يد الله التي ضربت في النهدين
وليد البكس
وليد البكس

طراز مضجر من الناس؛يعيشون حياة قاسية،خشنة بكل تفاصيلها،ويكونون أول المهنئين مثلا لوصول واحد ممن أذاقهم مرارة الحياة.وساءهم سوء العذاب.

يشعرني بعض أبناء الحديدة،كأنهم خلقوا ليستعبدوا فقط.وكأنهم سكان رواية"مدن الملح لعبد الرحمن منيف"خلقوا ليس ليكونوا اقل من مجرد بني ادم،حتى لا يستطيعون ان يتنفسوا الحرية ،من اجل ان يغادرون شظف العيش.

بل يواصلون الرضوخ ليمتطي اللصوص والأوغاد ظهورهم على مر العصور.

حينما انتفض أبناء الزرانيق،كان انتفاضتهم ذات قيمة عليا،حاول الإمام احمد كسر ظهر انتفاضتهم؛فنجح هو وسقطوا هم.

منذ ذلك التأريخ المشهود لم تقم أي قائمة لأبناء تهامة التاريخية العريقة.كأنهم مقيمون في الخوف من كل رفت عين،

كانت انتفاضتهم مشهودة للتأريخ فلم يحاول الزمن فرض سطوته-حتى اللحظة-حتى الآن والعالم يشهد تغييرا غير مسبوق بالذات في جانب حقوق الإنسان والحريات الاجتماعية،يسقط نظام ويقوم على أنقاضه آخر،وتهامة-خاصة الحديدة-قدر لها ان تظل راضخة ،و استقطاعيه واسعة في كل زمان ومكان.استقطاعيه على مستوى الأرض و الإنسان.

حينما كان احد الأصدقاء يوزع بيانا وخبراً عن سيطرة شيخ قبلي من ذمار على منطقة القشلة، وهي تبة في منطقة شاطئية في الخوخة .كان زميلنا يرسل بيانه ويتبعه بعدة اتصالات، فكنت أنا اشعر معه بمرارة الحزن وهو يأخذ طريقة في الحلق،يحاول ان يقدم شرح مبسط جاد هام عن القضية،وفي النهاية يختم كلامه،أرجو الاهتمام.هذا المكان يا أخي كنا نضع فيه قوارب ألصيد الآن وأين نضعها بعد ان دكها النافذ القبلي ويحاول الاستحواذ عليها"قال لي صديقي أكثر من مره هذا الكلام المخنوق.

بينما كان هو مساء أمس يقوم بدوره من تلقاء نفسه،من اجل كرامة أبناء الحديدة وحقوق الصيادين. 

كانت مجاميع أخرى من أبناء الحديدة(اللحية)-منذ يومين سابقين-وصلت الي العاصمة صنعاء لاستقبال عبده بورجي،سكرتير صحافي للرئيس السابق،الذي أصيب في حادثة النهدين،العام الماضي.

دارت حول حياة بورجي الشكوك،مات.عاش.بترت قدماه.أصبح بلا أطراف،وجهه مشوه محروق..أشداقه تخالفت..سافر الي كندا،رفضت الماني استقباله.بقاء في جده بعد ان اشترى له سيارة هونداي.وقرر العيش فيها.المهم خاض الناس بعض من الجدل الطويل حول مجموعة من فريق الرئيس السابق ممن طالتهم حادثة النهدين(المدانة)التي حدثت على طريقة هدف نجم كرة القدم العالمي الشهير في العام 86 مردونه، حينما سألوه عن الهدف الذي أحرزه بيده،فاحتسبه حكم المباراة هدف صحيح،فأجاب مردونه حينما سئل بأنها"يد الله"

وحينا نُسأل كصحافيين عن حادثة جامع النهدين،شخصيا اكتفي بالإجابة عن الحادثة ربما السياسية على الطريقة الرياضية.

إنها يد الله.

ضربة مثل مطلع هذا الشهر من العام الماضي في المسجد،لكن تبعاتها لم تنتهي حتى اليوم.من سقطوا يومها كانوا يؤدون صلاة الجمعة الي جوار الرئيس السابق،في حادثة خضت الثورة والبلاد بأسرها.كان مقدرا للمؤدين والمستهدفين فيها أن يشطبوا من الحياة برمتها وليس فقط من الحياة السياسية.ومع ان البعض حبذ هذه الطريقة في غمرة الثورة السلمية،إلا أنها لقيت إدانات واضحة صريحة من كل الأطراف وفي مقدمتها شباب الساحات.

وليس لأننا نريد ان تنتهي حياتهم على هذه الطريقة،ولكن لأنهم من فضلوا هذه ألنهاية،بعد ان توزعوا على مستشفيات الداخل والخارج.هاهم يعودون وسط ضجيج وصخب غريب.

ونهاية الأسبوع يستقبل عبده بورجي ورشاد العليمي في مطار صنعاء وقبله ابو رأس.لكأنهم أبطال عادوا محرزين نصرا عريض.

 قلنا غير مرة،بأن الأمر مريب وكل هؤلاء يتواردون الي البلاد مستفزين أبناء الشعب،ممن فقدوا أبنائهم و أقربائهم أثناء الثورة السلمية من الذين سقطوا شهداء،إنها محاولة لطمس أخر معالم الثورة وإحياء جلاوزة النظام القديم بأدواته القبيحة.

أما عن أبناء الحديدة وبالأخص هؤلاء الذين دجنهم بورجي،واستأثر حتى(بممالحهم)في البحر التي يسترزقون منها في اللحية وغيرها يدعون الي زفته فيستجيبون،ما أعجب تلذذ الضحية بصورة الجلاد.ومحاولة استدرار العذابات.ولو من باب إبطان الاضطهاد والعبودية والجوع. و إشهار السلام والمحبة على حساب الكرامة الإنسانية.

alboox@gmail.com


في الأربعاء 20 يونيو-حزيران 2012 08:27:35 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=16144