ليتهُ ما استجاب
معاذ محمد الجنيد
معاذ محمد الجنيد

* إلى وطني الذي يهُده سخاؤهم.

كفاكِ جوداً فوقنا يا سحابْ

شحي ففي بعض السخاءِ الخرابْ

لا تحرمي الجدران بخل السما

واطوي يداً بالجود تطوي الرقابْ

أتدعينَ الغيثَ رُحماً بنا

وأنتِ تجتريننا للصعابْ

ظُلماً تُبيدين البيوت التي

شاختْ لتُحيين الرُبى والهضابْ

فتُضحكين الأرض حتى البُكا

وترحمين الناس حتى العذابْ

ما ضرُّ كسرى منكِ في قصرهِ

لكنما بيت النبي من تُرابْ

إن كان للإسمنت ذنبٌ فلم

يحصُد سوى الطين البريء العقابْ

فما الذي تخشين بوحي لنا

ومن هو الأولى بنا أن يُهابْ

إن ناطحتكِ الشامخات البُنى

جازيتِ ظُلماً ناطحات الرقابْ

دورٌ حواليها يدورُ الردى

إن مرَّ غيمٌ أو تمشّى ضبابْ

تُقاومُ الأضواءَ لَكنها

أوهى احتمالاً من بيوت الثِّقابْ

وأنتِ تسعين اجتياحاً لها

مجنونةً من كل سقفٍ وبابْ

أتُغريَ الماءَ الشقوقُ التي

تُبدي تجاعيد انهزام الشبابْ

أنمدحُ الكفَّ العظيمَ العطا

أم نُرثيَ الموتى جُناة الثوابْ

كم قريةٍ ظمأى دعتْ ربَّها

أمطرتِ .. قالت ليتهُ ما استجابْ

ومؤمنٍ صلى ليُسقى.. غدا

مستنجداً منكِ بأهل الكتابْ

إن لم يمُتْ وردٌ بها من ظمأ

مات ارتواءً خانقاَ وانسكابْ

يا غيمةً روَّتْ جذورَ الردى

تبسَّمتْ من بين مليون نابْ

صاغت لنا من دمعها قصةً

تُبدي بها صدق ادعاء السرابْ

تسوقها ريحُ الشمال التي

ما عودتنا حمل ما يستطابْ

أتستغلينَ تلظِّي الثرى؟

تُرغبين الزرع فيك اغتصابْ

ليستبيحَ الوحلُ روحَ الندى

ويصبح العصفور صيد الغرابْ

مازلتِ تروينا سخاءً كما

نسقي الأضاحي نفتدي بالشِّعابْ

نحرُسُها من جوع ذئب الفلا

ونحنُ يوم النحر نحنُ الذئابْ

فأيُّ فضلٍ تدَّعيه السما

وأي خيرٍ في رؤوس الحِرابْ

شُّحِّي .. فما صلى بنا أحدٌ

ولم نكن مستعجلين العذابْ


في السبت 13 أغسطس-آب 2011 03:35:01 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=11312