والعامل الإقليمي الخليجي والعامل الدولي الأميركي البريطاني؛ فلا البنية القبلية اليمنية ستتقبل إمكانية وجود منتصر أكبر، ولا البنية الخليجية ستتقبل إمكانية وجود ثورة كاملة، ولا الحسابات الأميركية البريطانية يمكن أن تتسع لتغييرات جذرية في المنظومة الأمنية أو الرؤية الإستراتيجية، ولذلك فإن المطلوب هو رئيس قوي جداً وضعيف جداً في آن واحد! وقد يكون عبدربه منصور هادي هو السياسي الوحيد الذي يمكن أن يحقق هذين الشرطين في اليمن؛ فوجوده بصفة نائب رئيس دون صلاحيات حقيقية لمدة 18 عاماً قد يظهره بمظهر السياسي الضعيف الذي لم يغر أحداً بالتصادم معه لأنه لم يكن يفعل شيئاً، لكنه في الوقت نفسه قد يكون أقوى السياسيين اليمنيين الآن لأن سنوات عمله الطويلة في الظل تجعل منه الشخص الأكثر قدرة على معرفة مداخل ومخارج النظام السياسي اليمني، والأكثر قدرة على متابعة التنسيق والاتصال مع دول الخليج وأميركا وبريطانيا، فضلاً عن قيادات التيارات السياسية والقوى القبلية الفاعلة في اليمن.

ما لم تحققه السفيرة الأميركية والسفير البريطاني بالتنسيق مع بعض الدول العربية الفاعلة في مصر عبر عمر سليمان، تحقق في اليمن عبر عبدربه منصور هادي؛ نصف ثورة ونصف حكومة معارضة ونصف رئيس جذري. وأغلب اليمنيين الذي اندفعوا للتصويت يدركون أنهم لن يغيروا هذا الواقع، والقليل من اليمنيين الذين قاطعوا التصويت يدركون أنهم لن يغيروا هذا الواقع أيضاً، ولسان حال الجميع.. كأنه يؤكد: مكره أخاك لا بطل!.

*الدستور