أوقفوا هذا العبث حتى لا تغرق السفينة
بقلم/ د.كمال البعداني
نشر منذ: 14 سنة و 11 شهراً و 20 يوماً
الإثنين 06 إبريل-نيسان 2009 01:06 م

مارب برس – خاص

مما لا شك فيه أن بلادنا تمر بمنعطفات خطيرة اقتصادياً وسياسياً ، غير أن الشيء الأخطر الذي يهدد مجتمعنا وبلادنا بصفة عامة هو محاولة النيل من ثوابتنا الدينية والوطنية تحت ما يسمى حرية التعبير ، ولقد كانت دهشتي كبيرة وأنا أطالع مقال للمدعو ( مروان الغفوري) نشرته إحدى الصحف الأسبوعية الأسبوع الماضي في عددها رقم (68) تحت عنوان ( زواج الصغيرات أم الخبائث ) .

 وقد تخيلت في البداية أن الكاتب طالما وقد عنون مقاله بهذا العنوان فأنه سيتناول هذا الموض وع بالموافقة أو الرفض في سياق ديني مستخدماً الأدلة الشرعية في توضيح حجته ، غير أنني فوجئت بأن هذا الكاتب قد تقيأ بألفاظ ضد علماء اليمن ومشائخ القبائل وأبناء اليمن عموماً ، فأرجوا من القارئ أن يتابع معي ما قاله هذا الرويبض في مقاله ، لقد قال ( يرفض فكرة تحديد سن الزواج بالنسبة للمرأة طائفتان كبيرتان في اليمن ، مشائخ الدين ومشائخ القبائل ، بالنسبة لمشائخ الدين ولفئة كبيرة منهم تعد ممارسة الجنس مع الصغيرات بروفات حيه لنعيم الجنة ، وبالنسبة لمشائخ القبائل فالصغيرات هنَّ رهائن يكفلن إستمرار المعركة ، معارك الثأر والثأر المضاد أو إنتهائها في ظل غياب لسلطة الدولة خارج المدن ، أي أن الزواج بمن يسميها طفلة من ( وجهة نظره) قبلياً يشبه حالة الرهائن لدى النظام الإمامي البائد) ، ولكن لعل القارئ يقول ما هو وجه الشبه في الحالتين؟ لقد بيّن الكاتب وجه الشبه من وجهة نظره فقال ( لقد كان عكفة الإمام ينتهكون أعراض الأطفال الذكور الرهائن ، بينما تواطأ المجتمع الرعوي بعد ذلك على تكريس ثقافة الرهينة الفتاة ، ولذلك فقد فعل السادة الجدد بالرهينة الفتاة ما فعله السادة القدامى ذوو البنادق الخشبية في قلعة القاهرة بالرهينة الفتى ، وكلاهما مارس الجنس مع طفل مختطف وفي الحالتين كان الإختطاف برضاء الوالدين أو تواطؤ جميع الأطراف ) ، هكذا يقول الكاتب بأن كل من كان رهينة عند الأئمة من آل حميد الدين فإن عكفة الإمام قد مارسوا معه الجنس ، واتهم مشائخ القبائل وأبناء القبائل بأنهم يتخذون من صغيرات السن من بناتهم رهائن عند بعضهم البعض بإسم الزواج ، وما ذاك عند مشائخ القبائل إلا نتائج إضطرابات نفسية وسلوكية ينتج عنه نزوع شديد لممارسة الجنس مع الأطفال ، فهل رأيتم أي مرحلة من الإنحطاط الأخلاقي التي وصلت اليه حرية الصحافة في بلادنا؟ نقول لهذا الكاتب المأفون إن أولئك الرهائن في ذلك الوقت كانوا أبناء صفوة المجتمع اليمني ، وهم الذي شقوا دروب الحرية للأجيال اللاحقة ، فهل نجازيهم بهذا الكلام ؟ وهل فعلاً كان الأئمة من آل حميد الدين لا هم لهم إلا أخذ الرهائن من أبناء المشائخ من كافة أنحاء اليمن لممارسة الجنس معهم وانتهاك أعراضهم ؟ إننا مهما اختلفنا مع آل حميد الدين إلا أننا باي حال من الأحوال لا يمكن أن نتهمهم بهذا الإتهام البذيء ، وهل كان أجدادنا من العساكر عند الأئمةلا هم لهم أيضاً إلا ممارسة الجنس مع الرهائن من أولاد المشائخ ؟ \" كبرت كلمةً تخرج من افواههم إن يقولون إلا كذبا \" ، إن هذا الكاتب وأمثاله يمارسون مبدأ الرئيس بوش الذي قال ( من لم يكن معنا فهو ضدنا ) ، وهكذا لمجرد أن العلماء في بلادنا بينوا رأي الشرع في هذا الموضوع فقد تعرضوا لأقذع الكلمات وأضافوا عليهم بأثر رجعي آباءنا الذين كانوا رهائن عند الأئمة والذين هم في الواقع آباء للكثير من المسؤولين والوجاهات الإجتماعية في بلادنا ، لا أيها السادة الأمر أكبر من ذلك الأمر أكبر من تحديد سن الزواج إنها الحرية المطلقة التي ينادي بها الغرب وأذنابه ، هذه الحرية هي التي أوصلت صدام حسين الى حبل المشنقة ، وهي التي أنتجت المأساة الاخلاقية في سجن أبو غريب ، وأظهرت ثقافة البرتقالة في العراق ، وهي التي أظهرت أيضاً المأساة الأخلاقية في جوانتنامو ، تحت هذه الحرية نُستهدف اليوم في ثوابتنا الدينية والوطنية ، وفي نسيجنا الإجتماعي ورموزنا الوطنية لذلك فإنني هنا أخاطب الأخ رئيس الجمهورية والأخوة رئيس وأعضاء الحكومة و الأخوة رئيس وأعضاء مجلسي النواب والشورى والأخوة العلماء الأفاضل والأخوة مشائخ القبائل وجميع أبناء اليمن وأقول لهم هل أجدادكم مجموعة من الشواذ جنسياً كما قال الكاتب ؟ وهل هذه هي الحرية الصحفية التي يطالب بها بعض المرتبطين مع المنظمات والسفارات الأجنبية ؟ هل يرضيكم هذا ؟ إننا سوف نحملكم الحجة أمام الله والتاريخ إذا استمر سكوتكم على هذا الحال ، إنها صرخة نذير وإستغاثة غريق وجد نفسه وقومه وسط العباب تتقاذف سفينتهم الأمواج في بحر الظلمات ، فهو يصرخ في قومه صراخاً ربما انزعج له القليلون ولكنه يخاطب الكثيرون ، خلصوا أنفسكم من الغرق ، أنقذوا ما تستطيعون إنقاذه حتى لا تغرق السفينة ، اللهم هل بلغت ، اللهم فاشهد