11 سبتمبر.. هذه المرة في صنعاء
عبد الرحمن تقيان
عبد الرحمن تقيان

يبدو أن تنظيم قوى الفساد والإرهاب المحلي والعالمي قد اتحدوا على صعيد إقرارهم الاحتفال بيوم 11 سبتمبر كيوم وطني يوحد قواهم في العالم ويقدم أعضاؤهم في مثل هذا اليوم من كل عام قرابينهم مقابل أن يروا الدم القاني. هو مرض نفسي سادي عميق التغلغل غامق اللون. لست مقتنعاً بان ما حدث الثلاثاء بذلك التاريخ في صنعاء، وهو يوثق المحاولة الفاشلة السادسة لاغتيال وزير الدفاع، قد دبرته القاعدة التقليدية للاحتفال بذلك التاريخ سيء السمعة ولا انتقاماً بعد يوم واحد من مقتل القائد الثاني لمنظمة القاعدة، بل انه جاء لتأكيد الأخوّة في الإرهاب كدين مشترك يعتنقه الفاسدون والاستبداديون ومحبي الدم الأحمر لهم تاريخ طويل من الإجرام والدم. ليس غريباً أن تتآخى تواريخ الإرهاب فلا فرق بين 18 مارس و3 يونيو و21 مايو و11 سبتمبر...الخ فالهوية الإجرامية لمرتكبيه وطبيعتهم التي تم تنميتها من قبل حاضنهم وحاميهم وممولهم الأكبر منذ تأسيس قاعدتهم في جبال وأودية أرضنا تجمعهم وتوحدهم خصوصاً بعد أن صار جميعهم ملفوظين من قلوب وعقول الناس.

قبل يوم واحد فقط من يوم الاحتفال بعيد الإرهاب، أعلن رئيس الجمهورية عن إحباط الأمن لهجمات متزامنة استهدفت 3 مدن كبيرة. وجاء أيضا بعد يوم واحد أيضاً من تهديد علني لموقع الكتروني ناطق باسم أكبر الأحزاب اليمنية بأن الحزب غير مسئول عن ما يمكن أن يحدث في نفس ذلك اليوم بعد أن أعلن الثوار في صنعاء عزمهم على تنفيذ مسيرة سلمية حاشدة نحو منزل الرئيس السابق للمطالبة بإسقاط الحصانة عنه ومعاونيه بعد أن أعاد المبعوث الأممي تأكيده بأحقية الناس في المطالبة بحقهم في نزع الحصانة التي لا تعترف بها الأمم المتحدة ولا تلزمها ولم يذكرها قرار مجلس الأمن. يأتي هذا الحادث انتقاماً لحرمان أولئك الإرهابيين من الأيام الذهبية التي عاشوها وبنوا فيها قصورهم وأداروا منها عملياتهم غير المشروعة وناموا بجوار خططهم وآثامهم قريري العين، مستمتعين بأحضان الطغيان الدافئة وأراضي المظلومين الشاسعة وأموال الشعب الوافرة.

يعود وزير الدفاع ليواجه نفس ما واجهه قبله وزير الإعلام الأستاذ علي العمراني قبل أسابيع قليلة في نفس المكان تماماً(بالقرب تماماُ من بوابة رئاسة الوزراء) وفي نفس اليوم (الثلاثاء) وفي نفس المناسبة (المشاركة في اجتماع رئاسة الوزراء الأسبوعي) وكأن هنالك تآمرا أو أمرا لإدارة أمن ذلك المرفق الهام التابع لأحد وحدات النخبة بإهمال مراقبة وضمان أمن ذلك المكان الخطير. أعود وأقول أن ما يحدث هذه الأيام ليس من تنفيذ القاعدة التقليدية حتى وان كان انتحارياُ بل "القاعدة المزدوجة". ليس وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد العدو الأول والأشرس للقاعدة التقليدية فقط بل انه مطلوب جداُ لقاعدة أخرى كثيراً ما هددت حياته وجهاُ لوجه في البرلمان وعلى التلفون وفي الصحافة وفي مناسبات كثيرة. فبقدر ما كان شرساً في قتله تنظيم القاعدة، فقد كان شرساً أيضاً في محاولاته الملموسة والعلنية لإعادة الاستقرار المفقود إلى بلاد تناهشتها مخالب الفساد والإرهاب على حد سواء. فمشكلته مع القاعدة المزدوجة أنه سرعان ما أعلن ولاءه لرئيس الجمهورية الجديد. الرجل مطلوب لأنه من يتابع بإلحاح أعضاء اللجنة الأمنية والعسكرية لتحقيق الخطة الأمنية المناطين بتنفيذها في البلاد ثم سعيه وراء توحيد الوحدات العسكرية المتفرقة تحت مظلة وزارة الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة ووراء القرارات الرئاسية الذكية الأخيرة التي قدم خطتها للرئيس لتشكيل وحدات الحماية الرئاسية من وحدات الجيش المتنازعة.

القاعدة حتما لن تنتظر طويلاُ حتى تعلن مسئوليتها سريعاُ عن هذا الهجوم بسبب أن الصيد كان دسماُ ومطلوباُ بشدة لها وكرد إعتبار لهزيمتها الكبيرة على يد القوات التي يقودها هذا الوزير. أما المركز الإعلامي لوزارة الداخلية فسيستمر في غطه العميق ولن يكشف شيئا عن تقدم التحقيق في الهجوم كعادته ليدخل الحادث تحت عباءة الوفاق.

Ataqi2003@yahoo.com


في الثلاثاء 11 سبتمبر-أيلول 2012 06:57:02 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=17229