إقطاعيو اليمن الجديد
د.رياض الغيلي
د.رياض الغيلي

مأرب برس – خاص

فاشقستان .. منصورستان ... باشاستان : ليست هذه جمهوريات آسيوية كتلك التي نعرفها ، بل هي إقطاعيات خاصة !!

أين تقع ؟!!

في (اليمن الجديد) !!

وفي أي عهد قامت ؟!!

في عهد (المستقبل الأفضل) !!

ومن الذي يحكمها ؟!!

يحكمها إقطاعيون خارج نطاق الدستور والقانون ، يتصرفون في شؤونها وفق مصالحهم الذاتية ، ويسوسون رعاياهم وفق ثقافتهم النازية ، لا يطالهم نظام ، ولا يردعهم قانون ، ولا يزجرهم شرع ، و لا يوقفهم عرف .

إقطاعيون تجاوزوا كل شرع ، وتعدوا كل حد ، وداسوا كل عرف ، وانتهكوا كل تقليد .

إقطاعيون لا يميزهم شيء سوى جهلهم وحماقتهم ، وهتافهم بحياة الرئيس ، وسوقهم للناس بالقوة إلى صناديق الاقتراع في مواسم الانتخابات ، ونفاقهم أمام ولي الأمر الذي بيده زمام الأمور ونظام الحقوق وقوام الحدود ، والقطب الذي عليه مدار الوطن ، حمى الله في البلاد ، وظله الممدود على عباده ، الحصن الذي يمتنع به حريمهم، وينتصر به مظلومهم، وينقم عبه ظالمهم، ويأمن به خائفهم‏.‏ إقطاعيون استغلوا حاجة السلطان إليهم بتركيع العباد ، وتخضيع العباد ، فأصبحوا دولاً داخل الدولة ، يأمرون وينهون و يرتكبون الحماقات والجهالات دون رادع أو زاجر ، وصدق الشاعر : 

لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا جهالهم سادوا

إقطاعيون أقل ما يمكن وصفهم به أنهم (وضعاء) ، وقديماً قال الحكماء : الشريفُ إذا تَقَوى تواضَع والوَضيع إذا تقوَّى تَكَبَّر‏.‏ رحمك الله يا عمر !!

رحمك الله يا فاروق الأمة !!

ترى ماذا كنت تصنع لو بلغك أن أحد رعاياك تعرض لما تعرض له حمدان درسي على يد الفاشق في إقطاعية (فاشقستان) ؟ وليت شعري ماذا كنت تصنع لو بلغك أن أحد الإقطاعيين قام بتهجير عشرات الأسر المغلوبة على أمرها من منازلها وقراها ، في جعاشن (منصورستان) وكأننا في إسرائيل أو الصومال ؟ وليت شعري ماذا كنت تصنع لو بلغك أن إقطاعياً آخر يقوم بحبس رعايا اليمن الجديد في سجون خاصة من الحديد المصفح في إقطاعية (باشاستان) ؟ ليت شعري ماذا كنت تصنع بهؤلاء الوضعاء الذين ليسوا صحابةً ولا تابعين ، ولا غزاةً ولا فاتحين كعمرو بن العاص ؟ ورعاياهم ليسوا ذميين ، ولا يهوداً ولا نصارى ، ولا أقباط ، بل مسلمون موحدون ؟


في الخميس 01 فبراير-شباط 2007 10:22:11 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=1095