اضطراب / انهيار الدولة في اليمن والقاعدة
علي حسن الخولاني
علي حسن الخولاني

بدايةً أعزي نفسي وبلدي اليمن والمؤسسة العسكرية والأمنية بالحادث الإرهابي والإجرامي الجبان، والذي أسفر عن استشهاد وجرح المئات من أبناء قواتنا المسلحة والأمن، وأطالب المؤسسة العسكرية والأمنية بأن تضرب بيد من حديد كل من يهدد أمن واستقرار اليمن واليمنيين ... 

ما حصل اليوم من استهداف غادر وإرهابي لأبناء المؤسسة العسكرية والأمنية في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، هو نتيجة لاستمرار الاضطراب في اليمن، الذي أفرزه ما يسمى بالربيع العربي، هذا الأخير ا وفر المناخ الملائم للتناحر بين النخب السياسية لأجل السيطرة على الحكم، وهو المناخ نفسه الذي استغلته بدورها الجماعات الإرهابية المتطرفة من أجل السيطرة على الحكم في اليمن أيصاً.

إذاً انهيار الدولة في اليمن أو استمرار بقائها في خانة الدول الفاشلة؛ سيكون لصالح سيناريوهين أساسيين، أولهما التدخل العسكري الأجنبي، وثانيهما "إتحاد" ما يسمى بقاعدة المغرب الإسلامي وشرق إفريقيا وشبه الجزيرة العربية.

أولاً- سيناريو التدخل العسكري الأجنبي:

سيكون ذلك بحجة محاربة الإرهاب /القاعدة، وما الضربات الأمريكية بين الفينة والأخرى لمن تضفهم بأعضاء تنظيم القاعدة في عمق الأراضي اليمنية، وكذا تواجد القوات والأساطيل الأجنبية في خليج عدن بحجة محاربة القرصنة، وتأكيد الكثير من المحللين السياسيين وكذا المسؤولين الغربيين ومنهم الأمريكيين أن اليمن ستكون الميدان القادم للحرب على القاعدة بعد إفغانستان، إلا دليل على هذا السيناريو.

ثانياً- سيناريو إتحاد قاعدة الساحل الإفريقي [ المغرب الإسلامي ] وشرق إفريقيا وشبه الجزيرة العربية:

كون فشل الدولة أو انهيارها في اليمن، سيؤدي إلى استيلاء "قاعدة شبه الجزيرة العربية" على معدات عسكرية ثقيلة ومتطورة تابعة للجيش اليمني، وفي هذا خطر على العربية السعودية ودول الخليج العربي بشكل عام، وسيزداد هذا الأمر سوءً مع استيلاء "قاعدة المغرب الإسلامي" على السلاح الليبي المتطور، وسيحصل ـ حسب ما أعتقد ـ تحالف بين القاعدة / الإسلاماويين في اليمن، الصومال، شرق إفريقيا والساحل الصحراوي الإفريقي بصفة عامة، مستفيدين في ذلك من كبر المساحة وطول الحدود وفشل الدولة في الساحل الصحراوي الإفريقي [ باستثناء الجزائر التي تعتبر دولة إقليمية كبرى ] وكذا في شرق أفريقيا، وانهيارها في الصومال مع الاستفادة من المنافذ البحرية للأخيرة، وكذا من اضطراب / انهيار الدولة في اليمن وطول حدودها البحرية. 

وبالنظر للقرب الجغرافي بين اليمن والقرن الإفريقي وملاصقة الأخير للساحل الصحراوي الأفريقي، ندرك كم هو سهل تنقل أعضاء تنظيم القاعدة بين الدول الأنفة الذكر وتهريب الأسلحة [ خاصة من ليبيا، ومن اليمن إذا استمر الاضطراب أو في حالة الانهيار ] وتجارة المخدرات، وقد نسمع في يوم ما إقامة إتحاد يضم " قاعدة المغرب الإسلامي" مع قاعدة/ إسلاماويي شرق إفريقيا و"قاعدة شبه الجزيرة العربية" كما توحدت الأخيرة بداية العام 2009 والتي كانت مجزأة بين اليمن والسعودية .


في الثلاثاء 22 مايو 2012 05:33:31 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=15677