هل هناك فرق بين الجمهورية والوحدة ؟
د: عبدالله الشعيبي
د: عبدالله الشعيبي

الجمهورية والوحدة كلمتان يكثر ترديدهما كلما أشتدت الأزمات في اليمن وبدأت الكلمتان تنطلقان وتتعممان على الرأي العام منذُ العام 1993م حتى باتت تشكلان من الثوابت الوطنية السياسية للنظام اليمني مع الثورة والديمقراطية .

حاولت أكتشاف الفرق بين الثابتين وتحديد الفرق أن وجد وراجعت أحداث اليمن من الوحدة الى اليوم ولكني لم أجد فرقاً بين الثابتين بل أن اقتباسهما وتحويلهما الى ثابتين سياسيين كان من خلال الخطابات السياسية لأحد شركاء الوحدة الذي أنتصر في حرب 1994م وهو الرئيس علي عبدالله صالح والقوى التابعة والموالية له ...فالجمهورية التي أراءها وهي الحالية أنما هي نتاج الوحدة المغدورة بين شطري اليمن التي تمت في 22 مايو 1990م ...أما أذا كان المقصود بهذه الجمهورية تلك الجمهورية التي كانت قبل الوحدة ولكن أي جمهورية ؟ جمهورية الشمال أم جمهورية الجنوب وهذا ما يجب التنبه له كي لانكرر المعاني والمفردات ونشغل الناس في أمور خارج نطاق الواقع بحيث لانكثر من الشعارات والثوابت المقدسة والتي تغفل كتاب الله ( القران الكريم ) كثابت مقدس ووحيد .

ونكتب اليوم عن هذه الكلمتين بعد ان اصبح الكل يردده ويربط الحل لكل الأزمات من خلال الألتزام بها حتى لو أنه كان يفترض تأسيس نظام جديد بعد قيام الوحدة مباشرةً وعلى انقاض النظامين الشطريين بدلاً من البقاء عليهما والأخذ بالأحسن كما جاء في البيانات السياسية للشركاء وخطاباتهما ولكن الواقع يقول أنه لم يتم الأخذ بالأحسن .ولذا فلم نجد اي فرق واذا كان هناك ثمة فرق فنتمنى أن نعرفه ونقتنع به .

من حقنا أن نخاف لما بعد التنحي في حالة غياب الفعل 

كثيراً ماتحدثنا وطالبنا بأن الضمانة الوحيدة لأي بلد هي ( دولة النظام والقانون ) وقبل 6 سنوات كتبنا عن تخوفاتنا عن الوطن بعد الرئيس علي عبدالله صالح الذي أختزل الواقع اليمني بشخصه وأفرغها من الشخصيات المنافسة والقوية وكان هو الوحيد المنافس للرئيس علي عبدالله صالح .

وطالبنا مع أنطلاقة ثورة الشباب السلمية وبعد نجاح ثورتي مصر وتونس أن تقتنص اليمن الفرصة في أطلاق رزمة من الأصلاحات السياسية أساسها قيام انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال ثلاثة أشهر وتشكيل حكومة وحدة وطنية ترعى هذه الأنتخابات بدلاً من المماطلة والمعاندة والمكابرة والتمسك بالشرعية الدستورية التي لم تتحرك بسقوط الشباب الذين خرجوا ورفعوا مطالب من حقهم وهي ضرورية وتنطلق من ضرورات التغيير التي يتغنى بها الجميع .

وقد تطرح أفكار عن التخوف لما بعد الرئيس صالح ومن حق اصحابها ان يخافوا من القادم وبصراحة أنا قبل سنوات كنت متخوف وسبب خوفي هو أن الشارع السياسي كان فارغ من الفعل وشرعية الفعل ولكن ما أن انطلق الشباب اليمني بثورتهم السلمية حتى زالت مخاوفي لأن البديل موجود وهو شباب الثورة وليس قوى السلطة والمعارضة التي فشلت بفعلها وفقدت شرعيتها ... ومن هنا فلا خوف علي اليمن بعد الرئيس وهل أنتهت اليمن بعد أسقاط الحكم الأمامي في صنعاء عام 1962م وخروج بريطانيا من عدن عام 1967م ؟ وكلما ضيقنا على طموحاتنا و أحلامنا كلما قل أحترامنا للأنسان اليمني وهذا يخالف طبيعة الحياة وسنن الكون في التغيير والبناء... ونقول لا معنى للخوف مادام الفعل موجود نقصد بالفعل الثورة واي تحديات ستواجه البلد بعد التغيير والتنحي فهي طبيعية نتيجة لتراكمات طويلة ومعقدة في التركيب ولكنها قابلة للحلحلة مع ثبات أرادة التغيير وبناء دولة النظام والقانون .

الوطن يتقدم بارادة كل أبناءه وليس بأرادة شخص واحد أو حزب معين وهذا مايجب ان يستوعبه جميع أبناء الوطن بعيداً عن لغات الأقصاء والتخوين .

وظائف أم توظيف ؟

واخيراً تم الأعلان عن اسماء تم أختيارها للتوظيف والرقم المعلن من قبل وزارة الخدمة المدنية كما قيل جاء تنفيذاً لوعد الرئيس صالح بفتح باب التوظيف وأكتشفنا أن منهم شباب من خريجي التسعينات فلماذا لم يتم توظيفهم حينها ؟ ومن الذي أغلق باب الوظائف والسبب ؟ وقد يقولون أن السبب عائد لانعدام الموارد المالية الكافية ؟ فكيف توفرت الان وهل لها أسباب سياسية ؟ نعم السبب سياسي بدرجة أولى وشكراً للثورة لأنها أبطلت السبب والعجب .

في كل سنة لابد ان تكون هناك وظائف وليس توظيف كي لايكون التوظيف على أساس سياسي وحزبي ... والوظائف تكون حسب حاجات مؤسسات المجتمع ولكن كيف يمكن تحقيق ذلك والأزدواج الوظيفي شغال على أخره ووصل الأمر أن تكون هناك أكثر من وظيفة لشخص ما وبالتأكيد هذا شخص مميز وسمعنا وقرانا عن شخص معه 32 وظيفة أكثر من عدد أيام الشهر وعندما أكتشف الرجل تم أستدعائه وأختيار أي الوظائف التي تناسبه وهذا كما يبدو شخص مميز وواصل وممكن لو قبضوا عليه وحققوا معه فلن يجدوه مناسباً لأي وظيفة ثم يقولون أن الأمور مستتبه وكل شئ تمام . نفسي أسمع مبررات عدم التوظيف سابقاً والان ومن غير منحها الشخصنة وجعلها مكرمات وليست حقوق طبيعية وشرعية لكل مواطن يسعى للوظيفة العامة .

لو كانت الوظائف المعلنة قائمة على خطة فليس من حق احد الأعتراض ولو أنها من أجل التوظيف الحزبي والسياسي فلن تنفع ولن تثمر عن فوائد أيجابية تذكر للعملية التنموية بل أنها قد تقود الى نتائج سلبية ومكلفة . 

تغيير النائب العام مع وظيفة النائب العام

صدر قرار رئاسي بتنحية النائب العام الدكتور عبدالله العلفي وسبب تنحيته هو أنه أراد أن يكون موظفاً عاماً ويوظف وظيفته ويسخرها من أجل الصالح العام بينما غيره يريدوه موظفاً يوظف وظيفته لخدمة مصالحهم ... يعني أن التغيير شمل شخص النائب العام الدكتور العلفي أضافةً الى وظيفة النائب العام ... لا عليك يادكتور فأنت الرابح ولا تحزن بل افرح .

قناة الجزيرة وصناعة الثورات

 مع أني متابع دائم لقناة الجزيرة ولي تحفظات على بعض توجهاتها لكني لا أعاديها واخاصمها مجرد أني أتحفظ على بعضاً من توجهاتها ولااقبل أن نلقي عليها كل شئ يحدث في البلاد العربية في العصر الراهن وكأنها بلدان خالية من المشاكل والأزمات والأستبداد والفساد والقهر والتخلف والظلم ، العداء العربي الرسمي للجزيرة هو عداء للحرية والديمقراطية و الشفافية الأعلامية ولو كانت منقوصة في توجهات الجزيرة .

 العداء العربي الرسمي للجزيرة لمحاولتها أن تصنع من دولة قطر دولة عظمى وهي أصغر دولة عربية من حيث السكان والمساحة ، اقول ربما ذلك مقارباً لجزء من الحقيقة، فما العيب من ذلك وهل ذلك حرام على قطر وعلى قناة الجزيرة ؟ ثم كيف نسوا او تناسوا أن دويلة اسرائيل العدوانية بدأت صناعتها من الأعلام ؟ طيب اين هي تلك الدول العربية الكبيرة وملايينها وكوادرها ومبدعيها التي لم تتمكن من صناعة قناة فضائية تنافس قناة الجزيرة ؟ كيف فشلت تلك الدول ونجحت قطر الصغيرة ؟ نعم قطر صغيرة وغنية وتملك سياسة خاصة بها تثبت بها نفسها على الساحة العربية والدولية فلماذا الحنق والزعل والعناد من قناة الجزيرة ؟ لماذا لايتحول هذا العداء والحنق الى تأسيس قناة فضائية عالمية وتفتح ملفات قطر لو كانت لديها ملفات تستحق المتابعة ؟ .

قناة الجزيرة أثارت حنق كما يبدو كل أطراف النظام العربي الرسمي وناصبوها العداء كما ناصبوا دولة قطر العداء والحنق والأبتزاز ، وتكشفت عورات النظام العربي الرسمي في سياستها تجاه قناة الجزيرة التي هزمت الأعلام الأمريكي بملاحقتها لتطورات الأحداث العربية الأخيرة ... لقد اكتشفنا أن قناة الجزيرة هزمت التوابيت الأعلامية العربية التي ظهرت بأنها اضعف من بيوت العنكبوت حينما قامت وأنتصرت الثورتين التونسية والمصرية بينما نظاميهما السابقين كانوا يتهمون الجزيرة بالوقوف وراء تلك الثورتين وهذا للأمانة نعتبره شرفاً ووساماً على صدر الجزيرة لو أن ذلك حقيقي ... يعني الجزيرة هي من أخضعت اطراف النظام العربي الرسمي لتقديم التنازلات تلو التنازلات من الأصلاحات والترقيعات التي كانت مرفوضة في الأمس ؟ ... يعني أن الجزيرة قاربت لهموم الشعوب العربية وأخافت طواغيت الفساد والأستبداد فألف مليون مبروك لقناة الجزيرة ومزيداً من التألق والأبداع نحو خدمة الشعوب العربية . ثم وهو الأهم أين هي الثورات العربية السابقة ومن خطفها ومن عدل من مسارها وهل تستحق ان تستمر بعد ان ظلت طريقها ؟.نعم أن الذي عجز هو مشروع تلك الثورات لإنها أرادت ان تستمر بعواجيزها ومشاريعها الفاشلة والمتخلفة وقد اصاب الشباب العربي بالخروج للمطالبة باسقاط انظمة تلك الثورات المخطوفة كي لايستمر العرب يحكمون من قبل الخاطفين .

حكمة خيانة المشترك والأشتراك في الحكومة

 الحكومة اليمنية تتهم أحزاب اللقاء المشترك بوقوفهم خلف الوضع المتأزم في اليمن ويرتكبون الجرائم بحق الشعب والوطن ... هذا أتهام يقود الى مقصلة الأعدام من واقع الدستور اليمني والقوانين اليمنية ... أليس كذلك ؟ ... فتدخلت دول أقليمية ودولية لحلحلة الوضع المتأزم في اليمن وتوصلت الى حلول قاربت بين الحكومة وأحزاب اللقاء المشترك وأخيراً وافقت الحكومة ووافقت أحزاب اللقاء المشترك على المبادرة الخليجية الأخيرة مما يثير السخرية لدى عامة الناس عن سبب تراجع الحكومة في مواقفها من اللقاء المشترك وقبلت الجلوس والمشاركة في حكومة وطنية جديدة ... هل للحكمة اليمنية دور في ذلك ... أذن هل ستنجح هذه الحكومة بتركيبتها الجديدة لو تم التوافق عليها ؟ . سأجيب بلا وبيننا الأيام .

 تجليات بالأحمر 

 (( الأهداء الى اطراف النظام العربي الرسمي ))

 أرحلوا اليوم أو غداً فأنتم من دون شك راحلون 

أرحلوا فسوف تبقى الأوطان من دونكم وتنموا من دونكم

أرحلوا وسترون كم كانوا الشباب صادقون مع كلمة أرحل

أرحلوا بسلام أو انتظروا قاعات المحاكم

ارحلوا ولاتكابروا ولاتعاندوا فما انتم عليه مادام لسابقيكم

أرحلوا واعلموا أن امريكا ليس لها أمان

ارحلوا وتنازلوا لشعوبكم بدلاً من الخضوع لحليفتكم امريكا

وان لم ترحلوا بسلام فصدقونا أنكم مرحلون بارادة شعوبكم

وافهموا قبل أن تفهموا معني الرحيل أو أمشي

*كاتب وباحث يمني
في الجمعة 06 مايو 2011 06:46:19 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=10142