لن تكون عليًا بعد اليوم
ابراهيم الشليلي
ابراهيم الشليلي

إن كان هناك ثمة شيء حققه رحيلك أيها المخلوع لهذا الشعب الأبي فهو أنك جعلت من يوم ٢٢ من يناير نقطة تغيير نحو بناء اليمن الجديد ، الذي أدعوا الله من كل قلبي ( ومعي كثير ) بأن لا يعيدك إليه ،

اليمن الذي لطالما سودت أيامه ، وقتلت أحلامه ، وشردت أبنائه ،

اليمن الذي رفعك من سواد الناس لتكون قائده نحو المجد والرفعة ، فجعلت جزائه أن نكست رأسه بين الأمم ،

اليمن الذي أرضعك من خير أرضه ، وسقاك من زلال نهره الجاري ، فكفرت بأنعمه وجحدت فضله ، بل تبجحت عليه حين أوهمت نفسك السقيمة بأنك أنت صاحب الفضل عليه .

اليمن الذي أتيته ياطالح في غفلة من تاريخه الناصع ، وحضارته الشامخة ، فحكمته بالفتن ، وأدرته بالمحسوبية ، وجهلته بالتعليم ، وقتلته بالصحة ، ووحدته بالفرقة التي زرعتها بين أبناءه ، رفعت البنيان بهدم الإنسان ( الذي هو الركيزة الأساسية) في كل حضارات المعمورة ،

اليمن الذي حكمته ( امرأة ) استشعرت ثقل الأمانه ، وجور المسؤولية الملقاة على عاتقها فشاورت شعبها ( ما كنت قاطعة أمرًا حتى تشهدون ) وأعملت فكرها ( قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون ) فخلد الله ذكرها في كتابه الكريم .

وحكمته أنت فضيعت الأمانة ، وجعلت الفوضى هي النظام الذي يحكم ، فأدنيت الفاسدين ، وأبعدت النافعين ،

فالخائن عندك أمين ، والكاذب اليك قريب ، أوكلت القضاء للظالمين ، والأمن للمجرمين ، والمال للسارقين ،

كنت غير أهل للحكم فديدنك أن توسد الأمر إلى غير أهله ، وغير كفء للمسؤولية حين جعلتها مغنم لك ولأبنائك ولمن أحاطك من بطانة السوء . حتى جعلت البلدة الطيبة قفراء مجدبة بفضل منجزاتك المتناقظة التي مللننا سماعها منك وممن يلهثون وراء ما ترمي لهم من الفضلات .

ارحل فلن تكون عليًا بعد اليوم ، فدماء الشباب الذين قتلتهم ، وأنات المصابين الذين مزقت أجسادهم ، ستلاحقك أبد الدهر ، وإن ظننت بأن الحصانة ( التي قبل بها حكماء اليمنين من أجل يصونوا دماء أبنائهم الصامدين (

ستنجيك في الدنيا فلا تظن بأنك يوم القيامة ستتحصن من القضاء بين يدي الحكم العدل سبحانه فأعد للسؤال جوابا وللجواب حسابًا ( ولاتحسبن الله غافلًا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار )


في الإثنين 23 يناير-كانون الثاني 2012 12:28:53 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=13410