آخر الاخبار

اليمن.. طوفان بشري في مدينة تعز تضامنا مع غزة وحراك الجامعات الأمريكية 41 منظمة إقليمية ومحلية تطالب بوقف الانتهاكات ضد الصحفيين في اليمن .. تزامنا مع اليوم العالمي لحرية الصحافة نقابة الصحفيين اليمنيين: تكشف عن اثار مروعة للصحافة في اليمن ...توقف 165 وسيلة إعلام وحجب 200 موقع الكتروني واستشهاد 45 صحافيا بعد أقل من 48 ساعه من تهديدات ايرانية وحوثية للملكة .. السعودية تكشف عن تحركات عسكرية أمريكية بدأت من الظهران لمواجهة تهديدات أسلحة التدمير الشامل تركيا تعلن دخولها الحرب العقابية ضد إسرائيل .. وتوجه بتحركات ضاربة لتل أبيب الحوثيون يدشنون المرحلة الرابعة لإفشال السلام في اليمن عبر عمليات البحر الأبيض المتوسط تركيا تعلن عن إجراءات قوية وحاسمة ضد إسرائيل الجيش الأمريكي يسقط ثلاث طائرات حوثية مسيرة تعرف على تفاصيل أحدث فضيحة حوثية أشعلت موجات عاصفة من السخرية - وثيقة لمساعدة ذويهم في حل أسئلة الامتحانات..  الحوثي ينشر 43 ألف من عناصره لانجاح مهام الغش في أكثر من 4 آلاف مركز امتحاني

صور دعارة الديجيتال في اليمن
بقلم/ عبد الاله تقي
نشر منذ: 11 سنة و 5 أشهر و 17 يوماً
الأربعاء 14 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 05:09 م

ترددت كثيراً في الكتابة في هذا الموضوع الحساس والمخجل قلقاً من إثارة مواضيع قد تثير ردود أفعال إتهامية سياسية غير مطلوبة تجنبنا إصلاحها بصدق، ثم خوفاً من ذنب إرشاد بعض ضعاف النفوس عن وسائل تسهّل لهم ويستمتعون عبرها بأمور لاأخلاقية فاسدة، لكني حزمت أمري بعد طول انتظار يائس وطويل لصلاح الأمر وبنية الإصلاح لاغير من أجل تنبيه ولاة الأمر ذوي العلاقة إلى ضرورة وضع حد لدعارة (الديجيتال) التي بدأت تزداد وتيرتها وآفاق حريتها، في الوقت الذي نسأل الله فيه اللطف والستر وأن يخفف غضبه وعذابه الدنيوي قبل الأخروي عن سوء نياتنا السياسية التي قتلت الفقير وشردت العزيز وقسمت البلاد.

لن أتحدث عن وقائع الدعارة الفردية ذات الطبيعة المعروفة للجميع أو عن القنوات التلفزيونية الأجنبية التي لم نعد نعبأ بخطورتها على أطفالنا وأنفسنا، لكننا بصدد التطرق لوسيلتين من أوسع وسائل الاتصال العامة انتشاراً محلياً والمملوكة في كل بيت والمتاحة لكل الأعمار داخل اليمن خصوصاً.. جميع شركات الاتصال وأولها الحكومية يمن موبايل وإذاعة يمن إف إم الجديدة التي بدأت البث من موقع عسكري قبل حوالي عام.. 

القضية الأولى أن شركات الاتصال اليمنية ومنها يمن موبايل تتنافس على الحصول على أموال العملاء بأي وسيلة كانت ولو كانت عبر (القوادة ) وبأموال المساهمين وهم الحكومة والأفراد. فالشركات لا تزال عاجزة عن ضبط خدمة الدردشة (التشات) الصادرة من أرقام خدمة خاصة مثل الرقم (5555) لدي، حيث تصل إلى داخل بيوت ملايين اليمنيين رجالا ونساء ويافعين وبشكل شبه يومي كثيرٌ من رسائل التشات مجهولة المصدر (بأسماء مستعارة) المسئية للأخلاق وتحمل ألفاظاً بااااالغة السوء دينياً وأخلاقيا وتقليدياً، وتسهّل تماماً الاتصال المحرم بين طرفين لا يمانع فيه الكثيرين من المرسلين أن ممارسة رذيلة اللواط !! القوادة) بين المرسل وأي مستقبل يرغب بالعلاقة المحرمة.... كما تقدم بعض الشركات أيضاً تسهيلات غير مباشرة لمثل تلك الممارسات عبر تقديم باقات تخفيض أسعار المكالمات بسعر التراب من بعد منتصف الليل وحتى الفجر!! والجميع يعرف من يستخدم مثل هذه المكالمات شبه المجانية.. الوزارة والمؤسسة مسئولتان قانونياً وأخلاقيا لوقف هذه القوادة.... البعض يقول أن الشركة تحظر النصوص الإباحية جميعها، لكن المرسل يتلاعب ويمكن أن يرسلها بحروف مفردة أو وضع إيحاءات وسياقات مباشرة ومفهومة للطفل. يقول آخر أن خدمات الدردشة متاحة للمشتركين في الخدمة فلماذا تشترك فيها!! لكني يحق لي أن أشترك فيها وأهل بيتي لاستخدامها في أمور مباحة طالما كانت الخدمة متوفرة رسمياً ولم يعلن أنها للأمور اللاأخلاقية، ولو لم أشترك فيها فهي تظل أيضاً تسهّل القوادة بين الراغبين في الاتصال المحرم، وهذا أمر غير أخلاقي وغير شرعي ويجب درء المفاسد ولو نتج عنها درء مصالح غير ضرورية. وكخلاصة لهذه القضية، فلا يحق قانوناً لأي شركة أن تسهل إيصال رسائل أو مكالمات من مجهول إلى تلفوني الخاص وبدون أن تتم موافقتي على استقبالها من عدمه فذلك ينتهك الخصوصية الفردية ويعمل على تدمير أسر وشباب دون أن يكون لك أي قدرة على الموافقة أو الرفض.

القضية الثانية، تتعلق ببرامج إذاعية شديدة الميوعة وخادشة للحياء العام تمارسها قناة يمن إف إم في صنعاء وقريباً في أغلب المدن الرئيسية. هذه القناة التي نشأت بدون ترخيص حسب قانون الصحافة، تشغل كوادر لبنانية تعاقدت معها عبر قناة LBC  اللبنانية، وتبث برامج خادشة للحياء العام وغالباً تكون برامجها ناطقة باللهجة اللبنانية، وتخللها الكثير من المواقف الإيحائية المبتذلة على الهواء مباشرة. إلتزمت هذه الإذاعة الخط الخادش والمتعارض مع قيم وأخلاقيات المجتمع اليمني وعاداته النبيلة عبر بعض البرامج والمواضيع وعبر الحوار التي تبثها وتتناولها. وأشتكى الكثير من المستمعين من انتشار المعاكسات على الهواء مباشرة منذ أول برنامج حواري ليلي يقدمه مذيع لبناني باسم "ماجد يزبك".. ويسمح البرنامج ببث عبارات تنم عن مغازلات ومعاكسات عفوية صريحة تقع بين فتيات يمنيات والمذيع أو بين مذيعة عراقية تتقن اللهجة اللبنانية وبين شباب يتصلون بالبرنامج بالتلفون. كانت هذه باكورة البرامج أما الآن فقد تعددت مثل تلك البرامج وتعدد المؤدون والأساليب.. ففي خلال ربع ساع من استماعي لها اليوم، كان عنوان البرنامج (بنات أونلاين) تقدمه مذيعتان يمنيتان (مائعتا الألفاظ) تتعمدان الخلط خلال التقديم بين اللهجة اليمنية واللغة الانجليزية وتتداخل بينهما عبارات الميوعة والشتم بينهما فيمكنك أن تسمع عبارات (يا كلبة) أو (يا حيوانة). اليوم كان عنوان الحلقة (الصداقة بين الرجل والمرأة) الذي تخللته عبارات التشجيع على الاتصال الشبابي العاطفي بين الرجل والمرأة خارج الإطار الشرعي. ثم بدأ البرنامج ببث رسائل تزعم أنها من المستمعين وهي تمتلئ بعبارات تبادل الحب الملتهب والجارح للحياء بين المرسل وأسماء صريحة للمعنيات بها قد تسبب لهن هذه الرسائل مشاكل عائلية كبيرة قد تصل نتيجتها إلى مالا يحمد عقباه كما قد تكون المشاركات كيدية لصنع المشاكل للطرف الآخر. وعند اعتراض أحد المشاركين بأن ذلك خارج إطار الذوق العام والجارح للمشاعر والتقاليد اليمنية المحافظة، تناوبت المذيعتان الرد الوقح معه بأن "هذا هو تغيير للحياة وأسلوب عيشها. فكل شيء حولنا يتغير وديننا يتغير". قالاها بهذه الصراحة والمباشرة.

لقد وضعت عنواناً مستفزاً للمقال من أجل استثارة غيرة النشطاء والمسئولين الغيورين على سمعة هذا البلد وأخلاق هذا الشعب ليس إلا. فإن صمت أحدنا ولو بالكلمة إزاء ما يحدث وما يتزايد من وقاحة وانتهاك لحرمات الناس، فلن يجد الله بداً من إنزال جام غضبه على شعب لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، خصوصاً أن القضيتان لا تخفى على ملايين من الناس الذين لم يجدوا وسائل للتعبير عن امتعاضهم ورفضهم لما يحدث. أرجو عدم تسييس مشاركتي وتضامن جميع الأطياف اليمنية ووسائلها الإعلامية حولها من أجل ضمان الحصول على منع حقيقي وعملي لما يحدث، وألا نستحي من نشر أفكار هذا المقال على أوسع نطاق حتى يعلم جميع المسئولين عن هذه المعاصي الكبيرة أن الجميع لم يعد يصمت عن التعدي على أخلاقيات الناس وخصوصياتهم، قبل ان يقول أحدنا أننا نستحق من الله ما يحدث لنا من مآسي.