الثعلب الأسود
مصطفى حسان
مصطفى حسان

يزعم بعض المتخلفين فكريا ومن يجعلون من أنفسهم خبراء في الشؤون الإقليمية ولهم براعة ومهارة في صيد الأفكار .أن بإمكانه الحصول على سمك الهامور العربي من سواحل البحر الميت .

ويطير فرحا, عندما يسمع أن الثعلب أصبح ملكا لفترة أخرى, ويتناغم طربا وينفش ريشه, وتجري السعادة على قسمات وجهه, متفائلا بحكم وسياسة هذا الثعلب, الذي ليس بأقل مكرا من بني جنسه من الثعالب الذين تقلدوا هذا المنصب.

عجباً حين لا ينتهي العجب , عن هذه الفراخ المتواجدة على مساحة من هذه البسيطة وتشغل حيزا من الفراغ تسمى بالدول ولاسيما الفراخ العربية الأصيلة .

التي ارتسمت البسمة على وجوهها . بعد إعلان فوز الثعلب الأكبر , بفترة أخرى يقود فيها الولايات المتحدة الأمريكية 

كيف يتجاهل هؤلاء مكر الثعلب وخبث وسوء نواياه السياسية , وحصوله على ما يريد بأقل تكلفة وبأساليب جديدة.

وفرحوا ببعض الجمل التي يقولها,التي هي عبارة عن سعرات عاطفية, تبنج وتسكر بعض عقول المحسوبين على الثقافة والأمة .

وهو يعرف جيدا أننا أصبحنا شعوبا تقدس الشعارات وعاطفيه إلى درجة أنها ستغرم بالقرد لو غازلها ببعض جمل الحب , والإطراء.

وألقى عليها تحية الإسلام الذي تعلّم نطقها جيدا, وقرأ بعض الآيات, وبعض الأحاديث.

بل وصل الأمر عند احدهم أن يقول: أن الثعلب الأسود أفضل من الثعلب الأبيض.

وأن الأخير دموي والأول من مكارم أخلاقه السلم, ونشر السلام في كل زاوية من هذا العالم.

استنتاجات أو سميها تقليعات ,إن دلت على شيء إنما تدل على غباء أصحابها .

وما يغفل عنه هؤلاء أن الثعلب سيضل ينتمي إلى طائفة الثعالب, وطابع المكر واحد, ورثوها أبا عن جد .

ولا يمكن أن يختلف ثعلب عن آخر إلا باللون , ولا يوجد ثعلب يحب لحم الحمام , وأخر يرى حرمة دمها وانتهاكه من أعظم الحرمات .

بل إن صاحب اللون الأسود اشد خطرا من غيره, فهو يعلم بيئة صيده تماما, ودارس لثقافتها.

ويعرف من أين تؤكل الفخذ بأقل التكاليف.

إنه يرى أن الحروب العسكرية منهكة اقتصاديا, ونتائجها متأخرة , وشبه مستحيلة .

لذالك – وليعلم مثقفونا – أن قرار الانسحاب من العراق وأفغانستان , لم تكن بالصدفة , أو تراجعا عن الفكر الدموي , والتزاما بالفكر السلمي .

فما الذي جعلهم يغتروا بسياسة الثعلب الأسود .

الذي حول الحرب من حرب عسكرية إلى حرب استخباراتية هي اشد فتكا من الحرب العسكرية . واعتمد على الغزو الفكري والثقافي والإعلامي .

الذي يجعل الدولة تتصارع وتتخلخل من داخلها على يد طائفة من أبنائها.

ثم يظهر في المشهد الأخير الدور الأمريكوأروبي , كالمنقذ الوحيد , والمخلص لمشاكل الدولة. فيضع شروطه ويفصل الثوب حسب المقاس الذي يفضله , ويخدم مصالحه .

ثم يرى إلى الطرف الذي يرجح قوته, فيدعمه بالقرارات التي تخدم مصالحه, وتظهره أمام الشعوب على أنه يراعي حقوق الإنسان, ويحرص على العمل بالقانون الدولي.

دون علم الشعوب بما يدور خلف الكواليس , واضن إن من أعظم حسنات ثورات الربيع العربي أنها كشفت للشعوب العربية , حقيقة العلاقات الدولية , ومن هو الحاكم الفعلي للبلاد , وصاحب القرار النهائي .

هذه هي باختصار سياسة ثعالب الولايات المتحدة الأمريكية ولاسيما الثعلب الأسود .

فلما الابتهاج بهذا الفوز. إن بعض الحمقى لو سُهل له الأمر لخرج إلى الشوارع ابتهاجا بفوز السيد الرئيس أوباما الثعلبي لقد خصصت بعض القنوات لمناقشة بعض العرب الأمريكيين المقيمين في أمريكا عن رأيهم ومن سيختارون , فضائح تخجلك أن تقول أنا عربي .


في الجمعة 09 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 01:48:53 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=17953