وللمرأة والطفل نصيب في يمن جديد
مجيب حسن
مجيب حسن

مبشرات تلوح في أفق يمن مدني جديد لبعث أمل في نفوس من همشوا واقصوا وصودرت حقوقهم المشروعة لعقود من قبل أسره فضلت مركزيتها فظلمت الجميع دون استثناء..... رائع أن نلمس اهتمام السيدة حوريه مشهور بقضايا كثيرة منها حقوق المرأة والطفل... فمع انعقاد المؤتمر الوطني للمرأة في يومي 19 و20 من مارس الماضي بصنعاء أطلقت وزارة حقوق الإنسان ومنظمة حرائر حملة\"حرائر اليمن\" التي من خلالها سيتم تفعيل قضايا حقوقيه متعلقه بانتهاك حقوق المرأة والطفل في اليمن...وهي انتهاكات لا تعد ولا تحصى في ظل ثقافة ذكورية ينظر اليها وكأنها عادية لتكرارها وما قصة الطفل أسامة\"صرخه طفل موجعه\"التي أشعلت إنطلاقة حمله حرائر اليمن\" تعد مثلاً صارخاً على ظلم وترهل قضائي وقبول اجتماعي بجرائم القوامون من أباء في حق من يعولون من نساء وأطفال وتباعا ستفعل قضايا التهميش الممنهج من كافه شرائح المجتمع واهم فئه منتهكه

لحقوق المرأة والطفل هن المثقفين والأكاديميين تلك الشريحة التي يعول عليها الكثير ولكن للأسف نرى دور عكسي في مجتمع غلب عليه الطابع ألذكوري التقليدي وستتضمن الحملة التي ترئسها السيده أمل حسن بحث وتفعيل لقضايا انتهاكات حقوق المرأة والطفل وإشراك للنخبة والإعلام والجهات المختصة ومن ثم الضغط على التخلص من ترهل قضائي والسعي لإيجاد قوانين رادع لكل من ينتهك ويهمش ويقصي مرأة او طفل

تقول رئيسه الحملة أمل حسن حمود

توجهت إلى أحد الدور كي أرى الطفل الذي يبلغ من العمر 11سنة ولذكاء غير عادي إستطاع أن يصنع اللحظة الفارقة في حياته، نعم رغم حداثة سنه إلا أنه وهب قدرة على صنع قرار يعجز عن صنعه الملايين من البشر الذين يستكينون ويستسلمون لواقعهم الذي وضعوا فيه

لنتابع تفاصيل القصة :

بعد السماح لنا بتجاوز بوابة دار البنين الكائن في صنعاء سئلنا المشرف عن الطفل أسامة فيجيبنا :هل تقصدون الطفل الجديد..... نعم نعم أنه الأن مريض وقد أحضر ليقيم هنا مع العلم أنه حالته لاتتناسب مع هذا الدار.

نتقدم بضع خطوات بعد المشرف لنرى أسامة........ أنه في حالة تشنج وإغماء فقد كان يعاني قبل إسبوع من إرتفاع في درجة الحرارة مصاحبة بأعراض الحمة الشوكية ورقد على إثرها في مستشفى السبعين 4أيام ومازال يعاني من أثارها .مع العلم أنه لم يسمح له بالرقود إلا بعد تدخل من وزارة حقوق الأنسان.

ولكن وصف حالته بين زملائه قد أختلف عما كان علية في المستشفى فقد وصفوا حالته ب(المس) هكذا أخبرني أصدقائه عند اللحظات الأولى للقائه. ذلك الطفل الهزيل ذوالعينين الواسعتين بإتساع حلمه وأمله بأن يحيا حياة أفضل ولينال حقوقه كإنسان أولاً ،وكطفل ثانياً... مسنودا بأحضان زملائه... مصفراً.... وتبادر أحد الأمهات

من جنسية صومالية جاءت لزيارة ابنها المقيم في الدار لتسقيه العصير... وماهي إلا دقائق ليسترد أسامة وعيه ويرى من حوله ...، ثم يسنده زملائه لينهض إلى مكان آخر نستطيع التحاور معه فمازال لايقوى على النهوض هكذا كانت حالته عند بداية اللقاء .

بادرنا بالسلام والتعرف عليه فلم يتردد أبدا في الحديث فهو متحمس لأن يجد أي خيط يتعلق به لتنتهي مأساته....... ولتتضح لنا جوانب قصته :

أسامة طفل تطلقت أمة منذ عدة سنوات أخذته وأخته التي تكبره بعام أوعامين معها بعد طلاقها ليعودا إلى أبوهما عند بلوغة التاسعة فقد تزوجت أمه وأصبح لديها 3 أطفال جدد وعندها ضاق زوج أمهم بهم ذرعا أصبحت الأم بين خيارين أحلاهما مر ولتبدء مأساتهما ......... فما أن عادا إلى أبوهما وزوجته الجديدة حتى تحملا عبء الحياة فالفتاة أصبحت المسئولة عن أعمال البيت وليس لها حق التعلم والذهاب للمدرسة وياليتها تنجو من الضرب وسوء المعاملة ،أما أسامة فله مهمة أخرى رغم أنه تواق للتعلم فوالده يوقظه 6 صباحأ ليس للذهاب للمدرسة بل للذهاب للعمل في فرزة الباصات وسط صنعاء محاسب لأصحاب الباصات تعرض أسامة للضرب أثناء عملة من أشخاص متسلطين مرات عديدة وعندما سألته :هل أخبرت أباك بما يحدت ؟ يجيب أسامة:أيوه كلمته...... فقال أبي :( عادة أحلى يربوك ).

يعودأسامة في 8 مساءاً ومعه مبلغ يتفاوت يومياً مابين 400-700 ريال إلا أن الأب الشاب الذي يخرج أبنه للعمل لينام نهارأ ويسهر على القات والدخان ليلاً لايرضى بهذا المبلغ فهو يريد على الأقل 1000 ريال وليحضرها بأي طريقة ؟؟!! أو ليضرب يومياً عند عودته وقد يقبل ب 950 ريال يقول أسامة: كان أبي يضربني بسلك

الكهرباء .

أستمرت معاناة الطفل وكلما رفض الخروج للعمل ضرب وكأنه المسئوول عن ذلك ،وقبل اليوم الذي أتمنى أن يكون فعلاً لحظة فارقة في حياته .....ضاع من أسامة المبلغ الذي ظل يجمعه طوال اليوم يقول :( كنت قدجمعت 850 وقد كنت فارح يمكن لو زدت حصلت 100 ماعادش يضربني أبي ) . ولما تفاجئ بفقدانه قرر أن لايعود إلى البيت ذعرأ من والده وذهب إلى بيت عم زوجة أباه وأبلغوا أبا أسامة أنه عندهم فجاء لأخذه ولكن أسامة رفض وحينها أصروا عليه أن يدعه يقضي الليلة عندهم فانصرف والد أسامة ، وما أن طلع الصبح حتى كان أسامة قد قرر إنهاء معاناته فذهب إلى وزارة حقوق الإنسان شاكياً أباة مستغيثاً بوزارة حقوق الإنسان علها تسترد حقوقه المسلوبة يقول أسامة :(جئت أشتكي أبي وأريد أن أتعلم.......) . ولتحتضنه الوزارة رغم شحة إمكانيتها و يقوم أحد الموظفين مشكوراً بعد انتهاء الدوام بإصطحابه إلى منزله وفي اليوم التالي يتوجه الموظف بتقديم بلاغ في القسم الذي في منطقة سكن أسامة لعل أباه يبحث عنه ومنه إلى الدار ، والعجيب في القصة أن والد أسامة منذ ثلاثة أشهر لم يكلف نفسه حتى بالسؤال عن مصير ولده وإختفاءه..!

وعندما سئلتُ : لماذا أرسل إلى هذا الدار بالذات رغم أنه ليس لمن بمثل حالته ؟ أجابني موظف الوزارة لأن العدد لديهم قليل وقد يجد إهتمام أفضل من غيره من الدور.

سألت أسامة:هل تريد العودة إلى والدك إذا وعد بتحسين وضعك؟ يجيب :(حتى لو ألزموه يخرجني للبيت .... ويعمل ماشتى......) :ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟

أسامة:دكتور أو طيار.

بالفعل التحق أسامة بالصف الأول ضمن الدار ويبدي تفوقاً جيد،. وفي أخر زيارة ذهبت إلى أسامة و أدهشني أن أسامة متذمر وغاضب من زملائه وأخبرني الموظفون في الدار أنه كان يريد أن يرمي نفسه من الدور الثاني في الدار صباح ذلك اليوم ، رغم أنه يدرك أن ماوصل إليه أفضل مماكان عليه كما أخبرني في اللقاء الأول ولكن ثورته مازالت مستمرة .

ولكن هناك أسئلة ملحة تخطر على بال كل صاحب ضمير حي وهي:هل سيحصل أسامة على مايستحقه كإنسان وطفل ؟وهل سيحاسب الأب الذي أهدر حق ابنه عليه من إعالته والحفاظ علية وتعليمة والبحث عنه عند غيابه ؟هذا ماسنبحث عن إجابته في لقاء آخر


في الخميس 05 إبريل-نيسان 2012 07:22:04 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=14950