الاثاث التركي يغزو العالم.. تركيا تجني ارباح مليارية من صناعة الأثاث أسطول الحرية ... يتراجع أمام العراقيل الإسرائيلية ويعلن تأجيل انطلاقه مباحثات عمانية - أميركية لإنهاء التوتر في البحر الأحمر و مناقشة خارطة السلام باليمن نتنياهو يضرب بعرض الحائط بقرارات محكمة الجنائيات الدولية إردوغان يغلي فجأة زيارته للبيت الأبيض بحضور أبناء الشيخ الزنداني. محافظة مأرب تقيم مجلس عزاء في فقيد الوطن والأمة العربية والإسلامية.. وسلطان العرادة وقيادة السلطة المحلية في مقدمة مقدمي العزاء حتى لا تقعون ضحية.. تحذير عاجل من وزارة الحج السعودية افتتاح أول مكتب لصندوق النقد الدولي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هنية ومشعل.. شاهد قيادات حركة حماس تحضر مجلس عزاء الشيخ عبدالمجيد الزنداني إعلان جديد للقيادة المركزية الأمريكية: صاروخ باليستي حوثي باتجاه خليج عدن وهذا ما حدث
كان ينظر إلى تنظيم القاعدة في البداية على أنه مشكلة تخص الأميركيين. قبل تسع سنوات عندما نشط بن لادن وأولاده في أفريقيا والمنطقة العربية، كثيرون كانوا يصرون على أنه حركة مماثلة للجيش الجمهوري الإيرلندي، مجرد مشكلة بريطانية، وبالتالي على الأميركيين تدبر أمرهم مع القاعدة. تلك القراءة، عدا عن أنها غلطة كبيرة، أيضا أصابت معظم دول المنطقة، بل ودول العالم بأضرار كبيرة ولا تزال تمثل الخطر الأكبر إلى اليوم.
الحوثيون في شمال اليمن حالة مكررة، حيث إن أكثر من يتحدث عنهم يعتبرهم إما مشكلة يمنية أو شوكة في خاصرة السعودية، وهي بالفعل كذلك وأبعد من ذلك. الحوثية حركة متطرفة، مماثلة لحركة بن لادن تحمل نفس اللغة والكثير من الطروحات في مانفست مؤدلج يدعو إلى ما وراء جبال صعدة.
قلت إن التاريخ يكرر نفسه عندما استمعت إلى حديث الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، قبل أيام، تحدث عن الحوثيين على أنهم حركة مدبرة من قبل إيران لضرب السعودية، وبناء عليه طالب إيران بألا تستخدم أراضي بلاده مسرحا لتصفية حساباتها مع السعودية. حتى الرجل الذي يعرف تفاصيل التمرد الحاصل في شمال اليمن يريد أن يصدق أنها مجرد عملية شغب موجهة ضد الجارة السعودية. ومع أنها قد تكون بالفعل حركة تمرد صنعت من قبل الإيرانيين، وقبل ذلك بدأت من قبل أطراف عربية، لإزعاج السعودية ضمن تصفية حسابات سياسية، رغم ذلك فإننا أمام تنظيم متطرف مماثل للقاعدة، هدفه ما وراء صعدة والرياض.
وأعتقد أن الرئيس اليمني يخطئ عندما يعتبرها مشاغبة إيرانية للسعودية، لأن الحوثيين يدركون جيدا أن امتدادهم الأول جنوبا باتجاه صنعاء، وهي الأسهل في حربهم، كونهم زيديين، قد يحصلون على تعاطف الأكثرية الزيدية في العاصمة عندما تحين الساعة لدق أبوابها، إضافة إلى أن اختراق الحدود السعودية عملية صعبة فشلت فيها القاعدة رغم عمليات التجنيد الكبيرة بين صفوف الشباب السعودي وتركيزها على الخطاب المناسب للسعوديين فكرا وسياسة.
ولا يعتقد أحد في المنطقة أن الحوثيين أيضا مجرد مشكلة يمنية لأنهم حركة أصولية متطرفة لا حدود لها، وستصل ضرباتها، لو نجحت في اليمن، إلى كل أنحاء العالم. الفكر الحوثي ديني أصولي تكفيري وعدائي للأمر الواقع القائم في المنطقة العربية، وليس موجها فقط ضد نظام صنعاء، رغم أنه المستهدف في البيانات الحالية.
وإذا كانت إيران تضع في صلب سياستها استخدام وتمويل تنظيم القاعدة السني المتطرف، والجماعات الشيعية المتطرفة في العراق، والآن تدعم الحركة الحوثية الزيدية في اليمن، فإنها تبرر بذلك دعم كل الحركات المعارضة لها أيضا، العمل الذي لم يلجأ إليه أحد بعد من الدول الإقليمية اعتقادا منهم أن فتح باب اختراع الحركات الإرهابية عمل لا يخدم أحدا وغالبا يرتد على صاحبه. والحركة الحوثية في اليمن في حقيقة الأمر خلقت تعاطفا سريعا وكبيرا مع نظام علي صالح الذي اكتشف الجميع أنه ضرورة في الزمن الحالي.
*نقلاً عن "الشرق الأوسط" اللندنية