سعادة اللقاء المشترك ... المحترم ! بعد التحية
علي بن عبدالله

لا أجيد التملق ... لأني كنت غائبًا في الصف الرابع الابتدائي , في حصة التملق , ولا أعرف التزلف ... لأني كنت نائمًا في حصة التزلف , ولا أحسن الكذب لأني أبي رحمه الله تعالى , قال لي: من يكذب سيدخل نار جهنم , وهذه الأيام تقول أمي : من يكذب يدخل في الفاضية اليمنية ( الفضائية ) وقناة سبأ , ولست قاضٍ في محكمةٍ ابتدائيةٍ أو استئنافٍ , حتى أصدر حكمًا عليك أيها اللقاء المشترك , كما أني لست على ضفاف البحر , أؤلف كتابًا في فضائلك وإنجازاتك , ومن المؤكد أني لست جلادًا أسرد مساوئك وسلبياتك .

ولست ماهرًا في الصمت الطويل , لأني أول ما سمعت في الدنيا , قول أبي في أذني اليمنى , الله أكبر الله أكبر ... إلي آخر الأذان , ثم صمت قليلًا وأقام الصلاة في أذني اليسرى , وقد حان الآن وقت الإقامة أيها اللقاء المشترك .

وأنا باختصار تام بليغ أيها اللقاء المشترك , إن كان يهمك من أنا ...!

أنا أحد شباب الثورة السلمية , خلفتُ متاع الحياة , وقتلتُ اليأس , وذبحتُ الخوف , وأحرقتُ الصمت , وقطعتُ آلاف الأميال , لأكون مع أهل التغيير , فلوّحتني الشمس , وأرجفني البرد , وبللني القطر , وصفعتني الريح , وكواني الهجير , وزلزلني دمع الأمهات , وعصف بي دم الشهداء , وجرعني أنين الجرحى .

أنا أيها اللقاء المشترك ...!

من يغرد النظام باسمي , ومن تقاوم المعارضة باسمي , ومن يتفاخر الصامتون باسمي , ومن تزلزل الساحات باسمي , ومن ... ومن ... كلكم تهتفون له , نحن مع الشباب ونحن مع ثورة الشباب , والثورة هذه ثورة شباب .

لكني أغمض عيناي فلا أرى إلا ... نظامًا كاذبًا , ومعارضة تعكس الوجه الآخر للنظام , والصامتون أراهم اليوم يسألون مثلي ... أين هم الشباب ...؟ وأين هي ثورة الشباب ...؟

أيها اللقاء المشترك ... ثورتنا ليست ثورة خبز وماء فقط , ثورتنا ثورة كرامة وحرية وأمانة ثم خبز وماء ودواء .

إن إقصاء الآخر , ورمي التهم عليه, وفقده لمكانته , واضمحلال حريته , وتلاشي كرامته , والحديث باسمه, والكذب باسمه , هي التي أخرجتنا قبل أن يخرجنا الفساد المعتق في كل أجهزة الدولة .

أيها اللقاء المشترك عفوًا ... رضينا بالهم والهم ...!

بدأنا نشعر بأن الثورة أضحت كعلبة فول تسرق منا , فأعمينا أعيننا حتى لا نشق الصف , ولا تؤتى الثورة من حرصنا, ثم طالبنا بتشكيل مجلس عام لشباب الثورة , فقيل لنا أنتم موساد وأمن قومي , فخطفنا وضربنا وشتمنا , فشربنا الألم صامتين , حتى لا نشق الصف , ولا تؤتى الثورة من حرصنا, ثم زاد إصرارنا على تشكيل مجلس عام لشباب الثورة , تكون فيه الأحزاب تابعة لا قائدة , فقيل لنا لا يؤمن بوجود الأحزاب في الساحات , سوى جاهل أو أمن قومي , ففررنا من طاولة الحوار الغير عادلة , حتى لا نشق الصف , ولا تؤتى الثورة من حرصنا .

كنا ثورًا في الثورة من خارج الحلبة , ولم نحصل على التداول السلمي للميكرفون , فجعلنا من خيامنا منصات , ومن نوافذنا مكبرات صوت , حتى لا نشق الصف , ولا تؤتى الثورة من حرصنا.

ومع كل ذلك رضنيا بالهم والهم لم يرض بنا ...!

فلم نجد منك أيها اللقاء المشترك , بعد انضمامك للثورة السليمة , ما يثلج الصدر ويوسعه , وما يجعلنا ندافع عنك في مجالسنا وحواراتنا ولقاءاتنا , بل على العكس , تشوهت صورة ثورتنا , وأنت السبب الأول والرئيس الذي حول ثورتنا إلي أزمة للتداول .

أيها اللقاء المشترك ... بعيدًا عن نجاح الثورة وفشلها وأسباب تأخر أهدافها ...!

ماذا صنعت أنت وحلفاءك من الغرب والخليج والسعودية لـ25 ميلون نسمة , والجلاد يفرض سطوته , ويستعرض عضلاته بعقاب جماعي , فلا غاز ولا بترول ولا ديزل ولا كهرباء ولا ثورة نجحت ...! بل إجازات مفتوحة بلا رواتب .

وأما الأمن فوالله إنا أأمن منك , رغم أن أصوات الرصاص لا تفارقنا , فقد أعتدنا عليها وألفناها وألفتنا , ذلك أننا لم نمكر ولم نخادع ولم نساوم على دم الشهداء , ها أنت في شهر كامل ويزيد , وأنت تراوح مكانك في تشكيل المجلس الانتقالي .

فاتق الله في شعب اليمن فإن الله يمكر بالماكرين ,,,!

التوقيع

شباب الثورة السليمة

بـقـلـــم

علي بن عبدالله الدربي

 
في الخميس 07 يوليو-تموز 2011 07:59:31 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=10953