أزمة «الفدائِيانْ»!!
مصطفى راجح
مصطفى راجح

كان الرئيس الانتقالي عبد ربه منصور هادي مستفزاً وثقيلاً وهو يضغط على الأزمة في كلمته أمام أمير الكويت. قرأها مذيع نشرة الثامنة مساءاً في اذاعة صنعاء بغبطة، هذا المذيع بالذات ذو الصوت اللزج يذكرنا بكل البيانات السيئة، كانت نغمته تذكرنا بالنظام، ومفردات الرئيس: الأزمة التي عاشتها اليمن، الأزمة التي نشبت، الأزمة الأخطر في التاريخ اليمني.

لو كانت أزمة لما كان عبد ربه موجوداً في مكانه يزور الرؤساء والملوك والدول باعتباره الرقم واحد في اليمن.

لو كانت أزمة لبقي الرجل في موقعه الهامشي كنائب صوري لملك غير متوج اسمه علي عبدالله صالح.

لو كانت أزمة لبقي عبد ربه ممثلاً صورياً للجنوب عاجزاً عن فعل شيء للأراضي التي تنهب والجيش الذي يسرح والتاريخ الذي يطمس واليمن التي تدمر.

لو كانت أزمة لما عرف عبد ربه البيت الأبيض ولندن وباريس ومفاوضات الند للند كمسؤول عن شعب وبلد على نفس الاستفزاز يعزف العجوز باسندوه وحكومته وإعلامه عن أزمة، متغافلين عن الإدراك أن الأزمة لا تصنع أرقاماً صحيحة، وأن الأزمة ليس بمقدورها أن تخرج أمثالهم من الغرف والصوالين والمداكي المعطبة إلى سدة الفعل والوزارة والنور.

هي ثورة كبرى أيها المرتعدون المترددون الضعفاء.

هي الثورة الكبرى في تاريخ اليمن بإل التعريف، ومن غيرها الثورة تستطيع أن تنفخ نفسّ الحياة من جديد في الجثث الميته.

هي ثورة الشعب اليمني العظيم؛ الثورة التي لا قادة لها سوى شهدائها وجرحاها.

هم قادة الثورة هؤلاء الذين اظطرتهم لزوجة الحكومة الانتقالية وثقلها ولا مسؤوليتها إلى الذهاب إلى المحاكم من أجل أن تعالج حكومة "الأزمة" جرحى الثورة.

هي ثورة الشعب اليمني الكبرى التي حاصرت المخلوع ونظامه، فذهبوا إلى مواجهتها بافتعال أزمة مفرداتها القتل والتنكيل وتعطيل خدمات الكهرباء والماء والديزل والوقود وقطع الطرقات وتدمير مقومات الدولة حتى لا يجد الثوار والشعب بلدا من بعدهم.

هي ثورة يا عبد ربه ويا باسندوه، واجهها النظام الذي كنتما أصفاراً في ردهاته الخلفية بافتعال أزمة.

فهلا استوعبتما أيها "الفدائيان" حجم التضحية التي قدمها شباب اليمن من أجل إنقاذ البلد ومن اجل الحرية لكل الشعب، الحرية التي حولتكم إلى زعماء وذوات حقيقية!!


في الإثنين 19 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 12:20:47 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=18072