آخر الاخبار

صلاح يحقق إنجازا تاريخيا في الدوري الإنجليزي الممتاز الكشف عن افتتاح خط شحن بحري جديد بين العدو الإسرائيلي ودولة عربية بمشاركة اليمن والسعودية والأردن ومصر وجيبوتي.. انطلاق تمرين «الموج الأحمر 7» لتعزيز الأمن البحري الحكومة اليمنية توجه طلباً عاجلاً للمجتمع الدولي والأمم المتحدة بشأن التنسيق القائم بين الحوثي والقاعدة أمين عام الندوة العالمية للشباب يبدي استعدادهم تنفيذ تدخلات إنسانية وتنموية في اليمن صحيفة صهيونية :فخ استراتيجي يُعد له السنوار في رفح بعد أشهر من الاستعدادات والتعلم تصرف مارب يوميا على كهرباء عدن اكثر من مليار و200 مليون ريال .. قرابة تسعة الف برميل من النفط الخام كل يوم أغلبهم من النساء.. المليشيات تدفع بالآلاف من قطاع محو الأمية للإلتحاق بالمعسكرات الصيفية وصف ابو علي الحاكم بـ «المقروط».. مواطن في صنعاء ينفجر غضباً وقهرا في وجه المليشيات ويتحدى المشاط والحاكم والحوثي لمواجهته شخصياً بالسلاح الشخصي - فيديو صندوق النقد الدولي يحذر.. ويكشف عن السر الذي ابقى الاقتصاد اليمني متعافيا .. رغم كل مؤشرات الانهيار

هرمنا.. هرمنا
بقلم/ عمر سعيد العمودي
نشر منذ: 13 سنة و شهرين و 13 يوماً
الأحد 20 فبراير-شباط 2011 05:15 م

بملامح يكسوها البؤس و الشقاء و القهر الدفين يقول هذا المواطن التونسي البسيط: .... هرمنا ..... هرمنا ..... من أجل هذه اللحظة التاريخية .

أي و الله تلك هي لسان حال معظم الشعوب العربية، مصادرة للحقوق .. تكميم للأفواه بشعارات عنقودية و إن شئت قلت انشطارية، شعارات الخطوط الحمراء و المسيرات المساقة. إذ لا يزال الخطاب السياسي لعشرات السنين يتحدث عن المؤامرة التي تحاك ضد الثورة و الجمهورية و عن أعداء الوطن من الخونة و العملاء و الذين يتربصون به. فحبس المواطن البسيط أحلامه و أماله لعقود حتى يزول هذا العدو المفترض و الذي يتربص بالأمة فعاش عيشة الكفاف و العوز و الفقر و الفاقة و الذل و الخنوع و القهر و الاستكانة بل و كل مرادفات الهزيمة و الانكسار بل ....... و لا يزال فاستمرأ الحاكم الحال فأوغل في البطش و التنكيل بل وتمادى باسم أمن الدولة فأنشأ مختلف الأجهزة الأمنية و أطلق عليها التسميات، كما أطلق يدها تفعل ما تشاء فانتهكت الأعراض و الحرمات بل و إلى باحات البيوت وسترها إلى الغرف الآمنة المطمئنة متجاوزة خلق الإسلام و تعاليمه النبيلة، كما أنشأت تبعاً لذلك المحاكم العسكرية و محاكم أمن الدولة و سنت القوانين الجائرة و المجحفة و قوانين الطوارئ و جمع أحقر القوم و أسند إليهم الأمر فتفننوا في إيلام الناس بأبشع الطرق و أقذرها فطأطأت رؤوس لما يكابدون بل و يرون و يسمعون من بطش السلطان و جلاديه.

كما استحدث جيوش خاصة به لحمايته من شعبة تحرس مواكبه و مهرجاناته و خطاباته فتبلد الحكيم اللبيب فيما يراه وعجز عن النطق الخطيب .

كما أطلق لإمبراطورية الصحف و المجلات و النشرات و القنوات الفضائية و الإذاعية عنانها تسبح بحمده ليل نهار. فانطلق سليطي الألسن في مدحه أشعاراً و كتابات و ندوات و محاضرات برعاية ذو الجلالة و الفخامة و صاحب السمو حتى عزف المواطن العادي البسيط عن سماعها لحجم التضليل المهول و دجله.

 و ماذا بعد ...!

إن الفقر المدقع بجوار شبع مريع تجاوز حدود التخمة لمؤشرات على المدى الذي بلغة الظلم في حق الناس و مع طاعون (الجهل) يقدم الإنسان العربي نفسه قرباناً لإله السلطان .

أي حقيقة أسرد بعد لا تؤكدها مشاهد اليوم المحزنة الموجعة. آلاف المتسولون ومن مختلف الأعمار يبحثون عن قوت يومهم، قضية أخلاقية في المقام الأول بل و الأخير تحسب على السلطان ولا مبالاة أن الفقر لمؤشر دامغ لكل التخريجات و الأرقام الزائفة. مظاهر الإحباط و الإعياء و حالات القلق و الاضطراب و الخوف فالانتحار. شعور لا متناهي باليأس، أبواب مؤصدة للرؤية و التأمل. إن الواقع المعاش بلغ حداً لا يطاق من القهر و التعسف بمصادرة الأحلام بل و وأدها.

 نعم أيها السادة..

أن نسترسل في عد أوجه الفساد لضاق بنا الحال، إنها قواسم مشتركة في نظامنا العربي الحاكم من الأنظمة الأمنية إلى المحاكم العسكرية إلى الجيوش الخاصة إلى قراصنة في الأرض و العرض و طوابير متسلطة من منتسبي الوطنية الجدد و مزاد الكلمة يتصنعون اللباقة ويؤكدون الانتماء لكل مراحل النضال .

أجل .... أجل إنه وضع مقرف و عصيب غير مستصاغ فالحديث عن جور السلطان أمر مرفوض و إلا ...........

أجل و إلا فصكوك الوطنية و التخوين قد تنال منك و من قزم ليس إلا يتمسح بجوارب السلطان ممن يصورون الواقع بعكس ما فيه و مغاير للحقيقة زوراً و بهتاناً طمعاً في رضا السلطان و فتات كرمه.

نعم أيها السادة..

إن لب الأزمة التي نعيشها تتلخص في غياب الإخلاص بكل ما تحمله الكلمة من معنى إلا فيما ندر و لان الشعور بالإحباط ذروة الهزيمة و هو أمر يتيح للولاة العبث بمقدرات الأمة إذا ما استكانت فإن عدم الرضا بإهدار حق أو تقييد حرية تعد خطوة أولى لبداية طريق أظنه شائك و لكنه ليس بمستحيل ليجد الإخلاص أرضاً خصبة ينمو فيها و يكبر ويسود.

لا نزال نحلم كما أننا لم نيأس بعد ...... فخلف الغيوم الشمس مشرقة.