ضحايا الطابور الخامس
محمد عزالدين الحميري
محمد عزالدين الحميري

 ثورتنا شبابية ليس لها علاقة بالأحزاب . ومنذ أن دخل الأحزاب الى الساحات انتهت الثــورة الشبابية . وعلى اللقاء المشترك أن يدع الساحات وشأنها فهو الوجه الأخر للنظام . وكـذلك أولاد الأحمر لما انضموا للثورة خرجت الثورة عن مسارها الشبابي فلا فرق بين أولاد الأحمر وبين علي صالح . أما انضمام اللواء علي محسن الأحمر مع معسكراته الى الثورة فغير مرحب فيه لأنه أحد أركان نظام صالح طوال 33 سنة ............... الخ

كل هذا لموااااال الطويل الذي كَرَّسَ إعلام نظـام صالح على نشره والتركيز عليه وكذلك نفس الدور كان ولا زال يقوم به أفراد الأمن القومي ( الطابور الخامس ) الذين تم زرعهم في الساحات . وكانت مهمتهم الرئيسية هي إثارة الشباب المستقل ضد أطياف الشعب الحزبية والعسكرية والقبلية التي انضمت للثورة . وطوال الشهور الماضية والطابور الخامس يوغـل صدور الشباب تراةً ضد المشترك وتارة ضد أولاد الأحمر وتارة ضد علي محسن الأحمر ومعسكراته . حتى يتسنى له تفتيت أطياف الثورة . وخلق ثورات داخل الثورة نفسها. كي تتحول الثورة التي كانت بجميع أطيافها ضد النظام الى" ثورة شباب ضد المشترك " وثورة شباب ضد بيت الاحمر" وعندها تتفتت الثورة وتتشضى ويتم شحذ حماس الشباب للوقوف بقوة ضد المشترك وضد القبيلة . حتى تتراخى أوتار الثورة ويبقى الشباب منفردين فيتم سحقهم ووأد ثورتهم بسهولة . وعندها تنتهي الثورة وينتصر الطابور الخامس بجدارة ونرجع من جديد ( مالنا إلا علي ) وللأسف أن هذه الخطة تقبلها مجموعة من شباب الساحات . وانطلت عليهم اللعبة وسقطوا في الشِّرَاك بحسن نية وأصبح همهم الوحيد هو المشترك !

 فبدلاً من توحيد الجهود وتسديد الضربة القاضية لحسم الثورة تجد من الشباب من يهاجم المشترك بنفس اللغة التي سوقها إعلام الأمن القومي ( الطابور الخامس ) دون أن يشعروا .

 وهنا لانشكك مطلقا بنوايا الشباب الثائر فهم ينطلقون من منطلق الهم الوطني الثوري . إلا أنهم لم يفطنوا لخطورة ما يقومون به . وان هذا يسجعل الثورة تنحرف عن مسارها وتنشغل بشأن آخر غير الهدف السامي الذي خرجت من أجله . بينما النظام نجده يوحد كل جهوده لالتقاط انفاس جديده وهذا مالا نتمناه .

وكلامي هذا لايعني بحال من الأحوال أن اللقاءالمشترك وأولاد الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر ملائكة . أبداً هم لهم فضل كبير بانضمامهم للثورة واحترامهم لأهداف ثورة الشباب . ولكن ما أعنيه هو أننا في خندق واحد ومجمعون على هدف واحد وهو إسقاط النظام وإقامة نظام مدني ينتخب له رئيس مدني محدود الصلاحيات لا يكون من العسكر ولا من المشايخ . فلابد لنا جميعا من غض النظر عن بعض الخلافيات التي لاتفسد للود قضية ونسكت كل من أراد أن يشق الصف الثوري ونستعيد كل من سقط ضحيةً لدسائس الطابور الخامس .

 وثورتنا اليمنية ثورة شعب كامل بكل أطيافه وأحزابه وقبائله ومؤسساته . صحيح أنها انطلقت من روح الشباب الثائر ومن حسن حظها أنها تتمتع بقدرة قوية استقطبت الأحزاب السياسية والقبائل اليمنية والكثير من القادة العسكريين الذين كانوا طول 33 سنة مع النظام . وهذا من ميزات الثورة اليمنية التي احتوت كل الأطياف اليمنية واستطاعة تفكيك النظام لصالح الثورة . فلتستمر كما هي ثورة شعب كامل بكل أطيافه وفئاته . وليتفطن بعض الشباب الذين أصغوا كثيرا لإعلام الطابور الخامس أن عليهم أن يُسكِتُوا هذه الأبواق السلوليه التي تريد النيل من شباب ثورتنا المجيدة . وأن نتحد جميعا شباباً وأحزاباً وقبائل وعسكر حتى نجهز على ما تبقى من النظام المنحل ونقيم الدولة اليمنية القادمة التي من أجلها أُشعِلت الثورة ومن أجلها قدمت التضحيات .

أيها الشباب الثائر . وأنتم أدرى مني بكل ماقلته في مقالي ولكن كوننا في خندق واحد لايمنع أن يأخذ بعضنا بيد بعض وينقد بعضنا بعضا نقداً بناء راقياً وينبه بعضنا بعض لما فيه المصلحه العاامة وقديما قال الأعرابي :

تأبــى العصــي إذا اجتمــعـن تكســـرا وإذا افترقــن تكســـرت آحـــــاداً

فكثير من الشباب ناقشوني حول المشترك والقبائل والتخويف من ما بعد الثورة واجد من هؤلاء الشباب أمرين :

1. انطلاقهم في هجمومهم على المشترك من منطلق الصدق والإخلاص والخوف على الثورة والوطن .

2. تأثر خطاب هؤلاء الشباب بإعلام الطابور الخامس دون أن يشعر الشباب خطورة ذلك .

وأنا على يقين بأن نية الشباب صادقة ولكن النية وحدها لاتكفي لابد مع النية من الحذر وأخذ الحيطة من خطابات أبواق الأمن القومي ( الطابور الخامس ) وحتى الرئيس المخلوع نفسه في أكثر من خطاب حاول أن يغازل الشباب من خلال هذه اللغة والهدف هو نفسه . تفتيت الثورة وبث الفرقة بين أطياف الثورة . ولكن أنا له ذلك 

يا شباب الثورة : قالها عمر بن الخطاب قديماً ( لست بالخب ولا الخب يخدعني ) فالطيبة الزائدة لاتكفي بل الطيبة الزائدة قد توصلنا إلى السذاجة . فحين نستمع لأحد هذه الأبواق السلوليه التي تنعق بنعومة لتقترب من الشباب الثائر . لتقول لهم . نحن مع التغير . نحن مع مطالبكم . نحن معكم في كل شي ولكن لابد ان تقفوا ضد المشترك . يجب أن لا تسمحوا للأحزاب بسرقة ثورتكم ..... الخ

كل هذه الأساليب وإن كان ظاهرها الرحمة وحسن النية وتفَهُم مطالب الشباب "على حد زعمهم " إلا أن باطنها مليء بالخبث والنوايا القذرة .والتي مع الأسف انزلق فيها بعض الشباب بحسن نية . 

فرسالتنا لـــ ( الطابور الخامس ) لن تنالوا من عزائمنا فثباتنا هو من سيوهن عزائمكم . ولكن تنطلي ألاعيبكم علينا فالشعب قد شب عن الطوق ولن تدغدغوا عواطفنا فلم نعد سُذَّج نفرح بوعودكم الكاذبة الخاطئة ولن تمزقوا مكونات ثورتنا فبراكينها ستحرق كل من حاول المساس بها . فثورتنا ماضية بإذن الله . وطابوركم الخامس لامحل له من الاعراب .

ddmy7@hotmail.com 


في الخميس 15 سبتمبر-أيلول 2011 10:40:42 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=11591