سبتمبر يعرفنا ونعرفه
روان هاشم
روان هاشم

ان تكون من سكان الحصبة اقرأ على روحك الفاتحة قبل ان تدخل او تخرج من بيتك، فحياتك معرضة للخطر، القصف لا تعرف مصدره.. هي حياة قصيرة مرت بك منذ ولدتك امك ، والان قابضي الاروح مستعدون لانتزاع روحك من بين جوانبك ، ليس امامك الا ان تغمض عينيك وتتوكل على الله وتمر مر السحاب، فان عدت او لم تعد فلا شيء ستيغير بالنسبة لهم. اناس يدافعون عن بيوتهم وقوات تقصفهم بكل الجبروت المعهود للمستكبرين في الارض ، ونحن سكان الحصبة تقع علينا القذائف ولا راد لقضاء الله ولا بواكي لنا.. ومنذ حرب الحصبة الاولى او حرب داحس والغبراء كما يسميها بعض الظرفاء والى الان والقلوب مشدودة والاكف مرفوعة الى بارئها عزوجل ان يلطف بنا وبكل اهل اليمن من شر هذه القذائف القادمة عبر بحار العالم وتجار البارود من كوريا وروسيا والصين لتستقر في اجسادنا الضعيفة وتودي بالكثيرين في مهاوي الردى.

بعد اشتباكات صنعاء الاخيرة منذ الثامن عشر من سبتمبر ونحن على اهبة الاستعداد لما لا يحمد عقباه لا ندري الى اين نهرب فكل صنعاء تحت جبال المعسكرات المتوترة والتي تطلق النار على اعداء الله نحن اهالي صنعاء المقيمين في ذمة الله وتحت رحمة الحرس الجمهوري او العائلي لم يعد يهمنا اسمه ولا رسمه، ما يهمنا ان يبعدوا فوهات مدافعهم عن رؤوسنا المتصببة عرقا في عز الشتاء من هول ما يجري حولنا . في حرب الحصبة الاولى هربت مع عائلتي الى الحديدة وجربنا الهروب او ما يسمونه النزوح وعدنا الى صنعاء لنستاجر بيتا غير بيتنا في اطراف صنعاء وما ان هدات الاوضاع حتى عدنا الى بيتنا الحبيب ، ولا اراكم الله شر النزوح ولا ترك بيوتكم، كانت مأساة لم اعش مثلها في حياتي.

نحن في سبتمبر وهو شهر يعرفنا اليمانون ونعرفه، فيه قمنا بثورتنا الام ،وهاهي ثورتنا السبتمبرية تلوح في افق سبتمبر من جديد.. في الاولى فر محمد ابن احمد وفي الثانية سيفر احمد وابنه علي، وهكذا التاريخ ربما يتكرر ويعيد للشمس القها من جديد.

لم اكن اتوقع ان تبلغ الجرأة بان يطلق الجنود النار على العزل في المسسيرة السلمية والتي جابت شارع الزراعة، وماذا يعني خطا اخضرا لمواطنين عزل في عاصمتهم يتظاهرون مطالبن بما يريدون، فهم احرارا ،او هكذا قال سيدنا عمر ابن الخطاب متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا، لكن هناك من يريد ان يوجه الكون بامره ويقول للناس لا اريكم الا ما ارى ، مع ان هذا يستحيل ان يحدث في الربيع العربي الذي اعقب سنوات الضياع التي عشناها في حكم العسكر.

ننتظر فيك يا سبتمبر الثورة والثوار ان نرفع رايات النصر خفاقة على كل جبال، اليمن ولنرفع رؤوسنا نساء ورجالا في هذا البلد ونقول بصوت واحد شعبنا انتصر على الحكم الفردي العائلي الوراثي ،أراد الله لهذا الشعب العظيم الذي قُدت إرادته وعزيمته من صخر ، والذي ظل شهورا في الميادين سلميا دون أن يعتدي على أحد سوى أنه يطلب بحقه في الحصول على حياة كريمة أراد الله له أن يسطر أولى انتصاراته ونجاحاته في هذا الشهر البطولي التاريخي ليرسم عهدا جديدا بعيدا عن الإمامة بصورتها الحديثة ،وهاهي بشائر النصر لائحة في الأفق.


في الثلاثاء 20 سبتمبر-أيلول 2011 11:33:03 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=11654