غزة تُزلزل قيادة جيش الاحتلال.. قيادات كبيرة تستعد للتنحي عن مناصبها هذه أبرز الأسماء بيع محمد صلاح ضمن 4 خيارات أمام ليفربول لحسم مستقبل الفرعون المصري اختبار جديد يكشف عن السرطان خلال دقائق قيادي حوثي يتحدث عن جولة مفاوضات جديدة مع الحكومة الشرعية أوّل حكم على ترامب في قضية الممثلة الإباحية.. كم سيدفع؟ مؤسسة رصد لحقوق الإنسان تطلق أول تقرير حقوقي وفيلم وثائقي يوثقان جرائم اغتصاب الأطفال في اليمن الاعلان عن دعم أمريكي لـ صنعاء الكشف عن معلومات هامة تؤكد فشل المليشيات في معالجة مشكلة العملة التالفة وأزمة السيولة - لماذا العملة الجديدة لا توجد في أسواق صنعاء ؟ رعب تحركات أمريكية طارئة تطال رأس مشاط الحوثيين والاخير يستنفر اعضاء مجلسه الانقلابي ويوجه إهانات غير رسمية لجناح مؤتمر صنعاء مركز الملك سلمان يقدم مواشي لـ50 اسرة نازحة فقدت معيلها بمحافظة الجوف لتمكينها اقتصاديا
اليمن في خطر حقيقي. فتنظيم «القاعدة» يرى في اليمن جنة، وهو حلم أسامة بن لادن منذ زمن، نظرا لموقعه الجغرافي. وهناك الحوثيون الذين يسيطرون على مناطق حدودية مع السعودية منذ أسبوعين، وبلغ الأمر بهم إلى تهديد السعودية. وأخيرا هناك الانفصاليون في الجنوب.
ثلاثة تحديات لا تستهدف الحكومة اليمنية، فذاك أمر تجاوزه الزمن، بل هي كوارث تهدد وحدة اليمن كله كدولة، كما تهدد أمن السعودية ودول مجلس التعاون جميعا، دون استثناء. فهل فات الأوان لتدارك الكارثة التي تضرب اليمن، وتهددنا جميعا؟
هنا لا بد أن نتذكر أن «القاعدة» ما زالت نشطة وقوية في اليمن، والمعلومات الأمنية الموثوقة تقول إنه نتيجة الأوضاع في الصومال فقد دخل مؤخرا منها إلى اليمن قرابة 160 انتحاريا جاهزا للتدمير والقتل، ويحاولون استهداف ما هو أبعد من اليمن.
وبالنسبة للحوثيين فها هم ينصبون عددا من النقاط المسلحة في الطريق الذي يربط العاصمة صنعاء بمحافظة صعدة، أي نحو 100 كلم عن العاصمة اليمنية، وهم مدججون بمختلف أنواع الأسلحة.
والجنوبيون، ورغم أن فيهم رجال دولة، وعقلاء، فإنهم يتحركون من دون كلل أو ملل، ومن الداخل والخارج، حيث أن عقلاءهم يبحثون عن حلول، بينما هناك متطرفون يبحثون عن الانفصال، وهذا يعني انهيار اليمن ككل، وانبعاث الفوضى فيه، وهذا حلم تنظيم القاعدة الذي لا يعيش إلا على الفوضى.
ولذا نقول إن اليمن أخطر من أن يُترك وحده اليوم، والحلول يجب ألا تكون عسكرية فقط، أو بمساعدات مالية، فالحل الحقيقي في اليمن اليوم هو الحل السياسي، الذي يحتاج إلى شجاعة، ورغبة حقيقية في الحفاظ على اليمن ككل.
وأول تلك الحلول هو موضوع الجنوب، ومن خلال العقلاء فيه، لا من خلال الرضوخ لمتطرفيه، وذلك يتطلب رؤية أوسع وأشمل لحل أزمة اليمن، فإذا ما تم حل قضية الجنوب، فإن قضية الحوثيين لن تكون هي الأمر الكبير، حيث لا يحظون بدعم جماهيري حقيقي في اليمن، بل من شأن ذلك توحيد اليمن ككل ضدهم.
إن البحث عن حلول قصيرة الأجل في اليمن اليوم لن يحل المشكلات، بل قد يعقّدها، فحمل القبائل للسلاح، مثلا، ضد الحوثيين قد يؤجج حربا طائفية، وقد تستفيد منها «القاعدة» لتجنيد المزيد من الشباب اليمني، وهذا لا يعني على الإطلاق التساهل مع الحوثيين، وإنما المقصود هو أنه ما داموا حملوا السلاح ضد الدولة فلا بد أن يأتي الرد من الدولة نفسها وعلى يد قواتها.
ومن هنا فإن حل قضية الجنوب، سياسيا، وإيجاد تصور منطقي، وعقلاني، وعملي، من شأنه أن يحافظ على الدولة اليمنية ككل، ويمنح أهل الجنوب إحساسا بأهمية البقاء ضمن الدولة الأم، ولو بانتهاج اللامركزية، والذي قد يكون الحل المناسب.
إن أزمة اليمن تتطلب تحركا سعوديا، وخليجيا سريعا ومكثفا، برؤية واضحة، وليست تنافسية، كما تتطلب تعقلا من جميع اليمنيين، الشماليين والجنوبيين على حد سواء، وتتطلب كذلك حلولا، بعضها قد يكون صعبا وقاسيا، ولكنها بمثابة الكي كعلاج أخير، حفاظا على الدولة اليمنية، وحفاظا على أمن الخليج قبل أن ينفجر علينا البلاء من جنوب الجزيرة العربية.
*الشرق الاوسط