مواطن يمني
مختار المليكي
مختار المليكي

انا مواطن يمني أعيش في بلدة طيبة ويحميني رب غفور أؤمن ان اليمن يحميها الله من كل المؤامرات وان كل من عبثوا باليمن كانت نهاياتهم وخيمة وليس المخلوع عنا ببعيد, إلا ان هذا الأخير رغم خطابه الأخير وما فيه من الألم وتعاسة النهايات التي لم تكن في الحسبان ما زال مصرا على ان يؤلمني كمواطن أكثر وأكثر ويصر على الانتقام مني رغم أني انا ألذي كنت أعاني كل أنواع المرارت عندما كان هو وأبناؤه يتنعمون في القصر وأنا الذي تعرضت للمرض والبرد في عهده وأنا رغم هذا لم أتراجع يوما عن سداد الضرائب ولم أتهرب من دفع فواتير المياه التي لم تكن تأتي وان أتت فهي غير صالحة للاستخدام الآدمي ,والكهرباء التي كنت ادفع مايساوي فاتورتها ثلاثة أضعاف قيمة شمع , أنا عندما كان أولاده الفاشلون يدفعون الرشاوي في الجامعات الأمريكية والبريطانيه للحصول على شهادات لا تعني شي سوى أنهم كانوا هناك في فترة ما كنت انا اقطع الكيلومترات ذهابا وإيابا مشيا على الأقدام لأواصل تعليمي في الجامعة بل زد على ذلك لربما لم أكن لأتناول وجبة الإفطار .

أكثر من مرة شعرت اني مواطن من الدرجة الرابعة او الخامسة وانا أشاهد أبناء المطبلين للمخلوع يحصلون على الوظائف وهم أدنى مني بكثير (علميا)ولولا عزيمة زرعتها والدتي في نفسي عندما كانت تستلف لي كراسة من دكان القرية وتهمس في اذني أريد ان تكون دكتور وللأسف توفت قبل ان تنال اي من خيرات تعليمي.

كادت أكثر من مرة ان تعصف بي رغبة في التطبيل كي احصل على اي مكسب وكدت اصدق ان مالها إلا حمران العيون وان المثالية والالتزام لم يعد يشبع بطنا ولا يبني مسكنا ولكني فشلت في أول اختبار لقدرتي على التطبيل

هربت أكثر من مرة الى الكتابة عن تصوري للوضع القاتم في اليمن قلت ما الذي يمكن ان يحدث التغيير في بلد هذا حاله والناس تتسابق فيه للنجاة من شبح الضياع والجوع قلت ذات مرة لأحد أصدقائي نحتاج الى ثورة ليس هناك من حل غير هذا, ما الذي يمكن ان يقنع أبناء وأقارب صالح ان اليمن جمهورية وان اليمنين هم أصحاب الحق في اختيار حكامهم ,ماالذي سيقنع ابناء القصر الذين فتحت أعينهم على الدنيا وولدوا وأسماؤهم أبناء الرئيس .. تابعنا بعدها ندوة في قناة الجزيرة عن الوضع في اليمن كان اهمم ما قاله فيها المفكر العربي عزمي بشاره (( يبدو أن المعارضة في اليمن لا تريد ان تدفع كلفة التغير ))تمنيت لو اتيحت لنا فرصة وستعلم الجميع أننا على اتم الاستعداد للتضحية

عندما بدأت شرارة الربيع العربي كنت متسمرا أمام التلفاز تركت كل أعمالي فثمة أمل يبدو من مدينة سيدي ابو زيد وعندما قال لي أخي ان مجموعة من الشباب تجمعوا في شارع جمال ليلة تنحي مبارك نسيت اني طالب ماجستير ولم يصبح الصباح إلا وأنا بين أولئك النفر من السابقين الأولين أصحاب الوجوه الكالحة والعيون الغائرة والتي برغم حالتها تلك كانت تبعث املا وتبشر بصبح قادم وقد أحاط بنا البلاطجة من كل اتجاه وقذفونا بألسنتهم وحجارهم .

كنت احدث نفسي أقول التركيبة السكانية لليمن غير ونظام الحكم غير ومستوى التعليم غير وكل شي مختلف وعليه ستكون الثورة مختلفة والنهاية مختلفة أيضا , بعد عام حدث ما كنت أتوقعه ثورة عاقلة بنتائج مختلفة وبقايا لديها الكثير لتحارب به الوطن .

اليوم أيها الساسة انا مواطن ما بعد الثورة لدي رغبة كبيرة في الحياة ومستعد ان اعمل كل شي لا جل ان يكون لي وطنا محترما. حان الوقت أيها الحكام الجدد ان تثقوا بي وبحبي وولائي لليمن وحان الوقت لأقرر بان يرحل كل الفاسدون وان يرجع أبناء القصر الى حيث لا اسمع عنهم حديثا ولا يعكر صفوي أي من بذاءتهم.


في الإثنين 05 مارس - آذار 2012 12:20:34 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=14271