نظام الأمس.. نَهْبٌ للموارد
عبدالسلام التويتي
عبدالسلام التويتي

لكم أنا غارقٌ في بحر أحزاني

أعاني في هوى مهد الحضارة ما أعاني

أكفكفُ أدمعي الحرَّاءَ حين تحدَّرت في وجنتي مثل الجُمانِ! (1)

وكم أنا مُجهدٌ من فرط تحليقي بأشرعة الزمانِ!

وكم أنا مُنهكٌ من طول تجوالي بأروقة المكانِ!

وكم أنا مُحبطٌ جراءَ تكبيل اليدينِ مع اللسانِ!

وكم أنا تائهٌ عني!

وكم أنا مُغضبٌ مني!

وكم أنا مزدرٍ ترديد(ما نيل المطالب بالتمنِّي)!

لأني لم أعدْ مُتقبِّلاً مني: (لأني)

وكم تتعثر الكلمات في شَفتيَّ حين أجيبني، بل حين أسألني!

وكم أتنفس الصُّعداء حينَ أظلُّ أدعوني وأسمعني!

وكم أغتابُ نفسي عندَ نفسي سيئ الظنِّ!

وكم أسطو بجارحةٍ على أخرى بجسمي مُقلقًا أمني!

وكم أشكو جوى ذاتي إلى ذاتي!

وكم أصغي بإنصاتٍ لأناتي!

وكم أنا مُقبلٌ نحوي على عجلِ،

وماضٍ في متاهاتي بلا وجلِ!

***

وآهٍ منك يا دنيا!

لماذا أنت مقبرة المطامح والأماني؟!

لماذا يستحيل العمر –مهما طال- فيك إلى ثواني؟!

لماذا عِفتِ أن لا تُؤْخَذي إلاَّ غِلابا؟!

لماذا حِرتِ عن أن تُرجعي قطعًا جوابًا؟!

لماذا لم تقولي حينما أعطِيتِ إذنًا -حين لا إذنٌ- صوابًا؟!

لماذا يستحيل خلافنا في الرأي فيك إلى تصارُع؟!

لماذا تُسْلِمين زمام أمرك –عادةً- لذوي المطامع؟!

لماذا تُزهق الأرواح حتى يَحْصِدُوا بعض المنافعْ؟!

وكيف غدت مصالحهم رديفًا للمفاسد والمظالمْ

وأضحت كلُّ خيرات البلاد ونِفطها لهمُو غنائمْ؟!

كأنَّ الشعبَ كلَّ الشعبِ عندهمُو قطيعٌ من بهائمْ

وكيف غدا نِظامُ الأمس يُمطرُ شعبَهُ اليومَ المكائدْ؟!

ويستقوي عليه بما غدا فيهِ من الإثراءِ من نهبِ المواردْ؟!

ومنذ متى غدت(يَمَنَاتُ) حاضنةً لتنظيم القواعدْ؟!(2)

وكيف يصير(أنصار الشريعةِ)آلةً للفتك بالشعب المُسالمْ؟!

لأن شريعة الإسلام ممَّا يهرفون بهِ براءُ

ولكن التواطؤَ قد أنالهُم العتادا

ووطأ لارتكابهم المَذابِحَ والجرائمْ

فعاثوا في البلاد –كما يُرادُ لهم- فسادا

وصاروا قُوَّةً جبَّارةً تسْطِيْعُ إلحاق الهزائمْ(3)

• الهوامش:

1. تحِّدرت: انحدرت. الجُمان: الجواهر أو اللؤلؤ.

2. يَمَنَاتُ: أحد المكونات السياسية لليمن الموحَّد في حِقبةٍ من حِقّب التاريخ القديم.

3. تسْطِيْعُ: تسْتطِيْعُ.


في الإثنين 16 يوليو-تموز 2012 04:49:55 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=16520