يا شباب ثورة اليمن لقد آن الأوان
فاطمة الأغبري
فاطمة الأغبري

أن نخرج من منازلنا ونتخذ من ساحات وميادين التغيير مكانًا للمطالبة بحقنا في التغيير السلمي والمتمثل بإسقاط النظام لهو أمر ليس بالسهل وهو تحرك ليس ببسيط؛ كونه مطلب يحتاج إلى إيمان قوي بضرورة تحقيقه مهما كان الثمن.

اليوم في ساحات التغيير هناك العديد من الشباب بمختلف الأعمار والفئات تركوا قراهم وأهلهم وأعمالهم وتوجهوا ليناضلوا لأنهم وجدوا بأن ذلك هو الطريق الأمثل للتخلص من هذا النظام بعيدا عن استخدام السلاح اللغة الوحيدة التي عرف بها الشعب اليمني والتي انتهت عندما خرج الشباب بصدورهم العارية يواجهون الرصاص الحي وغيرها من الأسلحة الثقيلة التي استخدمها النظام ليقضي بواسطتها على هؤلاء الشباب وعلى ثورتهم السلمية الطاهرة من كل النجاسات.

عمومًا, ما يهمني في هذا الموضوع هو حالة الركود الواضحة التي أصيب بها شباب الثورة خصوصا بعد حادثة جامع النهدين فهناك من الشباب ومع الأسف الشديد اعتقد بأن ما حدث في ذلك اليوم هو انتهاء لثورة واعتبر سقوط علي صالح بتلك الطريقة هو سقوط لكل النظام وهذا مع الأسف اعتقاد خاطئ؛ لأن هدف الثورة الأول هو إسقاط النظام وعلينا أن نعي ماذا يعني إسقاط النظام.. إسقاط النظام هو إسقاط الرئيس وكل من حوله وها أنتم ترون في ظل حالة الركود التي نعيشها ما يقوم به أحمد علي من أعمال قذرة بغية منه في أخذ كرسي الحكم والعودة باليمن إلى الحكم العسكري الذي خرجنا من أجل إسقاطه, ودفعنا ثمن ذلك العديد من الشهداء الذين يتساقطون الواحد تلوا الآخر في جميع محافظات الجمهورية.

أنا لا أنكر بأن، هناك العديد من الثائرين والثائرات لا يعجبهم الوضع الحالي وهم يسعون جاهدون من أجل تحريك الساحة, وقد بدءوها بالمسيرة التي نفذوها في 7/6/2011 إلي منزل عبد ربه هادي والتي كان مرتب لها من قبل الشباب الذي مل من حالة النوم التي تعاني منه الساحة وقد طالبوا من خلالها بضرورة تشكيل مجلس انتقالي وهناك اتخذوا من الشارع مكان لهم لمدة 24 ساعة ولولا قيام عسكر زعيل بالاعتداء على اعتصامهم وتفريقهم بالقوة لغرض لا يعرفه سوى من دفعوا بهم إلى فعل ذلك العمل المهين في حق الثوار.. على كل حال أنا لا أحب الخوض في هذا الموضوع؛ لأنه بصراحة مؤلم بالنسبة لي, ومن خلال هذه المقالة أود التحدث عن العديد من الشباب الذين ومع الأسف ما زالوا ينتظرون الإملاءات عليهم, إما من قبل أحزابهم أو المجموعات التي ينتمون لها, فما نمر به اليوم يجب أن لا نظل أمامه صامتين لا نملك سوى الكلام أو الجلوس داخل الخيم لتخزين أو الجلوس أمام المنصة للغناء والرقص.. هذا كله لم يعد مجدٍ لشيء, فنحن الآن بدأنا ثورتنا الحقيقية وعلينا أن نعمل ونبتعد كل البعد عن الكلام وعن الذين يتخذوننا مجرد أدوات لضغط وللوصول إلى أهدافهم التي يريدون تحقيقها نحن الشباب اليوم وأبناء هذا الشعب من الشرفاء أصحاب الحق في التغيير, وعلينا أن ننتهز هذه الفرصة ونحقق ما لم تستطع أن تحقيقه الأحزاب السياسية طيلة تواجدها في ظل النظام الديكتاتوري.

على الشباب اليوم أن ينهض من سباته العميق ويبدأ بالعمل. هذا كل ما نحتاجه في الوقت الحالي لتحقيق أهداف ثورتنا علينا ومن أجل هذا الوطن ودماء شهدائنا التي ذهبت أن نقف جميعًا يدًا واحدة ولا نجعل لانتماءاتنا الحزبية وغيرها أن تقف أمامنا علينا أن نتعلم الدرس من إخواننا في مصر الذين نسوا في وقت ثورتهم كل شيء, المذاهب والأديان وكل شيء, وركزوا على هدفهم الأساسي؛ وهو إنجاح أهداف ثورتهم دعونا نتعلم بأن الوطن هو همنا الأول والأخير وأن المصالح الشخصية يجب أن ترمى خلفنا. وعلى الأحزاب السياسية أن تكون داعمةً لإنجاح الثورة وليس حجر عثرة.


في الثلاثاء 05 يوليو-تموز 2011 06:43:29 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=10927