الإنفصال ومغذياته الثلاث ..
عبدالملك الحميدي
عبدالملك الحميدي

هل بدأ التعاطي مع قضية الجنوب ينحى منحى آخر , خاصة بعد تصريحات جمال بن عمر المبعوث الأممي لليمن والتي قال فيها أن الأطراف متفقة على أن الوحدة في أزمة!

في اعتقادي أن الوحدة لم تكن في أزمة كالتي أصبحت فيها إثر هذا التصريح, والذي كان يتجنب " المبعوث " الأممي أن يقول مثله من قبل وكان يكتفي بهز رأسه والسماع فقط ..

إذا كان هناك مستجدات في ملف هذه القضية خارجيا فستكون بسبب هذا التصريح ..

ومع أنه -في تصوري- لا تهم تلك التحركات أو التصريحات بقدر ما يهم كف التغذية الداخلية والخارجية التي تدفع باتجاه الانفصال لمآربها الخاصة إلا أنها وفي هذا التوقيت كانت شديدة الحساسية ..

إذا فما هي المغذيات التي تحاول إشباع نهم الانفصال ؟

الحوثيون يسعون بجدٍ نحو انفصال الجنوب لسببين اثنين:

الأول: أن الانفصال سيحقق للحوثين " الكثرة " في الشمال , فهم واليمن موحدة يُعتبرون " قلة" فإن انفصال الجنوب بحجمه السني " الشافعي " سيعزز أكثر من فرص بقاءهم, بل وبقاء أسلحتهم - بحسب اعتقادهم-, وربما أرادوا تكرار تجربة حزب الله في جنوب لبنان هذا إن لم يجعلوا " صنعاء" بالفعل بيروتا أخرى ..

والثاني: أن هذا مطلب إيران في الأصل , وما دامت إيران تريد شيئا فمن الضروري أن الحوثيين يريدونه, بل ويسعون لتحقيقه, -لأنهم أداتها- وإيران هي التغذية الخارجية الظاهرة حتى الآن التي تدعم الانفصال, واستقبلت رموزه بشكل مباشر في طهران, أو غير مباشر عبر حلفائها في ضاحية لبنان الجنوبية ..

ماذا تريد إيران من انفصال جنوب اليمن تلك أسباب كثيرة لعل أقلها النكاية بدولٍ خليجية لا تدعم انفصال اليمن حاليا !!

أما المغذي الثالث باتجاه الانفصال فهو علي صالح الذي كانت الظروف مواتية له لتستعاد وحدة اليمن في عهده الذي امتد ثلاثين عاما ..

ولأنه يعتبرها مجداً شخصياً فهو الآن يسعى جاهدا لتفتيت أواصرها لأسباب أبرزها:

نكاية في حزب الإصلاح الذي يرى أن الوحدة اليمنية مطلبا شرعيا كما هي ضرورة اجتماعية واقتصادية يمنية

ومع أن الإصلاح كان حليفا في الحرب التي شنها نظام الشمال على قادة الانفصال في عام 94 من القرن الماضي إلاّ أنه وبسبب الثورة الشبابية التي كان الإصلاح أبرز مكوناتها فقد بلغت الخلافات بين حزب الإصلاح وصالح مبلغا يجعل من الوحدة عند صالح إحدى أدوات الحرب والمساومة ..!

هذا سبب, وسبب آخر هو تقارب صالح وعائلته مع الحوثيين , ومع أنه حاربهم طيلة أعوام سابقة إلاّ أنه لن يخجل في التقرب إليهم ولن يضيعوا فرصة أسلحته وجيشه حتى لو كان قربان المحبة بينهما هو " الوحدة " اليمنية ..

فهل أتت تصريحات ابن عمر الدبلوماسي الأممي لتعطي مؤشرا لهذه المغذيات الثلاث التي تغذي دعاوي الانفصال بأن تكثف من جهودها ؟

ربما .. وهذا ما نترك للأيام أن تثبته أو تنفيه ..


في الثلاثاء 13 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 07:52:21 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=18014